اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (166)- مطرب الريف العراقي جعفوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (166)

 

مطرب الريف العراقي جعفوري

      وجدت في شخصية المطرب الشهير جعفر محمد جعفر الذي عرف باسمه الفني على نطاق واسع بـ (جعفوري) . إنساناً طيباً ودوداً بسيطاً للغاية . منذ أن تعرَّفتُ عليه شخصياً في دائرة الفنون الموسيقية عام 1985 عندما جاء به الموسيقار الراحل منير بشير مدير عام دائرة الفنون الموسيقية الى الدائرة ناقلا خدماته اليها . بعد ان تصادف واستمع اليه في احدى الحفلات فاعجبه كثيرا..

        وفي ستوديو التسجيل الموجود في داخل بناية الدائرة ، الذي كان قد اعده وهندسه ويديره واحد من افضل المخرجين الاذاعيين في بلدنا العراق، واعتقد افضلهم جميعا، هو السيد سعد محمود حكمت. وقد تم تسجيل اكثر ساعة غنائية للمطرب حعفوري لمجموعة من الابوذيات والاغاني الريفية بصوته الجميل المعبر، ولكننا لم نعرف مصير هذه التسجيلات حتى اليوم..! واعتقد انها بقيت في مكتبة الدائرة الموسيقية، حيث كانت ظروف الحرب في الثمانينات متسارعة مضطربة، بحيث بدأ تراجع دور نشاط فرقتنا (فرقة الترث الموسيقي العراقي) بعد انتصاف الثمانينات، ثم بدات بالانحلال حتى اضمحلت بعد الضربة العسكرية الهمجية لبلدنا عام 1991 من قبل قوى الشر والطغيان..

 

         وفي حقيقة الامر،  فإن جعفوري يتمتع بصوت وتعابير ريفية غاية في الجمال. وهو من أوائل المطربين الذين إشتهروا من خلال شركات التسجيل المحلية. بل هو رائدهم منذ أواخر الستينات وبــداية السبعينات من القرن الماضي..

 

          بعد هذه الفترة تقريباً، إنقطعت أخباره، ومضت سنين عديدة لم ألتقي به، رغم أن الراحل منير بشير كان قد نقل خدماته الوظيفية الى ملاك دائرتنا الموسيقية..! ربما كان بـُعدِنا النسبي عن الدائرة المركزية، كوننا في فرقة التراث الموسيقي العراقي متفرغين تماماً في بناية أخرى خارج دائرتنا المركزية، للتمارين والسفر والمشاركات الدولية الفنية. ولم يكن الراحل منير بشير قد ضم جعفوري الى فرقتنا رسمياً، فبقي دوامه اليومي في مركز الدائرة قرب المدير العام منير بشير، ولهذا كان من النادر أن نلتقي به..

 

        على كل حال  مضت سنوات بعد اخرى، وفي تشرين الاول October من عام الاحتلال البغيض 2003. عندما إستلمتُ إدارة معهد الدراسات الموسيقية، فوجئت وانا في اول يوم استلم المعهد كمدير له، بوجود الفنان جعفوري في المعهد وقد أخذتْ منه الحياة مأخذاً..! حيث بان عليه التعب والاجهاد وفعل السنين الخوالي. فسلــَّمتُ عليه بحرارة ودعوته الى غرفتي الفارغة من كل شيء..! سوى كرسي عادي وطاولة تالفة ليس فيها حتى مجرَّات..! بعد ان طلبتُ له كرسياً، لأن المعهد كان قد تعرض للنهب والسلب والتخريب والتدمير إبان الاحتلال البغيض كما مرَّ بنا هذا الحديث في حلقة سابقة. تحدثت مع الفنان جعفوري في شؤون كثيرة، وعلمت منه انه ضمن الملاك الوظيفي للمعهد بصفة حارس..!! وبما انه كانت هناك مجموعة من موظفي وزارة الثقافة، او من الحرس التابع الى احدى الميليشيات، تأخذ على عاتقها حراسة المعهد ليل نهار، شأننا في ذلك شأن جميع الدوائر والمؤسسات الرسمية..! فقد طلبتُ من الفنان جعفوري أن لا يأتي الى المعهد، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك، ويبقى مرتاحاً في بيته لحين الراتب الشهري. وهكذا في كل شهر. ولكنه شكرني كثيراً وقال لي أنه يتضايق من بقائه في البيت دائماً، ويفضل أن يأتي في غالب الاحيان في النهار الى دوام المعهد..!

         تركت له التصرف بما يراه مناسباً بالنسبة إليه، وقلتُ له كن على راحتك فلا تفكــِّر بأي قيد، متى ما تشاء أن تأتي الى المعهد أو تبقى في البيت فأنت حر..

 

         وخلال تواجده في عرض الايام، كان يأتيني الى غرفتي ويسمعني بصوته الجميل أجمل الاغاني والابوذيات والتعابير الريفية، خاصة عندما يكون في زيارتي احد الضيوف والاصدقاء، فقد كان مزاجه معي رائقاً على الدوام..

          ظل الامر على هذا الحال، وفي سفرتي الى الاردن الشقيق لحضور مهرجان الاغنية الاردني بعد اختياري ضمن لجنة التحكيم العربية للمهرجان. في الايام العشرة الاخيرة من كانون الاول / ديسمبر عام 2004 . عدت بعد انتهاء مهمتي في المهرجان الى بغداد يوم 2/1/2005 . وفي مطار بغداد إستقبلني أخي العزيز المرحوم محمد زكي الجبوري الموظف في المطار أصلاً، وسلــَّمني مفاتيح سيارة صديقنا المشترك الاستاذ الصحفي المقامي قصي جاسم الطائي، التي كان المرحوم محمد زكي قد جاء بها الى المطار كي أعود بها من المطار الى البيت، ولكنني غادرت المطار متوجهاً الى المعهد مباشرة دون أن أذهب الى البيت، وكان الوقت منتصف النهار تقريباً. وفي المعهد إستقبلني الاخوة الاداريين والمدرسين والطلبة مهنئين بسلامة الوصول. وخلال الحديث سألت عن فناننا جعفوري، ففوجئت بخبر وفاته رحمه الله. وانا غير متاكد، هل انه توفي في الايام الاخيرة من عام 2004 ام خلال اليومين التي نحن فيها من عام 2005..!؟

 

        وفي مرَّة من المرَّات وهو في غرفتي، إلتقطت لنا هذه الصور المؤرخة في 24/4/2004 . رحمك الله يا فناننا الاصيل وأسكنك فسيح جناته..

وللتاريخ اثر جميل

 

اضغط على الرابط / جعفوري ، ابوذية واغنية انت تريد تنساني

https://www.youtube.com/watch?v=agJK8Fj97do

 

حسين الاعظمي ، مقام البنجكاه

https://www.youtube.com/watch?v=8VPZ26gd1ws

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.