كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (55)- تقاعدي من الوظيفة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

يوميات حسين الاعظمي (55)

 

        تقاعدي من الوظيفة

        انفك منير بشير من الوظيفة يوم 4/3/1993 ، اي بعد يومين من صدور امر تقاعده، فبقيت وحيدا في الساحة، ولابد من تدبير اموري والاعتماد على نفسي في الايام القادمة. ولابد ايضا، ان اقتنع بان مرحلة منير بشير قد انتهت، ولابد ان استجمع قواي واقف على قدمي كي اواجه الحالة الجديدة. فالواقع اصبح هكذا، وجال فكري وانا اتذكر احد ابيات قصيدة البهاء زهير التي غنيتها في مقام الحجاز ديوان ، والبيت هو .

     (فلا تجزع لحادثة الليالي  /   وقلـِّي ان جزعت فما عساكا)

 

        افكار واسئلة واستفهامات وهواجس سيطرت على تفكيري ومشاعري لم استطع تحمـُّلها، الامر الذي غلب على احساسي، بانني لا استطيع ان اعمل مع أي مدير عام جديد، لانني انظر الى منير بشير نظرة تكاد تكون نظرة اسطورية خيالية، وبالمقابل لا امتلك القناعة باي مدير للموسيقى يأتي بعده، لانني أكاد أكون متأكدا من أن المدير العام الجديد سيكون ذا رؤية محلية، اقل شانا من ان اصفها بالرؤية الحضارية للموسيقى، وبالتالي فان نظرتي الى مدير للموسيقى في العراق لشخص آخر غير منير بشير، نظرة تغلب عليها عدم التفاؤل في امكانية البقاء واستمراري موظفا او مديرا لاحد الاقسام في الدائرة..! لانني كنت على ثقة تامة بتصوراتي، بأن من يخلف هذا الرجل سيكون حتما شخصية محلية لا تتمتع بمستوى شخصية منير بشير، او برؤية مماثلة لرؤيته الحضارية. ولا يمكن مقارنة ذلك  بكل المقاييس..! وعليه ذهبت مسرعا الى مديري العام منير بشير، حال ما سمعت الخبر في اليوم الثاني، معاتبا له على عدم اخباري بموضوع تقاعده، لانني كنت قد تحدثت معه يوما، قائلا له.. (انني اتقاعد معك ان تقاعدت انت عن الوظيفة، فلا تتركني بعدك في الدائرة) . ذهبت اليه  راجيا منه ترويج معاملة تقاعدي للاسباب مارة الذكر، رغم خدمتي الوظيفية التي لم تكتمل بعد قانونا. فلم اجد عند استاذي منير بشير اندفاعا لترويج هذا الامر..! وقال لي..

-      ابني حسين، ليس من الصحيح تركك الدائرة.. فانت اول موظفيها، ولابد لك ان تبقى بها لخدمتها، ولك المستقبل كله، فعمرك لايزال فيه الكثير من الانجاز، وربما يتم اختيارك مديرا عاما لها من بعدي..!

 

        لم اقتنع بكلامه..! خاصة وانه سينفك من الوظيفة يوم غدٍ، الرابع من آذار 1993 . فاستعجلت الامر وكتبت مذكرة الى السيد الوزير طالبا فيها الموافقة على تقاعدي، معتمدا على علاقتي المعنوية به، فهو رجل يحب الموسيقى، ويحب المقامات العراقية، ويحترمني كثيرا.. كتبت اليه المذكرة بطلب التقاعد، قبل ان يـُعـيـَّن مديرا جديدا لدائرة الفنون الموسيقية، قد يعرقل رغبتي بالتقاعد..! رغم انني لم اكمل الخدمة القانونية للتقاعد، البالغة (25) عاما..!  وعند اطلاع الوزير على طلبي، كتب هامشا على مذكرتي (مداولة مع السيد حسين الاعظمي) ..

 

نكمل الموضوع في الموسوعة القادمة ان شاء الله

 

وللذكرى شجون

 

 

حسين الاعظمي مع بعض اوسمته حاملا وسام الثورة الجزائرية بمناسبة ذكراها الخمسين وحفلاته التي اقامها بالمناسبة في الجزائر