اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (54)- تقاعد منير بشير / ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (54)

 

تقاعد منير بشير / ج2

         اما القصيدة الثانية التي غنيتها في مقام الهمايون ، فقد كانت لابن عمي المرحوم  أ.د. رشيد عبد الرحمن العبيدي وهي ..

 

يا ظبية هــــــــــــــــام الفؤاد بحبها   

                              هلاّ رافت بقلبي المـــــــــــــجروح

الحب للانســــــــان برء من ضنى   

                              فاراك سيدتي عصــــــفت بروحي

وجدي اذا كتمته في جــــــــــانحي   

                              قالت حشاشاتي لـــــــــعيني بوحي

انا من يعيش على هـــــواك مؤملا    

                             واليك في هذي الحيـــــــاة جنوحي

إلفان ضمهما الحنين عـــلى المدى   

                             كحمامتين في ربيع سفــــــــــوحي

 

        يبدو انني كنت في غنائي لهذين المقامين في امسية هذه الليلة باحسن حالاتي. بحيث قبّـلني استاذي الموسيقار منير بشير بعد انتهاء الامسية وقال لي (لم اسمعك بهذا المستوى الفني والتعبيري طيلة عشرين عاما مضت، فقد كنتَ كبيرا جدا هذه الليلة)، وقبّـلني مرة اخرى. كل ذلك وانا لم اكن قد علمت بخبر تقاعده بعد، الذي كان قد صدر به امرا وزاريا ورئاسيا هذا اليوم كما مر بنا..! 

 

      في اليوم التالي سمعت بخبر تقاعد استاذي الموسيقار منير بشير، الذي اربكني وهد كياني، خبر لم اتمناه ابدا، ايتركنا منير بشير ونحن نعيش في احلك الظروف بعد الضربة اللئيمة لبلدنا العراق عام 1991، رغم ان حكاية التقاعد كانت موجودة ويتداولها بعض الاخرين، ولكن بالنسبة لي، كنت استبعد حدوث هذا الامر. ولكن اليوم اصبح الامر واقعا..! حالة جديدة فوق حساباتي. ماذا سافعل بعده..! ونحن لاحول ولا قوة لنا، فالبلد في كارثة، والظروف عصيبة، والعمل شبه معدوم، وسفر ومشاركات فنية متوقفة، والامل ضعيف في الاستمرار، والدولة ككل اصبحت لا يمكنها رعاية الكثير من شؤونها..! وفوق كل ذلك تقاعد منير بشير..! الرجل المسيِّـر لكل نشاطاتنا الفنية طيلة اكثر من عشرين عاما مضت..! بصراحة لم اكيف نفسي لهذا الواقع الجديد، ولا يمكنني تصور نفسي بدون منير بشير..! فانا اكثر من عمل معه منذ عودته الى ارض الوطن بعد غربته، فكل من عمل في دائرتنا الموسيقية، بقي لفترة معينة، سواء من الفنانين او من الاداريين، سنة او سنتين او عشرة او اكثر بقليل. ولكنني عشت معه موظفا طيلة الفترة التي قضاها في الوطن بعد غربته، التي ناهزت الربع قرن، اي منذ ان اخرجني من الظلمات الى النور..! من عالم الرياضة والعسكر، الى الافاق المنيرة في ارض الله الواسع..

 

      لم اتباطئ في التفكير ، فذهبت اليه مباشرة في مكتبه بالدائرة، ومجمل ما قلته له في هذا اللقاء معاتبا.

-      ألم أطلب منك يا استاذي ان تقاعدني معك ان تقاعدت انت..؟ فما هذا الخبر المفاجئ ، اتريد ان تتركنا وتذهب..؟

-      عزيزي حسين، انا لا انصحك بالتقاعد، فما زلت شابا، وربما تكون مدير عام لهذه الدائرة التي تربيت فيها من بعدي..

 

نكمل حديثنا في الحلقة القادمة من موسوعتنا ان شاء الله

 

وللذكرى شجون

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.