كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (52)- بيت المقام العراقي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 28 آذار/مارس 2018 06:27

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 2899

يوميات حسين الاعظمي (52)

بيت المقام العراقي

         في ظل ظروف السبعينات من القرن العشرين، والعامل الاقتصادي للبلد في نمو وتطور وتصاعد هائل بعد قرار تاميم نفط العراق التاريخي والسيطرة على كل موارد بلدنا العراق  عام 1972. الامر الذي ادى الى اهتمام الدولة بجوانب عديدة ومن ضمنها الفنون. وبالتالي الفرص الكثيرة التي ادت الى تجوالنا الكثيف في بلدان العالم، ننشر تراثنا الغناسيقي الحضاري في اكبر المهرجانات الغناسيقية وعلى اكبر المسارح العالمية. ولا بد اذن وفي خضم هذه الاجواء الثقافية، ان تنمو طموحاتنا وتتسع مداركنا ورؤيتنا للمستقبل القادم. وعليه، كنت انا وغيري، ومن قبلنا من الوسط المقامي، ننادي في أي مكان نتواجد فيه، صحافة، تلفزيون، اذاعة، في المجالس الثقافية، او اي وسيلة اعلامية اخرى، بانشاء جمعية او رابطة او أي عنوان آخر، من شانه ان يجمع اهل المقام في دائرة واحدة، يمكنهم ان يفكروا ويتطوروا من خلالها. ان كان ذلك. ورغم كل ذلك لم يستجب لهذه الدعوات والنداءات أي من المسؤولين الرسميين، طيلة زمن طويل..! وبقي الامر معلقا، ومضت سنوات كثيرة..! حتى قدَّر لي ان اكون واسطة في هذا الشان، بعد ما ألح عليَّ كثيرا استاذي الكريم د. صبحي انور رشيد، راجيا مني الذهاب الى وزير الثقافة والاعلام لطيف انصيف جاسم، باعتباري مديرا لفرقة التراث الموسيقي العراقي، وابن دائرة الفنون الموسيقية وابن والوزارة، ولموقعي الفني في هذا الوسط، لأطلب من الوزير انشاء دائرة رسمية تاخذ على عاتقها لم شمل المقاميين وتنظيم شؤونهم وشؤون المقام العراقي المستقبلية لمنهجتها وتطويرها. لكنني كنت دائما اقول لاستاذي د. صبحي انور رشيد، انني لا استطيع تجاوز المدير العام للدائرة الموسيقية منير بشير واذهب مباشرة الى الوزير، حتى قال لي. اذهب اذن الى المدير العام ليست هناك مشكلة ما.

         بعد حين ذهبت فعلا الى المدير العام الفنان منير بشير، وطرحت عليه فكرة انشاء دائرة تنبثق من دائرتنا تعمل على جمع كل الاعضاء العاملين في الوسط المقامي. وفي هذه المرة، يبدو انني استطعت ان اقنعه، بعد ان احسست بان الفكرة قد راقت له كثيرا، بحيث انني ادركت انه سيفعلها. انها فكرة الجميع وحلمهم الدائم. وهكذا تم افتتاح قسم اداري انبثق من دائرة الفنون الموسيقية تحت عنوان (بيت المقام العراقي) عام 1987..

      في هذه الاثناء، كنت مدرسا في المعهد في الصباح والمساء، وحينها قال لي الموسيقار منير بشير، معربا عن عدم استطاعته اعطائي ادارة بيت المقام العراقي لانني مشغول طيلة النهار في التدريس..! وقد اعربت له عن قناعتي لهذا الامر، وانني لا ارغب بهذه المسؤولية..! وعليه اقتضى الامر البحث عن مدير لهذا البيت الجديد.

      من هنا تبدأ الحكاية الجديدة، ففي هذه الاثناء اجرى السيد يحيى ادريس حوارا مطولا في حلقة كاملة من برنامج سهرة مع المقام العراقي، الذي كان يعده الحاج هاشم الرجب، ويقدمه السيد يحيى ادريس، وكانت حلقات البرنامج الاسبوعي هذا، يتجاوز زمنها الساعة، حيث تصل احيانا الى اكثر من ساعة ونصف..! وهكذا ومن خلال هذا اللقاء، استطاع السيد يحيى ادريس ان يرتب الموضوع لصالحه مع الموسيقار منير بشير، ليصبح مسؤولا عن ادارة بيت المقام العراقي، عندها كتب الموسيقار منير بشير الى الوزارة والى رئاسة الجمهورية بهذا الشان وبالتالي افتتح البيت تحت رعاية وزير الثقافة والاعلام..

         ان فكرة انشاء بيت المقام العراقي هذا، كانت فكرة الجميع وديدنهم الدائم، حتى تمت وسط رضا كل الوسط المقامي والغناسيقي على وجه العموم. ولا يحق لاي كان ان يجيِّر الموضوع لصالحه ويدعي انه اسس وفكر وغير ذلك، هذه هي الحقيقة التي حدثت تماما، دون زيادة او نقصان، واذا كان هناك من تعليق ما، فلدي ما يمكنني طرح امورا اخرى لم تطرح من قبل، فالصدق والامانة وقول الحق من شيم الرجولة والشجاعة، والله من وراء القصد..

اعود اليكم اعزائي في حلقة قادمة باذن الله

وللذكرى شجون

من ارشيف الاستاذ الاصيل الكيلاني، معظم اعضاء بيت المقام العراقي، الجالسون من اليمين محمود السماك وحسن جباري وعبد الجبار العباسي وموفق عبد الهادي ومحمد المرسومي وفاروق الاعظمي وسعدي السعدي. الواقفون صلاح العزاوي ويونس الدايني وعبد الجبار قلعلي وحسين سعد وسعدي توفيق وصبحي البربوتي وعلي ارزوقي وسامي عبد اللطيف ونمير ناظم وعبد الملك الطائي و......... ؟ وماربين صليوة وصالح فرحان

• < السابق
• التالي >