اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (288)- تعلم المقام العراقي، أسهل هو ام صعب؟ /ج1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (288)

 

تعلم المقام العراقي، أسهل هو ام صعب..؟ /جزء1

أعتقد ان ناظم الغزالي كان مغنياً بغدادياً نادر المثال، يتمتع بأسلوب فني فذ واداء جميل من حيث شكله ومضمونه، مع حضور مسرحي ذي نزعة معاصرة في اسلوبه المعبر. ونلاحظ ان ناظم الغزالي يتركنا في ادائه الخلاب للمقامات العراقية والاغاني، ان كانت تراثية ام ملحنة، في جو عالم رومانسيخيالي حالم..! وينقلنا الى كل هذا بواسطة لغته الادائية وسهولتها المتماسكة البناء في لحنها الغناسيقي، ومن ثم اختياره للقصائد والزهيريات وكلمات الاغاني بشكل دقيق وجيد.

 

ان التعابير الحزينة التي تُـميِّـزْ اداء المقام العراقي والموصوف بها، توحي لنا رغم ذلك بجنةٍ اصيلة، يتوجها الاحساس الصادقوالعفوي التلقائي غير المقصود. ورغم هذه المسحة التعبيرية الحزينة، لكنها تعابير مهذبة المشاعر والاحاسيس، غير انهزامية وغير اندحارية ولا هروبية وغير يائسة، بل انها تعابير متفائلة فيها شجن كثير، لان الشعب العراقي شعب حي جاد ومتفائل جابه مختلف الظروف بكل قوة على مدى تاريخه الطويل.

 

ان تأثير هذا الواقع الادائي عند الاكثرية، يبدو ضارباً في الغموض، الذي يكتنف تركيبه الحسِّي والتعبيري..! على الاقل لدى الجماهير التي لها ميول لسماع الوان غنائية اخرى غير المقام العراقي. ولعل من الاسباب التي تبعد الجماهير عن تعلم غناء وموسيقى المقام العراقي، هم اهل المقام العراقي انفسهم، من خلال ثرثرتهم المستمرة في الصحف ووسائل الاعلام الاخرى، بأن المقام العراقي غناء صعب جداً ومعقد..!! حتى تصبح الصورة لدى الجماهير في ان تعلم المقام العراقي شيء معجزة..! وتتكرر أحاديهم الى الان. المقام يحتاج الى صوت قوى.!! المقام له اصول وشروط لا يتمكن منهـا الا المغني النادر.!! المقام كذا وكذا.!! الخ، حتى غلفوه بفكرة اسطورية جعلت منه بعبعاً..!!؟ وهكذا نراهم يساهمون بشكل فعّـال بابعاد الناس عن المقام العراقي وجعلهم يتصورون بأنهم عاجزون عن فهم المقام العراقي وتعلمه، بل حتى سماعه لما اكتنفت اقوالهم الكثير من صفة الغموض التي الصقوها بالمقام..!

 

الا انني ارى ان هناك ما يمكن به تدمير كل هذه التصورات والاقاويل الثرثارة، من خلال عرض المقام العراقي بأسلوب سهل وممتع، وتهذيبه من كل الشوائب العالقة به على مدى تاريخه الطويل وتأثيراتها، ومواكبة حياة المجتمع والاطلاع او استكشاف الاسس الجمالية الملائمة لاذواق الناس المعاصرين.

 

من ناحية اخرى، قد يقصد بالاداء المقامي سهلاً كان ام صعباً على حد المفهوم الشعبي لهذا التساؤل.  هو سهولة او صعوبة اداء المقام العراقي بأصوله التقليدية التي تعارف عليها المؤدون على تأديتها عبر القرون الماضية، وتطبيق كل القواعد والعناصر الموروثة التي كونت المسارات اللحنية المعقدة للمقامات العراقية عموماً. لذا فان السهولة والصعوبة هنا امر خاص بشكل ومحتوى المقام العراقي تراثياً في مكوناته ومساره اللحني والتعبير عنه بيئياً.

 

اما اسهل الطرق وانجحها في التعلم، هي حب ورغبة المتعلم لغناء وموسيقى المقام العراقي ومدى اندفاعه لامتلاك فهم اعماق هذا اللون الادائي التراثي.

من ناحية اخرى أيضا، فأنني اقف مندهشاً امام واقع الاداء الغنائي عموماً والاداء المقامي خصوصاً، وتخلفه وابتعاده بشكل عام عن التغيير والتجديد والتطوير على المدى التاريخي الحديث والمعاصر لمدينة بغداد خاصة..! وما حدث لها منذ الغزو المغولي حتى يوم الناس هذا. ولقد تحدثت فيما يخص شكل ومضمون المقام في مواقع  سابقة، ولكننا نحتاج الان ان نساهم جميعاً في تحليل هذا الشكل وهذا المضمونواسباب غموضه وتأخره عن الركب الحضاري والجمالي للغناء والموسيقى الحديثة والمعاصرة والتراثية، ولقد تحدثت ايضاً عن ضرورة البحث عن اساس ادائي لغناء المقامات العراقية ليتسنى لنا الانطلاق من جديد نحو الافاق الابداعية الجديدة لننتشل ادائنا من غرقه وانغماسه في الكلاسيكية..! لاحداث نهضة تجديدية تعبيرية نستطيع من خلالها مواكبة حياتنا المعاصرة السريعة، ويبدو لي أن اهم خطوة نبدؤها هي عملية تنويطوتدوينالمسار اللحني لاصول اداء المقامات العراقية، لكي نحتفظ بالاصل اللحني لتراثنا الغنائي، خوفا عليه من الضياع..! عندها نستطيع ان نتصرف ما أستطعنا الى ذلك سبيلا لنواكب به تطورات موسيقى حياتنا المعاصرة، ولكي نكون ملمين وجدييّن اكثر في الشروع بهذا الموضوع، وجب علينا ان نعمم دراسة الموسيقى وعلومها والاطلاع على المفاهيم العلمية الاكاديمية لكيفية التعامل مع التراث. ويتبادر الى ذهني احياناً، ان من الاسباب المهمة كما يبدو لي التي تدعو المخلصين على تراثهم ان ينادوا بالحفاظ على تراثنا الغنائي دون تجديد، بدعوى الخوف عليه من الضياع والتشويه، وهم محقون في ذلك الى حد ما. ولكن لماذا..؟ لان هؤلاء المحافظين يدركون حسّياً انهم لا يملكون مادة مدونة لاداء المقامات العراقية تكون مرجعاً لهم تحت أي ظرف يمر به المقام العراقي، فنراهم لذلك يمسكون بتلابيب الاصول المقامية القديمة ويحاربون كل من ينادي بتطويرها، لهذا السبب المهم فأن موسيقانا لو كانت مدونة وموثقة لوصلنا بها الى اعلى المراتب العلمية والفنية واعلى المراتب العالمية..! وعليه فاني أعتقد وانا مطمئن ان عدم توثيق وارشفة تاريخنا الغنائي قد اخرنا كل هذه القرون الماضية..! وفوّتَ علينا فرصاً ابداعية عظيمة لا يمكن تصديقها ولا يمكن تعويضها بسهولة..!فلابد اذن من استنفار كل طاقاتنا، وادراك اهمية كلامنا وما ينبغي علينا القيام به فلا وقت لتضييعه ونحن بدأنا بقرن جديد، نسمع ونقرأ ونلاحظ مدى التطور السريع الحاصل للعلوم التكنولوجيا وتأثيراتها المباشرة على حياتنا وانعكاساتها الجمالية لشكل روح العصر الذي نعيشه.

 

والى الجزء الثاني لهذا الموضوع ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

هندرين مقام البيات طه غريب

https://www.youtube.com/watch?v=1uvyg31OaBo

 

مؤيد حسن مقام الصبا

https://www.youtube.com/watch?v=Gf6Pt5w2TTs

 

محمد رؤوف

https://www.youtube.com/watch?v=O_DluZ9-Wbo

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.