اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (261)- مأساة العراقـيين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (261)

 

مأسـاة العراقــيـيـن

     قلت اكثر من لقاء صحفي او تلفزيوني بأن غناء وموسيقى المقام العراقي هما رواية العراقيين..! وهو ما تحدثت به ايضا في احدى المؤسسات الفنية بالاردن الشقيق بمحاضرة عن المقامات العراقية. على كل حال ، اليكم اعزائي اهم ما تحدثت به وما جاء في هذه الامسية يوم 15/1/2014. في رابطة الكتاب الاردنيين.

 

       ان التراجيديا والتاثيرات الكبيرة التي عاشها الشعب العراقي منذ سقوط العباسيين 656هـ 1258م  حتى اعلان الحكم الجمهوري في 14 تموز 1958م. سبعة قرون ميلادية بالكمال والتمام، هذه التاثيرات وهذه التراجيديا تعرضان حياة الانسان العراقي بصورة عامة، عبر هذه القرون بقدر ما تكشف مشاعره وافكاره عن نفسها خلال الاحداث المثيرة عبر هذا الزمن الطويل، في تفاعل منظور مع الواقع الموضوعي، الداخلي والخارجي، وهذا هو الخط الفاصل والحاسم بين الغناسيقى والمجتمع من جهة، والغناسيقى والغناسيقيين من جهة اخرى، وهذا ما يميزها من حيث الشكل والمضمون عن الفنون الاخرى، فالفرق ليس كمـّيــّـاً من حيث المدى الزمني، بل هو فرق نوعي من حيث الاسلوب الادائي حسب الحقب الزمنية المختلفة التفصيلية لهذه الفترة التي اطلق عليها المؤرخين بـ (الفترة المظلمة)...

 

      وعلى اية حال، ينبغي ان نذكر فورا ونتذكر دائما، ان الاحداث المثيرة التي مرت على العراقيين عبر القرون السبعة، احداث مأساوية غاية في الظلم والاستبداد والاستغلال عاشها العراقيون كشعب في ظل حكم الغزاة المحتلين، غـزو. احتلال. ظلم. حصار. امراض. مجاعات. قتل. اغتصاب. استبداد. فساد. سرقات. كوارث. فيضانات... الخ 

 

      ولما كانت التأثيرات الادائية المقامية قد بدات تتطور وتتبلور وتتغير وعلى مر الزمن لتصبح شكلا ومضمونا مقاميا على نحو متسلسل، فقد كان خطوة طبيعية تحويل هذه التأثيرات الى نمط ادائي متكامل اخذ بالتطور تدريجيا عبر القرون السبعة تقريبا. الى مادة غناسيقية مصحوبة بشكل ومضمون، حتى وصل الغناء المقامي هذا الى ذروة كلاسيكيته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من خلال مغنيه على مدى العصور، الا ان المسألة الحاسمة، هي ليست بالطبع مسألة بلورة مادة غناسيقية ذات شكل ومضمون فحسب، تماما كما ان الفرق بين المقام المغنى والاغنية التي تتبعه (البستة) (هامش1) فرق من حيث المكونات والعناصر فقط. بل ان الشكل والمضمون كليهما منسجـــمين معا لبلورة هذا الكيان الفني - المقام العراقي –

 

       ان التراجيديا تصور كلية عملية الحياة، وواضح في هذه الحالة، ان هذا لايمكن ان يكون الا نتيجة المعاناة والهموم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها الشعب، وهي نتيجة تركيز في الانعكاس لاهم سمات الواقع الموضوعي، وعليه ينبغي ان نتذكر دائما، ان اعظم الانجازات والابداعات البشرية في الفنون او غير الفنون، كانت قد بـُـنيتْ على التراجيديا، او هي نتائج لها، ولا تبنى في فترات الزهو والرخاء، والسبب هو ان التراجيديا بكل تفاصيلها الماساوية في الحياة، تجعل الانسان بصورة عامة والفنان بصورة خاصة. يعبر عن الواقع المؤلم بكل الصدق وبكل الحقائق وبكل الامانة، هذا الصدق العفوي، وهذه الحقائق غير المحدودة، بواسطة لا يمكن ان يكون أي شيء اخر بـــــــــــديلا عنها في التعبير عن واقع الحياة. ومن هنا يبدا التحدي والابداع..!

 

       ان هذه الحقيقة النسبية تاخذ شكلا خاصا في الانعكاس الفني عن الواقع، لان الفن لكي يكون فنا، يجب ان لا يبدو نسبيا ..

 

        واذا استمر بنا الحديث عن غناء القرن التاسع عشر، نلاحظ وجود نفس الهموم والمعاناة الثقافية الخاصة بهذا التراث وهويته وادائه المقامي، فإلى أين يجب ان يتأمل المستمع من اجل اكتشاف شخصيته الحقيقية ..!!؟ ان الكثير من المغنين المقاميين في القرن التاسع عشر، لا يتخذون اجابات مباشرة لهذه الاستفهامات، تعبيرا عن رفضهم التلقائي المسبق للاقوام التي احتلت وحكمت العراق منذ اسقاط المغول التتر للدولة العباسية_ 656هـ1258م _ وتتابع الاقوام الغازية. فهذه الاقوام عدوٌّ رئيسي بالنسبة للعراقيين..! كما انها شيء اسوأ. انها الاقوام المتعددة التي فرضت العصور المظلمة على العراق، منذ ذلك التاريخ حتى استقلال العراق عام 1958م، وعليه فإن اول ملاحظة ينتبه إليها عند سماعنا للمقامات العراقية المغناة حتى يوم الناس هذا، خاصة في نواحيها التعبيرية اكثر منها كشكل مقامي تقليدي، هي ادانة عميقة للفترة المظلمة التي مرَّ بها العراق طيلة سبعة قرون ميلادية بالتمام والكمال. تلك الفترة التي فرضت الجهل والتخلف والفساد على كل البلاد ...

 

     ولكن حتى لو فرضنا سبعمائة عام من العزلة عن العالم، ولنفرض ذلك، فهل يمكن رفض هذا التراث الغناسيقي المتأثر بالاقوام التي كانت تحكم البلاد ..!!؟ فما هو البديل اذن ..؟ هل نقطع الحياة ؟ هل نقطع التاريخ [  (هامش2)

 

هامش

1 – هامش1 : البستة - مفردة اعجمية تعني الرابط ، وفي مصادر اخرى تعني لحن ، وهي اغنية بسيطة البناء تلحق بالمقام المغنى وهي من نفس سلم وروحية ذلك المقام ..

2 – هامش2 : راجع العنوان الداخلي (التقديم) في كتابي الموسوم بـ (المقام العراقي باصوات النساء) الصادر في بيروت في كانون الثاني عام 2005عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تحت عنوان - تعريف موجز بالمقام العراقي - في ص42.

 

اضغط على الرابط

حسقيل قصاب / مقام حجاز شيطاني

https://www.youtube.com/watch?v=LhOBDi2KLyQ

 

زهور حسين / مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=XQ1yt-eaSiM

 

يوسف عمر / مقام الابراهيمي

https://www.youtube.com/watch?v=8f-cUcF3tkc

 

محمود حسن / مقام اللامي

https://www.youtube.com/watch?v=hpspwvkPd8s

 

فلفل كرجي / مقام الصبا

https://www.youtube.com/watch?v=AKtLm7mF5Ec

 

كاظم الساهر / من الخنبات

https://www.youtube.com/watch?v=hfg9zOEwZgE

 

ناظم الغزالي / مقام شرقي دوكاه

https://www.youtube.com/watch?v=QOZ1mfptaT4

 

محمد القبانجي / مقام الابراهيمي

https://www.youtube.com/watch?v=Ef7aNAN44co

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.