كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (21)- مطرب معتمد / ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوميات حسين الاعظمي (21)

 

لمتابعة الحلقات واليوميات السابقة على الرابط

 

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

مطرب معتمد / ج2

      امتثلت امام لجنة الاختبار في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون، الذين استقبلوني بترحيب عالٍ، هو في الحقيقة تشجيع منهم، خاصة هم من دعاني الى هذا الاختبار، فاشاعوا جوا مريحا بالنسبة لي خالٍ من اي ارتباك، فغنيت لهم اكثر من مقام، بعضها من اختياري، والبعض الاخر من اختيار اللجنة، ومن هذه المقامات كان مقام الحجاز ديوان، الذي علق عليه المطرب الكبير يوسف عمر مادحا له ومثنيا على ادائي للمقام. فاقترحتْ عليَّ اللجنة بالاجماع، ان اسجل مقام الحجاز ديوان، باعتبار هذا المقام سبق ان استمع اليه مطرب الاجيال محمد القبانجي، وثناء رئيس اللجنة المطرب الشهير يوسف عمر ايضا..! وبناءً على ذلك تم حجز الاستوديو بعد ايام قلائل، لاسجل اول مقام لي باعتباري هذه المرة، مطربا معتمدا في الاذاعة والتلفزيون، شأني شأن بقية المغنين المقاميين الاخرين السابقين لي..! بالرغم من محاولات تسجيلاتي السابقة في الاذاعة والتلفزيون التي سبق لنا الحديث عنها في حلقاتنا السابقة..! 

       كان عمل لجنة الاختبار اسبوعي، لان الحجز للتسجيل اسبوعي، وهذا يعني ان هناك احد مغني المقام العراقي يسجل احد المقامات العراقية خلال كل اسبوع يمضي. وبما ان عدد المغنين المقاميين المعتمدين في الاذاعة والتلفزيون في هذه الاونة لم يتجاوز عددهم عشرة مغنين، فهذا يعني ان موعد كل مغني مقامي للتسجيل، يأتِ بعد مرور عشرة اسابيع تقريبا. وهكذا هو عمل اللجنة الاختبارية. اسبوعيا تجلس للاستماع الى احد المغنين المقاميين. وعليه تم ادخال اسمي ضمن اسماء المغنين المقاميين الحرفيين المعتمدين لدى الاذاعة والتلفزيون..! اعتبارا من اول اختبار لي امام اللجنة الاختبارية في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون. وبهذا كنت اول مطرب مقامي شاب جديد في عقد السبعينات من القرن العشرين..!

      بعد اكثر من شهرين، جاء دوري للتسجيل، فامتثلت للمرة الثانية امام لجنة الاختبار كي اسمعهم ما عزمت تسجيله لاحد المقامات، ولكن ما حدث في هذه المرة شيء مثير، فقد غنيت امام اللجنة مقامات عراقية عديدة وجميع اعضاء اللجنة متفاعل ومنسجم معي، وفي نهاية جلسة الاختبار هذه، وافقت اللجنة على تسجيلي لاحد المقامات العراقية، واوصت بحجز الاستوديو لهذا الامر، واعتقد كان مقام الحكيمي. لانني اتذكر وانا اغني قطعة (القادر بايجان) في مقام الحكيمي، قاطعني رئيس اللجنة المطرب يوسف عمر قائلا – انني لم استمع الى اي مطرب ادى قطعة القادر بايجان بمثل الدقة التي سمعتها الان من حسين اسماعيل – (1)

      وبذلك لم تكتفِ اللجنة الى هذا الحد، فقد كتبت في تقريرها عن هذه الجلسة الاختبارية ما يلي. (حسين اسماعيل مطرب للمقام العراقي معتمد في دار الاذاعة والتلفزيون العراقية ولا يخضع لاي اختبار بعد الان)..!

     تصور عزيزي القارئ الكريم، منذ الاختبار الثاني اصبحت مطربا معترفا به على كافة الاصعدة، حيث كان المطرب الوحيد الذي لا يختبر طبعا هو مطربنا الكبير يوسف عمر، وهو ايضا رئيس اللجنة الاختبارية..! ومن هنا بدأت مشاكل لم تكن في الحسبان من قبل كل مغني المقام العراقي السابقين. كيف يتم اختبارهم وهم اصحاب الاسماء الرنانة في الوسط المقامي، واصحاب التجربة الكبيرة في غناء المقامات العراقية، في حين ان المطرب الشاب حسين اسماعيل لايخضع لاي اختبار..! هذه الحالة ادت بصورة طبيعية الى خلق اجواء جديدة معي من قبل كل زملائي من مغني المقام العراقي، الذين اكن لهم كل الاحترام والتقدير، وعلاقتي معهم على احسن ما يرام، وزيادة على ذلك، حدثت نزاعات مباشرة لبعض المغنين مع اعضاء اللجنة بسبب هذا الامر.

       في عدة لقاءات وحوارات تلفزيونية معي خلال السنوات الماضية، تحدثتُ عن هذه الجلسة الاختبارية الثانية، وقد مضى عليها زمنا طويلا، بان قرار اللجنة كان قاسيا جدا، فليس من المعقول انهم يختبرون امام اللجنة وهم اصحاب التجربة والباع الطويل، وانا الذي لا امتلك معظم تجربتهم، رغم ما غنيت للجنة في الاختبار الثاني مقامات عديدة..! لقد تعلمت من كل السابقين لي، فانا تلميذهم في الحقيقة، فكيف يحدث ذلك..!؟

الى هنا اكتفي بهذا القدر من الحديث عن هذه التجربة والى حلقة قادمة ان شاء الله.

وللذكريات شجون

 

  1- لم يكن اسمي الاعلامي قد ثبت على حسين الاعظمي بعد