كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (25)- الحفلات السنوية / جزء 4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (25)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

الحفلات السنوية / جزء 4

         من المؤكد أن طلبة وأساتذة معهد الدراسات النغمية العراقي القدامى، سيظلون يتذكرون دائما حفلة يوم 13/6/1977. التي أقامها المعهد بمناسبة تخريج الدورة الاولى لطلبته.. على قاعة الشعب وسط بغداد، وكانت برعاية وزير الاعلام زمنذاك المرحوم طارق عزيز. ولا بد من الاشارة وبكل صراحة. بأن عقد السبعينات من القرن الماضي، كان العصر الذهبي للمعهد. من خلال نوعية أساتذته ومواهب طلبته وحفلاته التي كانت مثار إعجاب وإنتباه كل الاوساط الغناسيقية والاعلامية في العراق. بحيث كانت كل نشاطاته التي تقام على المسارح خارج بناية المعهد، يتم تسجيلها في الاذاعة والتلفزيون رغم ان المعهد كان حديث العهد والتاسيس..! واستمر هذا التوهج الذهبي حتى عقد الثمانينات رغم الحرب الايرانية العراقية..!

         في هذه الحفلة، إخترتُ مقام الكرد مع أغنية مني شبده وتاذيني، لأقدمه برفقة الفرقة الموسيقية المركزية للمعهد كما هو واضح في الصور أعلاه. بعد أن تم اختياري من قبل إدارة وأساتذة المعهد للمشاركة في هذه الاحتفالية، ولهذا المقام قصة وحكاية، ولا أريد هنا أن أتحدث وأسهب في تفاصيل الموضوع، لأنه طويل ولا مجال للدخول في أغواره..! وملخص الموضوع أن غنائي في هذه الامسية لهذا المقام، كان فيه إنجازاً إبداعياً، من الناحية العلمية ومن الناحية التقليدية أيضاً..! رغم أنني كنت لم أزل طالباً في المرحلة الثالثة بالمعهد. وبمرور السنين، عكفتُ على كتابة بحث علمي في هذا الموضوع كان عنوانه (سلــَّم مقام الكرد بين النظرية والتطبيق) شاركت به في مؤتمر الفن العربي المعاصر الثالث الذي أقامته جامعة اليرموك بمدينة اربد في المملكة الاردنية الهاشمية عام 1998..

         وفي عام 2007 . قدمت هذا البحث الى الاستاذ الدكتور كفاح فاخوري، الامين العام للمجمع العربي للموسيقي، طالباً مناقشته للتوصل الى قرار نهائي بشأن هذا السلـَّم في أحد مؤتمرات المجمع القادمة، كذلك شاركت به في مهرجان ومؤتمر مساحات شرقية في دار الاوبرا السورية بدمشق في شباط من عام 2009..

         ما نحن فيه، حيث تسعفني ذاكرتي بأنني غـَنـَّيْتُ في هذا المقام كلاماً جديداً يرجح ان يكون كاتبه المرحوم محمد سيد خليل الاعظمي حسب ما ذكر لي ذلك بنفسه وهذا نصه..

 

يا زين الاوصاف يلغيرك فلا بخاطــــري

مفتون بمحاسنك لا تكسر بخاطــــــــري

حين النظرتك قـِلـِتْ هذا البرى خاطــري

 

                       بـَذاتْ ليش اطلعت يا صاح شنهو السبب

                       ذاتك عليْ حالتك لو واشي صـــاير سبب

                       منك نفع ما شفت غــــير الاذى والســبب

والناس لو قدرتك كلها لجل خاطـــــري

 

        والصور الموجودة في حلقة موسوعتنا هذه، تبيِّن إهتمام إدارة المعهد ودائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة والاعلام بمتطلبات واحتياجات الطلبة، والصور تـُبيـِّن ايضا ذلك من خلال الملابس الموحدة التي نرتديها على المسرح والانتظام والتدريبات، الامر الذي أدى الى النجاحات تلو النجاحات في كل نشاطاتنا المستمرة . ومعظم الصور الموجودة هي من هذه الاحتفالية..

        ان الحديث عن هذا المقام طويل ويأخذ منا وقتا كثيرا للتجديدات الموجودة فيه من الناحية النظرية والناحية العملية ايضا..! فمن الناحية النظرية، كتبت ذلك في البحث المشار اليه. ومن الناحية العملية الادائية، طبقت ذلك في ادائي اكثر من مرة لهذا المقام. اولها كان يوم 5/2/1977 في ستوديو تلفزيون الجمهورية العراقية، ضمن تسجيل امسية لفرقة التراث الموسيقي العراقي كسهرة تلفزيونية بمناسبة 8 شباط..! وكانت من اخراج الاستاذ المخرج عماد بهجت، وقد رافقني في هذا التسجيل كل من حسن الشكرجي على القانون وعلي الامام على العود وجبار سلمان على الرق وسامي عبد الاحد على الطبلة وباشراف الموسيقار منير بشير، الذي اعجب بهذا المقام ايما اعجاب..! والمرة الثانية لغنائي لهذا المقام، كان بعد اسبوعين تقريبا، وفي يوم 18/2/1977 ضمن حفلة لفرقة التراث في قاعة الشعب ببغداد ومع نفس العازفين.

       اما في المرة الثالثة ، فقد كانت في قاعة الشعب ايضا يوم 13/6/1977 مع الفرقة المركزية لمعهد الدراسات النغمية العراقي، في تخرج الدورة الاولى للمعهد، والتي اعتبرت ايضا بمثابة الحفلة السنوية لهذا العام، وعليه نشاهد ان دائرة الفنون الموسيقية كانت قد اهتمت كثيرا في اعداد هذه الامسية من خلال الملابس والتمرينات وفقرات الحفل الذي تم الاعداد له بصورة جيدة، وبرعاية وزير الاعلام المرحوم طارق عزيز. واهم ما جاء من جديد في هذا المقام، هو غنائي لوصلة غنائية في الجواب بدأتها بالحجاز مرورا بالنهاوند وختاما بالبيات والكرد، كل ذلك اكد عليها الموسيقار منير بشير ان تكون في نفس واحد دون قطع لحلاوتها، فضلا عن اسلوبي الخاص في اداء المقام ككل..

 

       في ختام هذه الحلقة، أود أن أذكر أن التسجيل الصوتي لهذه الحفلة، ما زلت محتفظاً به، ولم أستطع في وقتها الحصول على تسجيلها التلفزيوني..

وسنكمل حديثنا في موسوعة قادمة ان شاء الله

وللحديث شجون

 

اضغط على الرابط ادناه، لتستمع الى مقام الكرد المغنى في قاعة الشعب مع الفرقة المركزية لطلبة واساتذة المعهد.

 

https://www.youtube.com/watch?v=HeMFNbz1pi8

 

وللذكريات شجون