اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (275)- البناء الفني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (275)

 

البناء الفني

يقوم البناء الفني لاداء المقامات العراقية على مفهوم اساسي هو الديناميكية في الاداء، ونعني بذلك الحركة الفنية المستمرة المتصلة في التغير والتنوع بين السلالم والاجناس الموسيقية والغنائية فيما سمي بالقطع والاوصال والاستمرار في اداء المقام كوحدة متكاملة..!

 

والنقاد والمتتبعون لشؤون المقام العراقي يتحدثون عن هذا العنصر الديناميكي لعملية البناء اللحني للاداء المقامي  بتناقض..! حيث انقسموا الى فريقين، كل فربق يريد ان يؤكد، اما ديناميكية الاصول الادائية التقليدية، او ديناميكية البناء الجديد في اختزال تلك الاصول او تهذيبها او الاضافة اليها واحلال الجديد محل بعضها..! وهذه القوى تتجلى بوضوح عندما نستمع الى حفلات او تسجيلات المقامات التي اداها المطربون خلال القرن العشرين. لهذا يجدر بنا، ان ننظر الى هذه القضية بعين العلم والفن والمعاصرة، بدلاً من التعصب الى احد الفريقين. ويمكن لنا ان ننطلق من نقطة معينة اراها مهمة جداً، هي دراسة وتحليل هذا التراث، ومن ثم تأكيد وتوضيح الاصح من كلا الفريقين، ومن ثم ايضا معرفة ماهية التراث والموروث الموسيقي بمعناه العلمي الاكاديمي ليتسنى لنا بعدئذ تقديم طرف على آخر.

 

     الاداء المقامي عموماً ينجذب نحو هذين الاسلوبين او الفريقين كونه تراثاً وموروثاً مدنياً حضارياً. وفق اختيار حّر يبدو وكأنه متروك لأهواء المؤدي وميوله ونشأته، ويستطيع السامع المتذوق تحديد اسلوب كل من الفريقين فيما اذا كان تقليدياً او تجديدياً بعد سماعه بضعة جمل من غناء أي مغنٍ للمقام العراقي.

 

وفي صدد الدراسة الاكاديمية للتراث والموروث الغناسيقي يقول د. طارق حسون فريد(هامش1) (أنهما المادة الصوتية والنسيج الموسيقي المجسد لمجموع الارث الحضاري الموسيقي الذي يبتكر ويؤدى ويعاد اداؤه في هذا العصر كما في العصور السابقة) ثم يسترسل ويقول: (لا قيمة للتراث من دون معاصرة ولا قيمة للمعاصرة من دون جذر يمتد بالامة الى اعماق تجاربها الماضية في العطاء والابداع)(هامش2)

 

اذن فدراسات التراث والموروث بشكل عام تسعى في غايتها الى الكشف عن الانجازات والابداعات التي حققها الاسلاف، أي اننا نبحث عن ثوابت المادة التراثية ومن ثم ما يطرأ عليها عبر المراحل التاريخية للغناء والموسيقى وتطورهما.

واشارة الى ما يقصد بالتراث الموسيقي وما يقصد بالموروث الموسيقي في الدراسات الاكاديمية رغم انهما يصبان في غاية واحدة هي الارث الحضاري، بيد انهما يختلفان من ناحية ما بعض الشيء من حيث تفصيلات المعنى المقصود، حيث يقول د.فريد (يقصد بالتراث الموسيقي، كل ما حفظ لنا حول الارث الحضاري الموسيقي مدوناً)(هامش3). وبالطبع يشمل هذا القول الارث عموماً. وان ما يقصد بالموروث الموسيقي (كل ما توارثناه من الاباء والاجداد وتعلمناه من خلال الملاحظة والمشاهدة والسماع والاستماع، فهو الثقافة المنقولة الينا شفوياً)(هامش4). ان فنون الموروث الموسيقي ذات طابع جماعي من حيث الابتكار والاداء والتلقي عادة. وحول نفس الموضوع يحدد د.فريد ثلاث مستويات للتراث والموروث الموسيقي من حيث القيمة الحضارية.

 

1.   المستوى الاول: خاص بالاجناس العرقية والجماعات والقبائل والاقوام التي عاشت بمعزل عن التأثير الحضاري الانساني ولم تؤدِ فيه دوراً بارزاً يذكر.

2.   المستوى الثاني: يشمل تراث وموروث الشعوب والامم التي ساهمت بدور رائد في الحياة الثقافية والفنية والعلمية ومختلف جوانب الحضارة الاخرى ضمن المسيرة الانسانية، وكانت حضارتها تمثل احدى ذروات تلك المسيرة الانسانية الطويلة في عصر من العصور المتعاقبة.

3.   المستوى الثالث: وهو تراث وموروث الشعوب والامم التي لم ينقطع بعد اتصالها بنتاج مسيرتها الموسيقية الفنية السابقة في القرون العشرة الاخيرة او لنقل منذ عصر النهضة (الرينيسانس) تحديداً (هامش5). فتراث هذه الشعوب الاوروبية الوثيق الارتباط بأنجازات مسيرة الفن الموسيقي المنهجي العالمي مازال خصباً وعطاؤه المتجدد مستمراً من خلال ابداعات العديد من المؤلفين الموسيقين الرواد.

 

   أما ما يخص ثوابت ومتغيرات المادة التراثية، فأنها عملية تسعى الى توضيح اتجاهين مهمين في شكل ومضمون التراث والموروث الغناسيقي وتطوره، وهذين الاتجاهين أحدهما محافظ تقليدي يرفض التغير او التنوع او الاضافة والتجديد، والاخر يرتبط بالابداع والخلق الفني والتجديد والابتكار، لذا فأن الموضوع بشكل عام يرتبط بالحركة التطورية والتاريخية للتراث وكذلك التطور الفكري للفن الغناسيقي التراثي للمجتمعات على وجه العموم. ولما كان الامر كذلك فأنه يمكن تحديد او تأشير بعض النقاط التي تخص الموضوع:

1.   ان المتغيرات التي تطرأ على ثوابت المادة التراثية، تكون لدى الفرد اوضح واسرع حدوثاً من المتغيرات الجماعية.

2.   تكون المتغيرات في المادة التراثية الدنيوية اوسع بكثير مما تحدث من متغيرات في المادة التراثية الدينية.

3.   تزداد نسبة المتغيرات في المجتمع حسب المستوى الثقافي، فكلما تقدم وتطور المجتمع ثقافياً وعلمياً ازدادت نسبة المتغيرات.

      ان هاجس الشعوب الحية ان تتقدم الى الامام، وتسعى الى الابداع والتطور والابتكار.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

1 – هامش1: توفي د. طارق حسون فريد يوم 21/12/2018.

2 – هامش2: من محاضرات في قسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.

3 – هامش3: نفس المصدر السابق.

4 – هامش4: نفس المصدر السابق.

5 – هامش5: الرينيسانس: هو حركة ثقافية استمرت تقريبا من القرن الرابع عشر الميلادي الى القرن السابع عشر. ثم اخذت في الانتشار الى بقية ارجاء اوربا، وكانت بدايتها في اواخر العصور الوسطى من ايطاليا.

 

Rinascimento    الرينيسانس

 

اضغط على الرابط

سعد الاعظمي مقام الخنابات

https://www.youtube.com/watch?v=irbCcdGjiFk

 

رعد الاعظمي مقام حويزاوي

https://www.youtube.com/watch?v=N6249HoEGKc

 

ناظم شكر مقام الجمال

https://www.youtube.com/watch?v=myDzPnKTiXw

 

فاروق الاعظمي مقام الكرد

https://www.youtube.com/watch?v=InBsiSrFaPA

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.