اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (33)- شهادة من مثقفين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعـظمي (33)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

شهادة من مثقفين

       في عقد التسعينات من القرن المنصرم، والعراق يمر باقسى حصار ظالم شامل في كل شؤون الحياة، فرضته عليه دول الشر والطغيان، كنت اتواجد بشكل يومي تقريبا، في وزارة الثقافة والاعلام، قريبا من دائرتي (دائرة الفنون الموسيقية) رغم اني تقاعدت عن الوظيفة بوقت مبكر، وكان ذلك عام 1993، وتكمن معظم اسباب تواجدي في الوزارة، لمتابعة اعمالي الفنية أولا من معاملات دعواتي الفنية واوامر سفري وغير ذلك من امور، ثم نشاطاتي الادارية فيما بعد، سواء ادارتي لبيت المقام العراقي وبيوت المحافظات الاخرى، او ادارتي لمعهد الدراسات الموسيقية.

 

       على كل حال، في احد الايام ونحن في اواخر التسعينات، كنت في الوزارة وكان معي اخي العزيز الشاعر الشعبي الشهير حامد العبيدي، الذي كان يتواجد ايضا في الوزارة لمتابعة اعمال قاعة الرباط التي يديرها في هذه الاونة. وخلال تجوالنا في اروقة الوزارة، إلتقينا ونحن في طريقنا الى مكتب السيد وكيل الوزارة الاستاذ الشاعر حميد سعيد، بالاخوة والاصدقاء اتذكر منهم الاستاذ الاديب حميد المطبعي، والاستاذ داود ابو داليا سكرتير وكيل الوزارة، وآخرين لا تحضرني اسماءهم الآن.. واهم ما دار من حديث بيننا، بعد تبادل السلام والتحية كان للاستاذ حميد المطبعي. حيث قال: كنت ساهرا قبل ايام قليلة في بيت احد الاصدقاء، وكنا مجموعة من طبقة المثقفين والاعلاميين والادباء، وبعضهم مدراء عامين في الوزارة ذكر منهم الاستاذ الدكتور مالك المطلبي فضلا عن السيد وكيل الوزارة الاستاذ حميد سعيد وغيرهما. وفي وقت من اوقات السهرة، دار نقاش بين الجميع، مَنْ مِنَ الفنانين اكثر نشاطا واعلاما وخدمة للبلد في زمن الحصار..؟ حتى استقر الجميع على ثلاثة اسماء..! وهم كاظم الساهر وحسين الاعظمي ونصير شمة..! الى هنا قاطعته بدهشة قائلا. انا ضمن المجموعة..!؟ قال اصبر يا حسين. لم اكمل حديثي بعد. فقد دار حديث ونقاش جديد، مَنْ مِنَ الثلاثة اولا وثانيا وثالثا..؟ قاطعته مرة اخرى..! كاظم الساهر، قال لا..! قلت نصير، قال لا، زادت دهشتي من اجاباته، ولكنه استرسل يقول، انه حسين الاعظمي..! فقلت مستغربا، هل يعقل ان يكون انشط  فنان في الحصار هو انا..؟ قال نعم وهذا ما استقر راي الجميع عليه. قلت له لماذا وما هي المقومات التي تم الاعتماد عليها.؟ اردف قائلا، بالنسبة الى كاظم الساهر ونصير شمة، فهما يعيشان خارج البلد، وكمٌ هائل من وسائل الاعلام متاحة لديهما، ولكنك تعيش في الوطن وفي عمق الحصار بكل معانيه، وانت تغزو العالم في المؤتمرات والمهرجانات الفنية الدولية تغني وتحاضر في غناء وموسيقى المقام العراقي، بل اجمع كل الحاضرين على انك الوحيد من يسافر باستمرار في هذا الزمن الخانق من الحصار، الامر الذي ادى حتى الى هجرة بعض الفنانين الى خارج الوطن بأية وسيلة كانت، لانك لم تبقِ لاحدٍ أي أمل في عمل ونشاط خارجي..! فقد احتكرتها لوحدك يا ابا وديان..!!

 

      وحين منحتني وزارة الثقافة في العام التالي 1999 جائزة الابداع الكبرى في العراق، تأملت الجائزة وقلت في نفسي، ربما كان تأثير أمثال هذه الآراء مجتمعة في عموم وزارة الثقافة، السبب في حصولي على هذه الجائزة..! حيث كُتِبَ في شهادة الجائزة جملة مضافة (لنشاطه الخارجي)..

 

       اخوتي الافاضل، ان رابط حديثنا هذا، هي الورقة التي كتبها لي الاستاذ الاديب حميد المطبعي الموجودة ادناه، في زيارته المفاجئة لي الى البيت في ليلة من ليالي بغداد الحبيبة، ومعه الدكتور اخي وصديقي الغالي الكاتب الصحفي احمد عبد المجيد. وكانت الساعة تشير الى الاقتراب من انتصاف الليل 30-3 على 31-3-1998 وانا ساهر كعادتي واخي احمد يعرف ذلك، حيث اخبرني اخي احمد ابو رنا قائلا. أنا والاستاذ حميد المطبعي موجودان في الاعظمية فرغبنا زيارتك. رحبت بهما كل الترحيب، بل سررت كثيرا لهذه الزيارة..

      خلال سهرتنا التي استمرت الى ساعة متاخرة من صباح اليوم التالي، تذكرنا حديث الوزارة للاستاذ حميد المطبعي حول من كان انشط فنان في زمن الحصار. فاخرج ورقة وقلماً من حقيبته وكتب ما كتب في الورقة الموجودة ادناه بخط يده، آملا ان تقرأوها اعزائي القراء الكرام ودمتم لاخيكم حسين الاعظمي     

 

وللذكرى شجون

 

 

الورقة التي كتبها الاستاذ حميد المطبعي بخط يده

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.