كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (103)- مطبعة الاديب البغدادية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (103)

 

مطبعة الاديب البغدادية

       عرفتُ الفنان الكبير في التصوير الفوتغرافي وفي الفن التشكيلي هيثم فتح الله، منذ زمن بعيد، ولكن دون تقارب بعضنا، إلا ما ندر، فهو يعمل في المجال التشكيلي والصحفي والتصوير الفوتغرافي والطباعي، وانا اعمل في مجال الموسيقى والغناء، وان يكن نوعا ما قريبا منه..! ويبدو ان البداية العملية الحقيقية لآل المرحوم فتح الله عزيزة، عندما اتم انشاء دار مطبعة الاديب البغدادية عام 1959 في بغداد. وكان لابداع آل اسطيفان عزيزة، المعروفون في اختصاصهم الفني التصويري والمطبوعات، امر جعل المرحوم فتح الله ولولده هيثم، اسمان معروفان، بل مشهوران بين الاوساط الفنية والجماهيرية على حد سواء. دار الاديب البغدادية التي امست هي الاخرى احدى دور الطبع والنشر المشهورة في العراق وخارجه..! ومن خلال كل هذه الثقة التي كسبوها في عملهم، تم تكليف اخي الاستاذ هيثم فتح الله بمسؤولية قسم التصوير الفوتغرافي بجريدة البعث الرياضي، ثم مديرا للتحرير بعدئذ..! كل هذه النجاحات الابداعية في اعتقادي، جاءت نتيجة عملهم الدقيق، عملهم النقي، عملهم الصادق قولا وفعلا مع من تعاملوا معهم من الناس، والجميع يشهد لهم بذلك وباخلاقهم الرفيعة التي لا تضاهى..! وانا اذ اتحدث عن اناس افاضل كرام محترمون محبون للغير ومحبون لعمل الخير، والى قائمة طويلة من المواقف النبيلة في كل اعمالهم، لا يحتاجون الى امثالي او لغيري كي يتحدث عنهم وعن خصالهم الكريمة والنبيلة. فهم اكبر من الكتابة عنهم، واكبر من كل ما يقال عنهم، فالتاريخ، ولاغير التاريخ، يدون لهم اعمالهم وعلاقاتهم الطيبة مع كل الناس، فلله درُّكم يا آل عزيزة، ولله درُّكم يا آل فتح الله، ولله درُّك با اخي هيثم..! من مواقف مشرفة وكرم ونبل ورقي واخلاق رفيعة وعلاقات رصينة متوازنة واعمال صحيحة كريمة لم يفعلها غيركم الا ما ندر ذلك..!

 

      على كل حال، عندما استقر بي الحال ان اقيم واعيش في المملكة الاردنية الهاشمية حفظها الله من كل سوء. منذ عام 2005 حتى اليوم والحمد لله وحده. كان لاخي العزيز وصديقي العتيد ناصر حمزة ناصر الاثر الفاعل في تقريب وتقوية عرى صداقتي ومعرفتي بالسادة الافاضل آل فتح الله. الذين هم ايضا قد انتقلوا في اقامتهم وعملهم عام 1990 الى اردننا العربي الاصيل بالعاصمة عمان. فقد عمل اخي ناصر في مجال الطباعة زمنا طويلا في بغداد، وله علاقة وطيدة قديمة مع آل فتح الله، وهم يكنون له محبة واحتراما كبيرين. وهو ايضا قد نقل اقامته الدائمة في عمّان منذ عام 2005 . رغم انه يقيم حاليا في استراليا..

 

هيثم فتح الله

      على اية حال، وبالرغم من انني لا التقي كثيرا باخي الفاضل هيثم ابي نوار، الا في المناسبات الفنية او المصادفات، لكثرة اشغاله، وربما كثرة اشغالي انا ايضا..! لكنني اشعر بقربي من هذا الشخص المثالي، واشعر بمحبتي له واحترامي وتقديري الكبيرين لمجمل ما يملكه من كيان شخصيته الفذة. وسوف لن انسى ما حييت موقفه النادر المثال في الكرم والنبل والاحترام والتقدير، عندما بادر بطبع كتاب الخبير المقامي المعروف السيد احمد شاكر سلمان الموسوم بـ (حسين الاعظمي، سفير المقام العراقي) منتصف عام 2017. ولعل القارئ الكريم، يتساءل. ما هو الجديد في القضية..؟ انه طبع كتاب كأي كتاب آخر، لماذا الاشارة المكثفة الى هذه القضية..؟ اقول لاخي السائل، ان هناك بعض الملاحظات يمكن ان نتحدث بها وهي..!

  

-    ان مؤلف الكتاب الاستاذ احمد شاكر سلمان، اكمل كتابه هذا عام 1997، وخلال السنوات التي ناهزت العشرين عاما، عانيت انا والسيد المؤلف من قضية طبع الكتاب، معاناة مريرة جدا من قبل بعض دور الطبع التي حاولنا معها طبع الكتاب..! وكل هذه السنوات التي مرت حتى تاريخ طبعه هذا العام 2017، اضيفت اليه بعض المعلومات الاخرى. 

-    ان الاستاذ هيثم فتح الله، الذي يدير مطبعة الاديب البغدادية، بل هو صاحبها، لا يعرف المؤلف شخصيا، ولا يعرفه اسماً..! فالمؤلف في بغداد، ونحن في عمّان، ومع ذلك طبع الكتاب، بدخول اخي وصديقي الاستاذ ناصر حمزة ناصر في صلب الموضوع، الصديق العتيق لآل عزيزة، باعتبار ان الكتاب يتحدث عني، فتقدير الاستاذ هيثم فتح الله، وتقدير الاستاذ ناصر حمزة لمجمل العلاقات، كان موقفا لكليهما يحترمان عليه كثيرا..

-    ان الكتاب فيه اكثر من خمسمائة صورة فوتغرافية، وكلها تمت معالجتها وجعلها صورة مناسبة للطبع..! تأمل عزيزي القارئ..

-    ان الكتاب كبير في عدد صفحاته التي وصلت الى اكثر من اربعمائة وثلاثين صفحة ومن الحجم الكبير وبابهى شكل..!

-    رغم كثرة الصور الموجودة في الكتاب، الا ان الصور بقيت على حالها، فالصور السوداء بقيت سوداء، والصور الملونة بقيت ملونة..! وهو ما لم يفعله اي ناشر بالطريقة التي تمت في مطبعة الاديب البغدادية..!

-    الورق المستعمل والغلاف كان من النوع الجيد..

 

        كل ذلك واخي هيثم فتح الله لم يفاتحني باي مبلغ مقابل ذلك..! على الاقل انني لست المؤلف..! حتى لو كان مضمون الكتاب يتحدث عن سيرتي الفنية. انه عمل كبير بادر به اخي هيثم، والاكثر من كل ذلك، حينما ذهبت اليه في مكتبه بدار الاديب البغدادية نهار يوم الخامس من حزيران 5/6/2017 لاستلام بعض نسخ الكتاب. بادرني اخي هيثم بالقول.

-    كم نسخة لك من حصة الكتاب اتفقنا عليها..؟

-    خمسون نسخة.

-    ساعطيك خمسة وسبعون نسخة، هي لك وهي للمؤلف ايضا، واذا احتاج الامر اكثر من هذا العدد فاتصل بي..!

 

عدت الى البيت وتصفحت الكتاب بهدوء، وانا غير مصدق لِما حدث..! كتاب في غاية الروعة والاناقة والترتيب والاخراج، في حجمه ونوعية ورقه وبرؤية جمالية لم يسبق لها مثيل في تاريخ المطبوعات..!

     واخيرا اعزائي القراء الكرام، اليكم نبذة مختصرة جدا عن التاريخ الطباعي والصحفي لآل عزيزة الكرام. منقول من الشبكة الالكترونية (موقع عنكاوة).. 

     (رحل يوم (الاثنين) الماضي عميد اسرة (آل عزيزة) الفقيد المرحوم فتح الله اسطيفان عزيزة (هامش1) بعد مسيرة حافلة بالعطاء استمرت 87 سنة قضاها في سوح الثقافة وخدمة بلده العراق، وتخصص المرحوم في المجال الطباعي حيث ورث مهنة الطباعة عن والده اسطيفان عزيزة حينما اسس في الموصل مطبعة دار السلام والتي اصبح اسمها (المطبعة الشرقية الحديثة) في شارع النجفي عام 1929، وغادرت العائلة بعدها الى بغداد على اثر حركة الشواف في عام 1959، ليؤسس المرحوم فتح الله عزيزة مطبعته الشهيرة باسم مطبعة الأديب البغدادية والتي ماتزال تعمل حتى الآن في مقرها بشارع سينما النصر مجاور مسرح بغداد. وكان مقر المطبعة ملتقى رجال الفكر والثقافة والفن والسياسة، فضلا عن ريادة فتح الله عزيزة في المجال الطباعي مما اهله ليكون أول طباعي في العراق يدخل الطباعة بالليزر إلى العراق، وكان يحرص أن تكون مطبعته في مقدمة مطابع العراق في عملها، حتى انتقل والعائلة إلى عمّان بسبب الظروف التي مر بها البلد، ليؤسس نجله هيثم فتح الله - مطبعة الأديب في الأردن -)

 

     اخيرا اعزائي القراء الكرام، اسمحوا لي ان اقف اكراما لاخي الفاضل هيثم فتح الله، واحني قامتي احتراما لكل آل عزيزة ودمتم لاخيكم الاعظمي..

ولذكر المحاسن أثر عميق

 

اضغط على الرابط

مقام النوى حسين الاعظمي

https://www.youtube.com/watch?v=jWkaSldug50

مقام الجهاركاه حسين الاعظمي من ألبوم (مقامات في العشق الالهي) المسجل في مدينة اوترخت الهولندية 19/1/2004 والصادر عن مؤسسة راسا العالمية بالتعاون مع مؤسسة المقام العراقي في هولندة التي اسسها الفنان محمد حسين قمر عام 2006

https://www.youtube.com/watch?v=shz_xygDVTk

 

هوامش

هامش1 : توفي المرحوم فتح الله اسطيفان عزيزة يوم الثلاثاء 28/2/2017 – الكاتب -