اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (262)- فكرة التحديث / جزء1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (262)

 

فكرة التحديث / جزء1

        ان الاتجاه نحو فكرة التحديث في الغناء المقامي العراقي التي كان اكثر ظهورا لها عند انتصاف القرن العشرين، او بالتحديد في حقبة التجربة بالرغم من ظهور رائدها الاول محمد القبانجي في ذروة حقبة التحول. ارتبط معها ارتباطا وثيقا التيار العدائي في تشويه التاريخ.!! الذي تجسد ووصل الى ذروته في فترة الاستعمار الانكليزي البغيض (1917 – 1958) في العراق. وفي كل هذه الامور، تقف حقائق الوعي الفكري للتطور الفني ونمو الحس التاريخي، لكسر جماح الاهداف الاستعمارية، نقطة الانطلاق الوحيدة لمنهج تطوري وتقدمي صحيح، وبهذا الوعي يكتسب تحديث التاريخ اساسا فكريا واسعا، ويبقى الطريق الوحيد لفهم الماضي يكمن في اظهار طريقة فهمنا في رؤية الاشياء، في الانطلاق من افكارنا الواعية بالذات.

 

        ان كل هذه الاتجاهات في الفكر والجمال والذوق التي راقبناها حتى الان بصورة رئيسة بين تيارات تعترف بدرجة او باخرى بالتقدم. كان المؤثر فيها النقد الموسيقي والنقد المقامي ووارثوهما بصورة متزايدة في خدمة مباشرة او غير مباشرة في سبيل تطور النواحي الفنية للاداء المقامي ونمو الحس التاريخي للفنان. وقد قدم اساطين الغناء المقامي كجميل البغدادي ورشيد القندرجي وعباس كمبير ونجم الشيخلي وجميل الاعظمي ومحمد القبانجي وغيرهم. منذ بدايات القرن العشرين، اعمالا فنية مقامية هامة معبرة عن كل التطورات والتغيرات التي اتسمت بها حقبة التحول حتى حقبة التجربة، فهم يظهرون رسوخ التقاليد الاصيلة في رؤية متقدمة، ومحاولة الغاء فروق ومشاكل التطور الملموسة في تاريخ العراق الحضاري.

 

        ان التطورات اللاحقة خلال القرن العشرين باكمله، اثبتت بوضوح نجاح مسار الطريقة القبانجية، ففي الوقت الذي واجهت هذه الطريقة حملة شعواء وقاسية من اغلبية الوسط المقامي برمته. كتاب ونقاد وعازفين ومغنين ومعنيين وجماهير..! في باديء الامر، بالرغم من التزام هذه الطريقة بالاصول المقامية التقليدية لشكل المقام form. ولكن هذا الموقف او المواقف مجتمعة، تطور بعدئذ بصورة متزايدة في اتجاه تغير هذه المواقف نحو القبول رويدا رويدا بمبادئها. ويكفي ان نتأمل المسار التدريجي لسلم نجاح هذه الطريقة وشيوعها وسيطرتها المطلقة على الساحة الغنائية منذ النصف الاول من القرن العشرين حتى يوم الناس هذا.

 

        ان حقبة التجربة تنطلق من موقف واع من التاريخ، ان المتذوق لسماع غناء المقام العراقي، لايستطيع ان يتجنب قسطا كبيرا من العشوائية في اختيار ما يريد سماعه من غناء المقامات العراقية، فقد تطورت النواحي الفنية نسبيا، وتم اعداد المقام العراقي اعدادا غنائيا وموسيقيا بصورة فنية من جديد..! وهو ما اسميناه بـ (المقام المصنوع) ووفقا لمغني حقبة التجربة هذه، توجد حقائق منقولة مجردة، لا يملك الا التعبير الفردي الذاتي القدرة على ابعاثها واظهارها الى جماليات المجتمع في هذه الحقبة، ووفقا لهذا المنظور، فان دورا مهما جدا تلعبه التيارات الجمالية الرومانسية التاملية، وكذلك الاسس التاريخية للمقام العراقي في احياء ونمو الحس التاريخي لشكل ومضمون هذا الغناء العريق. فهو يؤلف تاريخا متخيلا ينبئنا بما كان متوقعا، وسنذكر دائما التسجيلات الغناقامية التي انجزت خلال حقبة التجربة بصورة عامة، وتسجيلات الاربعة الكبار بصورة خاصة، وقد اصبحت هذه التسجيلات الغنائية منتشرة  وشعبية الى درجة كبيرة نتيجة صورها التاريخية المرتبطة بالحاضر والمستقبل، وهذه احدى النتائج الطبيعية للتراجع الفكري عن مفهوم التطور والتقدم الفني للغناء والموسيقى في الحقب السابقة.

 

        بطبيعة الحال، لست مدافعا عاديا عن مجد اعلام المقام العراقي ورواده، فانا بقدر تعلق الامر بالحاضر، حائر وتائه في اعماق من الشكوك في امكانية اللحاق الفعلي بركب التطورات التكنولوجية المرعبة والسريعة بلا حدود. وهذا هو الذي يجعلني دائم التفكير بموضوع التقدم والتطور ونمو الحس التاريخي في نتاجات زملائي الغناسيقـــية من المعاصرين، او نتاجاتي أنا في اقل تقدير ..

 

        ان الشذوذ التاريخي بصورة او باخرى، كما هو معروف، موجود فعلا فيما نسمعه من بعض التسجيلات الغناقامية، ونقراه من اراء فنية من خلال تصريحات بعض المغنين، موجود ايضا في الثقافة الاجتماعية السابقة والمعاصرة. ولكنها لم تظهر بهذه الصورة قبل حقبة التجربة. وما يعبر عنه في الواقع، هو كل مغن سواء اكان فردا لذاته او فردا من مجموع، لا يستطيع ان يطمح ويعبر الا عن نفسه بواسطة الحس التاريخي للتطور والنمو. فالـذات في الحقيقة هي محور كل المواضيع..!

 

        لا داعي لذكر المزيد او الحديث عن الصور المختلفة التي تطورت بها هذه الذاتية التاملية تجاه التاريخ، وقد استشهدنا بالمغنين بوصفهم ممثلي تيارات جمالية واسعة الحضور، وهم ايضا ممثلين لحقبتهم الزمنية، ولا ننسى ان نبين بصورة واضحة، بان هذه الحالة تستمر دون نقصان عبر كامل حقبة التجربة، وان ما يسمى بالاتجاهات نحو الموضوعية والمثالية هي التي اسهمت باظهار التعابير الرومانسية الحالمة في الغناء المقامي التي بداها المطرب الاسطورة محمد القبانجي وجسدها المطرب المقامي المتامل للتاريخ حسن خيوكة ..!

 

اضغط على الرابط

حميد العزاوي / شعر مع ابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=wj4oqUsOu5A

 

محمود حسن / مقام دشت

https://www.youtube.com/watch?v=vPwEmgGE9Hg

 

محمود حسين – زازة - / مقام اورفة

https://www.youtube.com/watch?v=xcrhrm8SCkY

 

مربين صليوة

https://www.youtube.com/watch?v=jDjofo6iLZA

 

قاسم الجنابي / مربع اشبيدي على اللي بلاني بعشرته

https://www.youtube.com/watch?v=Y6P9E3hzLVM

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.