اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (50)- المطرب جعفر محمد جعفر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (50)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

المطرب جعفر محمد جعفر

(جعفوري)

      وجدت في شخصية المطرب الشهير جعفر محمد جعفر ، الذي عرف باسمه الفني على نطاق واسع بـ (جعفوري) . إنساناً طيباً ودوداً بسيطاً للغاية. منذ أن تعرَّفتُ عليه شخصياً في دائرة الفنون الموسيقية عام 1985 عندما جاء به الموسيقار الراحل منير بشير مدير عام دائرة الفنون الموسيقية، الى الدائرة ناقلا خدماته اليها . بعد ان تصادف واستمع اليه في احدى الحفلات فاعجبه كثيرا..

 

        وفي ستوديو التسجيل الموجود في داخل بناية الدائرة، الذي كان قد اعده وهندسه ويديره واحد من افضل المخرجين الاذاعيين، واعتقد افضلهم جميعا، هو السيد سعد محمود حكمت، ابو بشير. وفي هذا الاستوديو، تم تسجيل اكثر ساعة غنائية للمطرب حعفوري، لمجموعة من الابوذيات والاغاني الريفية بصوته الجميل المعبر، ولكننا لم نعرف مصير هذه التسجيلات حتى اليوم، واعتقد انها بقيت في مكتبة الدائرة الموسيقية، او في مكان آخر..! حيث كانت ظروف الحرب في الثمانينات متسارعة مضطربة، بحيث بدأ تراجع دور نشاط فرقتنا (فرقة الترث الموسيقي العراقي) بعد انتصاف الثمانينات، ثم بدأت بالانحلال حتى اضمحلت بعد الضربة العسكرية الهمجية لبلدنا عام 1991..

 

         وفي حقيقة الامر،  فإن جعفوري يتمتع بصوت وتعابير ريفية غاية في الجمال. وهو من أوائل المطربين الذين إشتهروا من خلال شركات التسجيل المحلية..! بل هو رائدهم منذ أواخر الستينات أو بـداية السبعينات من القرن الماضي..

 

          بعد هذه الفترة تقريباً، إنقطعت أخباره، ومضت سنين عديدة لم ألتقي به، رغم أن الراحل منير بشير كان قد نقل خدماته الوظيفية الى ملاك دائرتنا الموسيقية..! ربما كان بـُعدِنا النسبي عن الدائرة كوننا في فرقة التراث الموسيقي العراقي متفرغين تماماً في بناية أخرى خارج دائرتنا المركزية، للتمارين والسفر والمشاركات الدولية الفنية. ولم يكن الراحل منير بشير قد ضم جعفوري الى فرقتنا رسمياً، فبقي دوامه في مركز الدائرة قرب المدير العام منير بشير، وان يكن دواما متعثرا غير منتظم، او كان نادرا ما يأتِ الى الدائرة، إلا عند الحاجة كما يبدو..! ولهذا كان من النادر أن نلتقي به..

 

        على كل حال، في تشرين الاول October عام 2003 . اي بعد الاحتلال البغيض لبلدنا العراق..! عندما نُقلت من ادارة بيت المقام العراقي، الى إدارة معهد الدراسات الموسيقية..! فوجئت وانا في اول يوم استلم المعهد كمدير له، بوجود الفنان جعفوري في المعهد وقد أخذتْ منه الحياة مأخذاً، فسلــَّمتُ عليه بحرارة ودعوته الى غرفتي الفارغة من كل شيء سوى كرسي عادي وطاولة تالفة ليس فيها حتى مجرَّات..! بعد ان طلبتُ له كرسياً، لأن المعهد كان قد تعرض للنهب والسلب والتخريب والتدمير إبان الاحتلال البغيض لبلدنا، كما مرَّ بنا هذا الحديث في موسوعة سابقة.

 

      تحدثت مع الفنان جعفوري في شؤون كثيرة تذاكرنا فيها معاً، وعلمت منه انه نقل الى المعهد، واصبح ضمن الملاك الوظيفي بصفة حارس..!! وبما انه كانت هناك مجموعة من موظفي وزارة الثقافة، او من الحرس التابع الى احدى الميليشيات، تأخذ على عاتقها حراسة المعهد ليل نهار، شأننا في ذلك شأن جميع الدوائر والمؤسسات الرسمية. فقد طلبتُ من الفنان جعفوري أن لا يأتِ الى المعهد، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك، ويبقى مرتاحاً في بيته لحين الراتب الشهري. وهكذا في كل شهر..! ولكنه شكرني كثيراً وقال لي أنه يتضايق من بقائه في البيت دائماً، ويفضل أن يأتِ في غالب الاحيان في النهار الى دوام المعهد ..

         تركت له التصرف بما يراه مناسباً بالنسبة إليه، وقلتُ له كن على راحتك فلا تفكــِّر بأي قيد، متى ما تشاء أن تأتِ الى المعهد أو تبقى في البيت فأنت حر..!

 

         وخلال تواجده في عرض الايام، كان يأتيني الى غرفتي ويسمعني بصوته الجميل أجمل الاغاني والابوذيات والتعابير الريفية، خاصة عندما يكون في زيارتي احد الضيوف والاصدقاء، فقد كان مزاجه معي رائقاً على الدوام..

 

          ظل الامر على هذا الحال، وفي سفرتي الى الاردن الشقيق بدعوة من  مهرجان الاغنية الاردني، واختياري ضمن لجنة التحكيم العربية في الاسبوع الاخير من عام 2004 ، مكثت في الاردن حوالي الاسبوع، ثم عدت الى بغداد يوم 2/1/2005. وفي مطار بغداد إستقبلني أخي العزيز محمد زكي الجبوري الفضلي الموظف في المطار أصلاً، وسلــَّمني مفاتيح سيارة صديقنا المشترك قصي جاسم الطائي، التي كان محمد زكي الجبوري قد جاء بها الى المطار كي أعود بها من المطار الى البيت، ولكنني غادرت المطار متوجهاً الى المعهد مباشرة دون أن أذهب الى البيت، وكان الوقت منتصف النهار تقريباً. وفي المعهد إستقبلني الاخوة الاداريين والمدرسين والطلبة مهنئين بسلامة الوصول. وخلال الحديث سألت عن فناننا جعفوري، ففوجئت بخبر وفاته رحمه الله. وانا غير متأكد، هل انه توفي اواخر عام 2004 ام خلال اليومين التي نحن فيها من عام 2005

        وفي مرَّة من المرَّات وهو في غرفتي، إلتقطت لنا هذه الصورة المؤرخة في 24/4/2004. رحمك الله يا فناننا الاصيل وأسكنك فسيح جناته ..

 

وللذكرى شجون

اضغط على الرابط واستمع الى جعفوري في احدى الابوذيات

https://www.youtube.com/watch?v=agJK8Fj97do

 

 

المطرب الريفي المرحوم جعفوري وحسين الاعظمي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.