اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (123)- مقام في الخلد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (123)

 

مقام في الخلد

 لقد كتبت الكثير عن المرحوم الحاج هاشم الرجب، وهو اقل ما يستحق من ذكر تاريخه الحافل بالانجازات الفنية المقامية خلال القرن العشرين. فهو امام المقاميين في هذا القرن..! ومن الصعب بمكان ذكر كل هذه الانجازات التي خلفها لنا المرحوم الرجب. ولعل تنشئة اولاده على خصال حب المقامات العراقية وممارستها موسيقيا وعلميا، هي واحدة من افضل الانجازات الرجبية في تاريخ غناء وموسيقى المقام العراقي. ابنه الكبير صهيب (ميلاد 1950) عازفا مرموقا على آلة الجوزة. وابنه الثاني باهر (ميلاد 1951) عازفا كبيرا على آلة القانون وآلة السنطور. ومهلب عازفا على الايقاع. ومهنا عازفا مرموقا على آلة الكمان..

 

       ما نحن بصدده في هذه الحلقة هو الاستاذ باهر هاشم الرجب، الفنان العازف والعالم والمجرب. ورغم انه يكبرني بسنة واحدة، الا انه مع ذلك سبقني في دراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، ثم عمل خلال السبعينات مدرسا لالة السنطور في معهدنا (معهد الدراسات النغمية العراقي) وفي هذه الاثناء ما زلت طالبا في المعهد وهو مدرس..! صحيح انه لم يدرسني، ولكنه كان مدرسا وانا طالبا ، وعليه فانا اكون بمثابة تلميذ له وذلك امر طبيعي بالنسبة لي..!

 

      في احدى الحفلات السنوية التي يقيمها المعهد في نهاية كل عام دراسي، تم اختياري كالعادة مشاركا فيها (لانني شاركت في كل الحفلات السنوية خلال تلمذتي في المعهد) وفي احدى هذه الحفلات اخترت غناء مقام النهاوند. وقد تم تكليف الاستاذ باهر الرجب مشرفا على فقرتي الغنائية لهذا المقام. وخلال التمارين المكثفة لي مع اعضاء الفرقة الموسيقية التي تكونت من فرقة الجالغي البغدادي باعضائها الطلبة في المعهد، محمد زكي على آلة السنطور (من طلبة الدورة الثانية) وداخل احمد على آلة الجوزة (من طلبة الدورة الاولى) ، وعازفيْ الايقاع علاء الحسون (من طلبة الدورة الثالثة) وامجد خضر هندي (من طلبة الدورة الثانية) . مع الكورال المكون من الطلبة المرحوم باسم حسين (اعتقد انه كان من الطلبة المستمعين) وآمال داود والمرحومة لطيفة احمد وحسين يوسف وحسن رحيم وعلي جابر. وبهذا يكون جميع اعضاء الفرقة الموسيقية المرافقة لي في هذا المقام، اقدم مني انظماما الى المعهد، حيث كنت من طلبة الدورة الرابعة..! وبالنسبة الى الكورال المرافق معنا، من يمين الصورة، فآمال داود من دورتي في المعهد اي الدورة الرابعة. والمرحومة لطيفة احمد وحسين يوسف من الدورة الخامسة. وحسن رحيم من الدورة الرابعة. وعلي جابر من الدورة الخامسة.

      تقرر اقامة الحفلة السنوية لهذا العام في مسرح قاعة الخلد الكبيرة، وتم تحديد تاريخها في مايس يوم 18/5/1976 . ورغم ان القاعة كانت كبيرة، الا انها امتلئت بالجمهور والفنانين والنقاد والباحثين والاعلاميين. لأن المعهد في هذه الاونة كان في عصره الذهبي وقبلة انظار كل الفنانين والاعلاميين والنقاد والجماهير في بلدنا العزيز العراق.

 

        نعود الى التمارين في ايام ما قبل موعد الحفلة..! فقد اضاف الاستاذ باهر الرجب على غنائي لمقام النهاوند، جملة غنائية مكونة من مسار لحني مكون من جنس الرست ثم جنس السيكاه رجوعا الى النهاوند..! وكان العمل ناجحا جدا خلال الغناء على المسرح، وتكلل العمل كله في هذا المقام بالنجاح التام وسط تشجيع الجمهور الحاضر باستمرار، الامر الذي ادى في النهاية الى كتابة الكثير عن هذه الامسية التي اقامها طلبة المعهد في حفلتهم السنوية، حيث غنى ايضا في هذه الامسية كل من الطلبة المرحوم صلاح عبد الغفور والمرحوم جودت عبد الستار وحسين الوردي حسب ما اتذكر ذلك..! وكانت كل الكتابات تمتدح فقرات الامسية بصورة كبيرة ونادرة، وعلى الاخص المقالة المثيرة التي كتبها الاستاذ فاروق هلال التي نشرت في جريدة العراق حيث قاس كل فقرات الامسية نسبة الى فقرة حسين اسماعيل (لم يكن اسمي قد ثبت على اسم، حسين الاعظمي) . وكانت هناك كاتبة واحدة كتبت عن الامسية بصورة شبه سلبية هي د. شهرزاد قاسم حسن، اذ يبدو ان علاقتها بالموسيقار منير بشير التي كانت سيئة زمنذاك قد اثرت على صدقها في الكتابة (هامش1) ، لان المعهد يعود اداريا الى دائرة الفنون الموسيقية، والموسيقار منير بشير هو المدير العام للدائرة..! فكانت كما يبدو متاثرة بهذا الظرف. ولكن في كل الحالات لم تكن محقة فيما كتبت وانتقدت، خاصة انها بعد سنوات حين استمعت الى مقام النهاوند هذا، ولم تكن قد تذكرت انه المقام الذي كتبت عنه قبل سنوات، ابدت اعجابها الكبير جدا بالاسلوب الذي اديت به مقام النهاوند..! عجبا لمثل هؤلاء النقاد..!

    على كل حال، نجح الاستاذ باهر الرجب في اعداده لهذا المقام، ونجحت فرقة الجالغي البغدادي التي رافقتني، وهي اول او من اوائل فرق الجالغي البغدادي التي خرجها المعهد. ونجحت الامسية بكل فقراتها وبقي المعهد رمزا فتيا وفنيا شامخا في تاريخ الموسيقى والغناء في عراقنا الابي.

 

وللتاريخ اهمية كبرى 

 

هامش1: انظر الى موسوعة ملتقى الاعظمي المرقمة بـ 112 في صفحتي (حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي ، عربي وانكليزي) على الفيسبوك

 

اضغط على الرابط

مقام النهاوند ، حسين الاعظمي 18/5/1976

https://www.youtube.com/watch?v=iKJnszqCBHQ

 

 

بعدسة الاستاذ التونسي النوري الرباعي، بتاريخ 18/5/1976 قاعة الخلد، حسين الاعظمي وسط الجميع يغني مقام النهاوند، الفرقة الموسيقية من اليمين امجد خضر هندي وعلاء الحسون وباسم حسين ومحمد زكي وداخل احمد، الكورال امال داود ولطيفة احمد وحسين يوسف وحسن رحيم وعلي جابر

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.