كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (272)- الغناسيقى أواخر القرن التاسع عشر

تقييم المستخدم:

/ 0

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 23 كانون1/ديسمبر 2019 11:50

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1919

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (272)

الغناسيقى أواخر القرن التاسع عشر

كان الاداء الغنائي والموسيقي المقبول في بغداد والعراق عموماً، منذ أواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، حتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين والالفية الثالثة الذي نعيشه اليوم..! لا يزال يعاني من تأخر وتخلف في كثير من مقوماته ومستلزماته الفنية الاساسية المطلوبة، وعلى الاخص النواحي الفنية في الاداء الموسيقي والغنائي.

كان تقليدياً بنسبة كبيرة، حيث كانت القلة من المؤدين اسماء لامعة مسيطرة على الساحة. لها سلطة قوية على مسامع الناس، والاغلبية الساحقة تابعون للبعض. كلٌ في فترة زمنية معينة، أي اننا لم نزل نعيش فترة فنية يطلق عليها في الدراسات الاكاديمية الاوربية (عبادة الفنان الفرد) التي عاشتها اوربا في القرون التي سبقت العصر الرومانتيكي الذي بدأت بوادره الاولى أواخر القرن الثامن عشر..! ونعني بذلك وجود فنان معين كبير له شهرة واسعة متسيدة على الساحة الفنية، والكثرة من الفنانين الآخرين متأثرة بطريقة هذا الفنان واسلوبه المسيطر على هذه الجماليات الذوقية، الامر الذي يؤدي بالتالي الى تنازل هذه الكثرة من الفنانين عن هويتهم الخاصة و\واتهم وشخصيتهم المعبرة في الاسلوب والطريقة الادائية، والارتماء في دائرة التقليد الذي يصل احيانا الى درجة التقليد الببغاوي لذلك الفنان المشهور. فكان من هؤلاء البعض من المشاهير الذين تسيدوا حقبتهم الزمنية مثلاً أحمد الزيدان ورشيد القندرجي والملا عثمان الموصلي ومحمد القبانجي وحضيري ابو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وصديقة الملاية ... الخ. ومن المؤكد انه في الفترة الزمنية التي عاشها هؤلاء المشاهير من الفنانين البارزين، كان هناك الكثير من الفنانين الاخرين ممن عاصروهم، ولكن اسماء هذه الكثرة من الفنانين المقلدين، ذابت امام الشهرة الطاغية التي يتمتع بها امثال هذه القلة من الفنانين البارزين الكبار.

كان الاداء في خيالاته العاطفية، يدور معظمه في التعبير عن هموم المجتمع الفردية والجماعية ومعاناتهما معاً، وذلك انعكاس واضح لحالة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. يذهب مستعمِر ويأتِ مستعمِر آخر أسوأ من سابقه..! هكذا عاش آباؤنا واجـــــدادنا. فــــــــــماذا فعل بهم هـــــــــــؤلاء المحتلون المستعمرون القذرون..؟

كان الاداء متطرفاً في الالتزام بالاصول التراثية الغناسيقية خاصة في مضامين هذه الاصول العريقة في غناء المقام العراقي. خوفا عليها من خطر الضياع والاضمحلال. ولذلك فقد كانت التقاليد الأدائية في تطرفها، ثقيلة الوطأة تفرض نفسها بقوة على السواد الاعظم من المؤدين.

وقد تميزت هذه الحقب أيضاً بالاتجاه الاخلاقي الرفيع في مضامين القصائد وكلام الاغاني واساليب التعبير الادائية. فالكثرة من المؤدين يتناولون المبادئ الاخلاقية والفضيلة في اختيار قصائدهم، وعلى الاخص من القصائد الصوفية، ولا يزال الكثرة الغالبة من المؤدين ملتزمة بهذا المنحى الاخلاقي في تعابير ومعاني القصائد المغناة وكلمات الاغاني، التي كانت تعبر عن هموم وتجارب المجتمع وعرض النصائح والحكم والشكوى والالم والانين والتحذير من مفاجئات الزمن الغادر ... الخ، اذ نرى ذلك واضحاً في مجموعة من أغاني زكية جورج وسليمة مراد وغيرهما، ولا داعي ان نستعرض الكثير غيرها من الاغاني فان معظمها يوحي او يتحدث عن هذه الهموم والمعاناة الاجتماعية.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

سليم شبث مقام كلكلي

https://www.youtube.com/watch?v=Q589DXnssFM

يوسف حريش مقام الاوج

https://www.youtube.com/watch?v=qnq1fQyUFjg

يوسف عمر مقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=sBgkRlGvX6I

طه غريب مقام الصبا

https://www.youtube.com/watch?v=VQ7A650DISs