اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (206)- يوم من عمري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (206)

 

يوم من عمري

       اتصل بي قبل اشهر من الان، اخي العزيز وصديقي العتيد الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ عبد الجبار العتابي، طالبا مني ان اكتب بشيء من الاختصار عن احد ايام عمري المميزة، حيث ينوي اصدار موسوعة ثقافية في كتاب جديد يتضمن شخصيات عديدة وفي اختصاصات عديدة ومنوعة، كلٌ يكتب بقلمه عن احد الايام المميزة في حياته..!

        واقع الحال، ان لكل انسان ربما لديه اكثر من يوم واحد مميز..! ولكننا جميعا مجبرين على اختيار واحدا منها، وبالنسبة لي، لم يخطر على بالي غير حكايتي مع المتحف البغدادي الاثير الى نفسي..! فكتبت الى اخي الفاضل عبد الجبار العتابي عن تجربتي الناجحة في مقهى المتحف البغدادي التي شهدت بدايتي الحقيقية في غناء المقام العراقي، واليكم سادتي الافاضل نص ما كتبته للاعلامي الكبير الاستاذ عبد الجبار العتابي ادناه.

 

حكايتي مع المتحف البغداديي

       حكايتي مع المتحف البغدادي، بدأت مطلع السبعينات من القرن الماضي. حيث نبــَّهني أحد أبناء محلــَّتي (حارتي) ، هو السيد فاروق قاسم (هامش1) بأن هناك مقهىً جماهيرياً تؤدى فيها حفلات المقام العراقي في عصر يوم الجمعة من كل اسبوع، داخل بناية المتحف البغدادي، ومتعهد هذه الحفلات، أو الشخص المستأجر لهذه المقهى، هو مطرب المقام العراقي حمزة السعداوي. فشجعني للذهاب الى هذه المقهى لتجربة حظـِّـنا فيها، بالرغم من أن السيد فاروق كان قد ذهب من قبل الى هذه المقهى في عادي الايام وفي أيام الجمع الاسبوعية، بجانب كثير من هواة المقام العراقي، ولكن دون أن يُسمح له ولا لغيره من الشباب بالصعود الى المسرح لحد هذا الوقت الذي كان فاروق يشجعني فيه..! على كل حال، ذهبتُ معه الى مقهى المتحف البغدادي عصر يوم 20/3/1973 الثلاثاء. وتعرَّفنا على بعض الحاضرين والهواة وغيرهم من رواد هذه المقهى، الذين إستمعت الى بعضهم يغنون ويتداولون فيما بينهم تفاصيل الخطأ والصحيح فيما يؤدون من هذه الاداءات المقامية، دون أن نحظى بحضور السيد حمزة السعداوي هذا اليوم..! وفي يوم الخميس 22/3/1973 أي بعد يومين. ذهبتُ مع السيد فاروق مرَّة أخرى الى المقهى، وفي هذه المرَّة إلتقينا بالسيد حمزة السعداوي المسؤول المباشر على هذه المقهى البغدادية. والذي ألتقي به وأتعرف عليه شخصياً لأول مرَّة..! علماً أنني لم أكن قد تعرَّفت على أي فنان قبل هذا التاريخ فيما أعتقد..! وربما أستطيع القول أن حمزة السعداوي يكون أول فنان تعرَّفت عليه شخصياً، أو هو من أوائل الفنانين الذين تعرَّفت عليهم في بداية حياتي الفنية، وهكذا قدَّمني إليه بعض الحاضرين

-    الاخ حسين جاء منذ يومين ، ويبدو انه يرغب بقراءة المقام العراقي.

 فالتفتَ اليَّ السيد حمزة وقــــــــــال موجهـاً كلامه لي ..

-    ماذا لديك لتسمعنا من مقامات ..؟   

-    أي مقام تريد ..!

     فوجئ السيد السعداوي بجوابي وأردف قائلاً ..

-    هل تعرف غناء مقامات كثيرة ..؟

-    اعتقد ذلك ..

-    وأين تعلمتها ..؟

-    من اسرتي وبيئتي وجهاز التسجيل الصوتي ..!

-    إذن أسمعنا مقام المخالف ..

         وعندما أسمعته مقام المخالف كاملاً دون أي نقص أصولي تقليدي، ودون أية إضافة أو تعليق منه أو من الحاضرين..! أبدى إستغرابه وإعجابه، فضلاً عن بقية الحاضرين الذين يستمعون اليَّ لأول مرَّة. وقال لي بالحرف الواحد..

-    من أين أنت ..؟

-    من الاعظمية ..

-    هكذا إذن..! فالاعظمية مدينة مقامية تراثية فيها خزين هائل من هواة المقام العراقي. وما عليك يا أخ حسين، إلا أن تأتي عصر الغد لأقدمكَ الى جمهور المتحف البغدادي ، ولتكن مفاجأة حفلات مقهانا البغدادية هذه..

         في عصر اليوم الثاني 23/3/1973 الجمعة، كنت متوسطاً فناني مسرح مقهى المتحف البغدادي لأول مرَّة في حياتي. وطبيعي لم تجرى أي بروفة على مقام المخالف مع اعضاء الفرقة الموسيقية..! ولم يسبق لي ان غنيت مع أي فرقة موسيقية.! فكان وجودي بين فناني المتحف البغدادي عصر هذا اليوم 23/3/1973 امرا مباشرا ومفاجئا لي وللجمهور الحاضر ..! حالة لم يمر بها أي فنان من قبل..! كل شيء خام في خام، كل شيء دون تهيئة واستعداد ولا أي تجربة، لم ادرك نفسي الا وانا بين اعضاء الفرقة الموسيقية امام الجمهور الحاضر..!

         على كل حال، وصلتُ الى بناية المتحف البغدادي، وما أن رآني المرحوم حمزة السعداوي حتى ناداني بجهاز المكبر للصوت بالصعود الى المسرح. وما هي الا لحظات قليلة مرّت حتى وجدتُ نفسي جالسا في وسط المسرح. عن يساري مجموعة من هواة مطربي المقام العراقي،  كما يظهر ذلك في الصورة رقم 1 . وهم طارق القيسي (هامش2) وصلاح السراج (هامش3) وعبد الله المشهداني (هامش4) ومحمد العاشق (هامش5) ونجم عبود (هامش6) وحمزة السعداوي. وعن يميني جلس أعضاء الفرقة الموسيقية وفي مقدمتهم عازف القانون عبد الاحد جرجيس وهو والد أشهر عازف إيقاع في العراق (سامي عبد الاحد) ثم عازف العود محمد سعيد وعازف الكمان يونس وعازف الايقاع بديع  . وأتذكر أن عريف الحفل كان قد قدَّمني الى الجمهور بهذه الكلمات..

(والآن مع المطرب الشاب الجديد المفاجأة ،

حسين اسماعيل الاعظمي ، في مقام المخالف )

 

       في الحقيقة أثارني هذا التقديم من قبل عريف الحفل ، فقد انتبهت لاول مرة، الى اللقب الذي نعتني به – الاعظمي – فلم اسمع اي شخص ناداني به من قبل ، فهذه هي المرة الاولى التي يقرن اسمي بهذه الكنية..

       وهكذا يكون يوم 23/3/1973 ، هو (يوم من عمري) اليوم الذي تقرر فيه مصير حياتي ، حيث بدأتُ من هذه المقهى، وبقيتُ أذهب إليها غالبية الاسابيع وأغني فيها المقامات العراقية حتى بعد عام 1973 . واستمر بي الامر في غناء وموسيقى المقام العراقي حتى يوم الناس هذا. والحمد لله على كل شيء.

 

ايام عمركم كلها جميلة ان شاء الله

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / حفلة الكويت 4

https://www.youtube.com/watch?v=0Xa0vdbnFNA

 

الهوامش

1 – هامش1 : فاروق قاسم : أصبح مطرباً مقامياً ايضا فيما بعد بإسم - فاروق الاعظمي

2 – هامش2 : طارق القيسي : لم اعرف اخباره بعد هذه الفترة

3 – هامش3 : صلاح السراج : هو الاخر قد ابتعد عن الوسط المقامي كثيرا ، ولم يظهر الا في بداية فترة ما بعد الاحتلال البغيض عندما كنت لم ازل مديرا لبيت المقام العراقي منذ عام 2001 ، حيث جاءني وقد بان عليه تعب الحياة ، فعملت على تعيينه في بيت المقام العراقي .

4 – هامش4 : عبد الله المشهداني : ترك الغناء على المستوى الاعلامي وغمرته الوظيفة وخلالها حصل على شهادة الدكتوراه في التربية الرياضية ، ولكنه يكتب عن المقام العراقي ويتابع شؤونه وقد الف كتابا اسماه – موسوعة المقام العراقي -

5 – هامش5 : محمد العاشق : المطرب القديم الذي يقال انه ادرك تسجيل بعض الاسطوانات في الثلاثينات من القرن الماضي ، وفي اواخر السبعينات اوعز المرحوم احمد حسن البكر رئيس الجمهورية للاذاعة والتلفزيون بتسجيل بعض مقاماته العراقية بصوته رغم انه ناهز الثمانين عاما

6 – هامش6 : نجم عبود: هو الاخر ابتعد نسبيا عن الغناء المقامي، على الاقل على المستوى الاعلامي، ولكنه افتتح محلا لصناعة الالات الموسيقية وعلى الاخص آلة العود

  

 

الصورة تمثل تاريخا فنيا مميزا 23/3/1973 صعود حسين الاعظمي على المسرح لاول

مرة وهو يغني مقام المخالف ، ويظهر فيها من اليمين مطربي المقام العراقي طارق القيسي

وصلاح السراج وعبد الله المشهداني ومحمد العاشق ونجم عبود وحمزة السعداوي

وحسين الاعظمي وعبد الاحد جرجيس ابو سامي عازف القانون وبقية الموسيقيين

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.