اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (161)- فريق الزورخانة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (161)

 

فريق الزورخانة

            إعتزلتُ رياضة المصارعة الحرة والرومانية بوقت مبكـِّر، ولم يكن هذا الاعتزال توقفاً عن ممارسة المصارعة فحسب، وإنما هجرة شبه تامة لهذه الرياضة النبيلة، والسبب كان غناء وموسيقى المقام العراقي والموسيقار منير بشير..! وقد تحدثت في هذا الموضوع في حلقات سابقة، وعليه فإن أبناء جيلي من مصارعي أبطال العراق الذين إستمروا بممارسة هذه الرياضة، قد حصلوا على بطولات دولية عديدة حتى اعتزالهم المصارعة باوقاتهم الطبيعية، ومن ثم تبوؤوا مواقع عملية ووظيفية في الاتحاد المركزي للمصارعة خلال كل السنوات التي مرَّت خدمة لرياضتهم المحببة، أو أصبحوا مدربين أو محكمين بعد إعتزالهم. رغم أنني ألتقي بالكثير من زملائي المصارعين عن طريق المصادفات، خاصة ممن يسكن في الاعظمية وهم نسبة كبيرة..! ولعل من الجدير ذكره، أنني عدت الى المصارعة مرَّة واحدة خلال كل هذه السنوات الطويلة من بعدي للرياضة، وكان ذلك بعد مرور زمنا قارب الـ 13 ثلاثة عشر عاما من اعتزالي الرياضة، حيث دخلت في الدورة التدريبية الدولية للمصارعة التي أقامها الاتحاد العراقي المركزي بإشراف الاتحاد العربي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية، التي كانت من 1/2/1988 حتى 21/2/1988 حصلت خلالها على شهادة مدرب دولي بدرجة جيد..! أي أنني في هذه العودة، قد عدت بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على تركي للرياضة الاحترافية كما قلت قبل قليل، فقد مارستها رسمياً منذ عام 1970 حتى عام 1975. وفيها حصلت على بطولات العراق في معظم الفئات العمرية الفتيان والشباب حتى المتقدمين.. 

           في عام 1988 ايضا. إتصل بي أخي وصديقي العزيز البطل د. حمدان رحيم الكبيسي رئيس الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية، ونحن من جيل واحد تقريباً في ممارستنا رياضة المصارعة، رغم أنه أقدم مني بسنة أو سنتين..! وهو بطل العراق سابقاً، ومن المصارعين الذين إستمروا في العمل الرياضي. وطلب مني تهيئة فريق الزورخانة لتقديم عرضاً رياضياً إستعراضياً خلال نهائي بطولة بغداد الدولية للمصارعة. التي أقيمت على بساط قاعة صدام للالعاب الرياضية في ملعب الشعب الدولي..

          واقع الحال، لم أكن أعرف بالضبط من يمارس هذه الرياضة بسبب إبتعادي عن الرياضة كما قلت..! ولذلك إستعنت بالفنان المقامي الكبير الحاج هاشم الرجب..! ولا أدري لماذا إخترتُ الحاج الرجب لهذا الموضوع..! ولكن يبدو أن إختياري كان مبرَّراً، لعلاقة هذه الرياضة بغناء المقام العراقي، وفي النتيجة كان إختياري صائباً..! حيث إستطاع الحاج الرجب من جمع أعضاء الفريق من كل اطراف بغداد وعلى الاخص من مدينتي الاعظمية والكاظمية، وذهبنا جميعاً الى موعد المباريات النهائية لبطولة بغداد الدولية في قاعة صدام للالعاب الرياضية. وقدمنا عرضاً جميلاً كنتُ خلاله أغني بعض المقامات العراقية خلال العرض الرياضي من قبل مصارعي فريق الزورخانة..! وقد إهتمت الكثير من وسائل الاعلام العراقية والعربية بهذا العرض الجميل النادر..!

         بعد النجاح الذي لاقيناه في هذا العرض، رأيت من المناسب التحرك من خلال الاتحاد المركزي للمصارعة للحصول على الموافقات الرسمية لجمع وتأسيس فريق رسمي للزورخانة له كيانه الوظيفي والعملي ويشرف عليه الاتحاد المركزي..! ليكون لفريق الزورخانة فريقا رسميا له نظام داخلي وعمل مستقل يتقاضى لاعبوه على رواتب شهرية عن عملهم الزورخاني..! وتحركتُ من أجل هذه الفكرة وحدثتُ أخي د. حمدان الكبيسي في هذا الشأن طالباً منه طرح هذه الفكرة في إجتماع رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية برؤساء الاتحادات المركزية الدوري..! وقد كان رئيس اللجنة، عدي صدام حسين. ورغم أن صديقي وأخي د. حمدان الكبيسي وعدني خيراً، إلا أنه لم يجرأ كما يبدو في طرح هذه الفكرة أمام رئيس اللجنة..!

        بعد أكثر من سنتين، جاء موعد الانتخابات المركزية لاتحاد المصارعة المركزي. وقد فاز فيها بطل دولي آخر من جيلي أيضاً، واخ وصديق عزيز هو العميد الجوي ضياء محمود، الذي يعد بنفس الوقت واحدا من أفضل المحكمين الدوليين في المصارعة الحرة والرومانية على مستوى العالم..!

        جرَّبتُ مع أخي العميد ضياء محمود طرح فكرة فريق الزورخانة أمام اللجنة الاولمبية في أحد الاجتماعات، وحدثته بتجربة صديقنا د. حمدان، وقلت له اذا كان هناك مانع لديكم في طرح الفكرة على رئيس اللجنة، فدعني أتحرك أنا بهذا الصدد..! ولكنني وجدت أن الفكرة قد راقت تماماً لأخي العميد ضياء محمود، وتجاوب معها ووعدني خيراً..

       وما هي إلا فترة وجيزة حتى أخبرني العميد ضياء محمود بموافقة اللجنة الاولمبية على توظيف كل أعضاء فريق الزورخانة..! وأصبح لهم نظاماً معيناً في التدريبات، وكيان وظيفي واضح برواتب شهرية لكل منتسب الى الفريق، بما فيهم أنا على نظام الراتب المقطوع..! ورغم إعتذاري عن إستلام أي راتب لي، لكن موقف العميد ضياء محمود كان عكس ذلك، وقال لي، أن الفكرة والنيـَّة الطيبة لخدمة تراثنا الرياضي تجسَّدتْ فيك أنت وتستحق عليها كل التقدير..! ولابد ان تستلم راتبا كحال كل اعضاء الفريق..! وهكذا أكون بصورة أو بأخرى قد أسهمت مساهمة فعّالة في تأسيس فريق رسمي للاعبي الزورخانة لأول مرَّة في تاريخ هذه اللعبة الرياضية التراثية..! والأكثر من ذلك، ونظرا لقربي من مهرجان بابل الدولي، الذي تشرف عليه دائرتي الرسمية الموسيقية في وزارة الثقافة (دائرة الفنون الموسيقية) فقد إستطعت بعد سنوات قليلة من إشراك الفريق في عروض مهرجان بابل الدولي لثلاث دورات بثلاث سنوات تقريباً، وكنتُ المغني الذي يرافق هذه العروض التي أثارت إهتمام كل جماهير مهرجان بابل الدولي . ونظراً لأشغالي الكثيرة، إعتذرت بعد حين من الاتحاد المركزي للمصارعة عن الاستمرار مع الفريق وجئتُ لهم ببديل عني، هو المطرب المقامي المرحوم عبد القادر النجار، وصورتنا في هذه الحلقة، تجمع أعضاء فريق الزورخانة بعد تأسيسه رسمياً وبدأ التمارين المنتظمة في نادي الاعظمية الرياضي..

          أتذكر من الاسماء الموجودة في الصورة، الواقف من اليمين بطل آسيا في المصارعة الحرة بوزن 74 كغم عبد الرحمن بريسم والبطل الدولي غالب دهش وأنا أتوسط الصورة ببدلتي المدنية وعن يميني الفنان الرياضي موفق عبد الهادي البياتي، ورشيد والسيد بنانة ومن آل الزنو والآخرين لا أتذكر أسماءهم للأسف..! راجيا ممن يطلع على الصورة وهو عارف ببعض اسماء الواقفين ان يذكرنا باسمائهم للارشفة والتوثيق ودمتم بكل خير ان شاء الله.   

 

اضغط على الرابط / المصارعة في العراق

https://www.youtube.com/watch?v=aaPaPwyLR7s

 

العراق مهد الحضارات

https://www.youtube.com/watch?v=Ptww3oN-Hnc

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.