اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (80)- الاعظمي مع شقيقه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 


 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

يوميات حسين الاعظمي (80)

 

 

الاعظمي مع شقيقه

       حكاية هذه الصورة التي تـُظهرني في اليسار بجانب شقيقي الاكبر محمد واثق الذي يكبرني بأربع سنوات. حيث كان عمري فيها ست سنوات تقريباً وأخي محمد واثق عشر سنوات. والصورة كما هو واضح فيها، أننا كنـَّا في منتصف الصيف من عام 1958، أي أنني كنت قد سُجـِّـلتُ تواً في المدرسة الابتدائية، ولكنني لم أبدأ الدوام فيها بعد، حيث العام الدراسي في بلدنا العراق يبدأ في 1-10 من كل عام كما هو معروف لدى الجميع، وأتذكر أن الصورة أُخذت على وجه السرعة، بحيث أن أخي لم يستطع أن يحتذي حذاءه، فجاء ومعه قطعة من قماش الأريكة ووقف عليها لأن شدة حماوة وحرارة الارض قوية جداً من جراء الشمس الصيفية الحارقة..

 

         ويظهر في الصورة أيضاً، أننا نحمل مسدسات من لعب الاطفال كان قد أهداها لنا جارنا المرحوم رشيد عبد الكريم خورشيد أبو سعاد، وهو أيضاً كان قد إلتقط لنا هذه الصورة، وتسعفني ذاكرتي بأن هذا اليوم الذي أخذتْ فيه هذه الصورة كان أحد أيام عيد الفطر المبارك أو عيد الاضحى، لا أتذكر بالضبط. ولكن الارجح عيد الاضحى المبارك، ونحن نرتدي ملابس العيد الجديدة..

 

         والصورة كما هو واضح، في سطح الطابق الاول من البيت. ويلاحظ في الصورة أنني أحتذي حذاءاً صيفياً مشبــَّكاً، كانت شقيقتي الكبرى (نجية) رحمها الله قد إشترته لي من منطقة الحيدرخانة، عندما إصطحبتني معها في أحد أيام  هذا الصيف قبل العيد. وهي تكبرني أكثر من عشرين عاماً، بحيث أن إبنتها الكبرى تكبرني أيضاً بثلاث سنوات وانا خالها..! وعندما كنت أمشي مع شقيقتي الكبرى (نجية) يتصورون الناس أنها والدتي، فيقولون لها، هذا إبنك الله يخليه..؟ ويقولون لي، هذه والدتك..؟ وهي فعلاً بمثابة والدتي، فقد كانت ترعانا مع أولادها حفظهم الله جميعاً..

 

         ونظهر في الصورة أيضاً، أننا نرتدي قمصان بيضاء مع بنطلونين أزرقين أقرب الى اللون السمائي وهو ما أتذكره..

 

        لابد لي أن أذكر شيئاً عن جارنا المرحوم رشيد أبو سعاد، الذي كان من أكرم الناس الذين شاهدتهم وإلتقيت بهم في حياتي، طيباً بصورة كبيرة جداً، ودوداً أبويــَّاً في معاملته لنا كأطفال بصورة لا يمكن نسيانها، كان يعمل موظفاً في الدولة وله راتب شهري لا بأس به، ولكن هذا الراتب الشهري كان ينفذ بعد إستلامه بساعات،  بسبب إستدانته الدائمة طيلة الشهر من بعض الاصدقاء، فضلاً عن كرمه المعهود..

 

        من ناحية أخرى، أتذكر أنني حينما بدأتُ خطواتي الدراسية الاولى في تشرين الاول من العام الدراسي  1958 – 1959 في مدرسة النعمان الابتدائية المختلطة بمنطقة السفينة، كانت المواد الدراسية لم تزل كما كانت طيلة حكم العهد الملكي في العراق، وبقيت على حالها السابق في هذا العام، رغم قيام 14 / تموز July  1958، وتغيير نظام الحكم في البلد، من نظام الحكم الملكي الى نظام الحكم الجمهوري..! أي قبل بدأ العام الدراسي بأشهر قليلة، بحيث لم يكن بالإمكان تبديل المناهج الدراسية في هذا الوقت القليل، ومضى هذا العام الاول في العهد الجمهوري  (1958 - 1959) على المناهج الدراسية التي كانت قائمة في العهد الملكي، وما زلتُ أتذكر بعض من صور ومواضيع كتب القراءة للصف الاول الابتدائي، خاصة موضوع عن الخياطة مع صورة لأمرأة تخيط ثوباً، وكتب الحساب وكثافة عدد الكلمات وكثرة المواضيع ، فضلاً عن أن نوعية أوراق الكتب كانت خفيفة بحيث تتمزق بسرعة في يد الاطفال أمثالنا.

 

         عندما نجحتُ من الصف الاول الابتدائي الى الصف الثاني، كانت مدرستي– مدرسة النعمان الابتدائية المختلطة– قد إنقسمت الى مدرستين، أو إنبثقت عنها مدرسة أخرى جديدة بإسم– مدرسة خديجة الكبرى للاطفال– وهي مختلطة ايضا. ولكن بأربعة صفوف أو مراحل دراسية في البداية، وهي الصف الاول والثاني والثالث والرابع، وبقيتْ على هذا الحال لبعض السنوات، بحيث عندما تجاوزتُ الصف الرابع الابتدائي، إضطررت الانتقال الى مدرسة المثنى الابتدائية للبنين فقط..! لتكملة المرحلتين الخامسة والسادسة الابتدائية.

 

       على كل حال، لم اكمل عاما دراسيا كاملا في مدرسة المثنى، حيث اكملت تجاوز الصف الخامس في مدرسة النزارية الابتدائية للبنبن، ثم اكملت الصف السادس والمرحلة الابتدائية برمتها في مدرسة النزارية، بعد ان انتقلت من مدرسة المثنى الابتدائية للبنين، الى مدرسة النزارية الابتدائية للبنين وانا لم انتهي بعد من تجاوز الصف الخامس الابتدائي..

 

          ما نحن فيه، نعود الى البداية، فقد كنتُ من التلاميذ الذين إنتقلوا من مدرسة النعمان الابتدائية الى مدرسة خديجة الكبرى للاطفال كما قلت، وعندما بدأ العام الدراسي الثاني بالنسبة لي 1959 – 1960 وقد اصبحتُ في الصف الثاني الابتدائي، كانت المناهج الدراسية قد إستبدلت تماماً، وقد اختلفت عما كانت عليه في العهد الملكي، وأصبحت أوراق كتب الدراسة الجديدة سميكة ومطبوعة بصورة جيدة وواضحة وكلمات قليلة في كل صفحة وبحروف كبيرة، ومواد دراسية تبدو أسهل مما كانت عليه في العهد الملكي..! وأبرز مواضيع القراءة الجديدة هو موضوع– الدجاجة السوداء والكلب الصغير –

           وهكذا أكون من الناحية العملية عزيزي القارئ الكريم، قد أدركت من حيث المناهج الدراسية، آخر عام دراسي من العهد الملكي، وأول عام دراسي من العهد الجمهوري..

 

وللذكرى أثر عميق

 

 

حسين الاعظمي وشقيقه محمد واثق عام 1958

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.