اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (289)- تعلم المقام، أسهل هو ام صعب؟/ ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي 

يوميات حسين الاعظمي (289)

 

تعلم المقام، أسهل هو ام صعب..؟/ جزء2

على كل حال، نحن معشر التراثيين من محبي المقامات العراقية، مغنين وعازفين وجماهير وكتاب. نقف نعيش في قرن جديد، ولا يزال كثرة منا تتشابه في الميول والاهواء والعقلية، بالرغم من تأشير الاختلافات المحسوبة لدى بعض المغنين ذوي النزوعات التجديدية، التي ما انفكت تعطي الكثير للأداء المقامي من اضافات وتجديدات. ولا يزال هاجس العودة الى الطرق الادائية التقليدية عند كثير من مؤدي المقامات العراقية قويا وغارقا في الاساليب المتخلفة التي لا يتلائم لا شكلها ولا مضمونها مع حياتنا المعاصرة..! ومن ثم التركيز على جماليات انتهى رونقها وتداعت بعض اسسها وتهاوت. ان المقام العراقي عموما ونحن نتحدث عنه، تتجلى قيمته في التطور التدريجي للمواقف او الموقف الذي يتخذه المؤدون نسبة الى روح الحياة المعاشة، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ المجتمع البغدادي والعراقي عموما.

 

لقد اثرت حياتنا المعاصرة التي نعيشها بكل تفاصيلها الاجتماعية، وجوانبها الاخرى مهما يكن شكلها وهدفها، بالميول الجديدة لطرق الاداء، بالرغم من التشبث والعشوائية في بعضها والفن والعلمية في بعضها الآخر. التي حلّتْ محل الجماليات السابقة وامسى لها شكل جمالي خاص وهو امر طبيعي نسبة الى الزمن المعاش.

 

المؤدون المقاميون المحدثون الابداعيون وما قدموه الى الاداء المقامي البغدادي كان اسهاما ذا حدين، يمكن تلخيصه بيسر وسهولة، فقد اسهموا بالطرق الادائية والاساليب ووجهات النظر، وكذلك انصرافهم الى جعل كل عنصر من العناصر المكونة للمقام العراقي جزءً منخرطاً في وحدة متكاملة وفي بناء لحني متماسك الحبكة والصياغة، استطاعوا ان يجتذبوا اليهم عدداً غير قليل من المناصرين، بيد ان التجريح الذي استهدفهم كان اكثر، وذلك لتعلق التجديدين والمبدعين بالشكل والمضمون الذين كانوا يرون فيهما اهتماما جماليا يتطلب شمولا وتفصيلا وملائمة لروح العصر..! وان كل جديد يواجه بالرفض في البداية بطبيعة الحال.

 

لقد استمر التقليد والتأثر بالفنان الفرد في غنائنا زمنا طويلا لا يزال مهيمنا. حقا الا يشعر هؤلاء المؤدون المقاميون المقلدون لطرق غيرهم لآلاف المرات بأن تعابيرهم الادائية تصدّعتْ وفرغتْ من محتواها..!!؟ لقد عشقوا اداء المقامات العراقية، وهو امر رائع، ولكنهم انغمروا بالتقليد الاعمى وعالجوا نقصهم هذا بتصريحات رنانة لا وجود لها عمليا على ارض الواقع في ادائهم. فالكل يتحدث عن طريقته المبتكرة التي يدّعي انها من مبتكراته..! نعم يتحدثون كيفما اتفق، مع العلم ان حديثهم عن هذه الطرق المزعومة مناقض جدا للحقيقة، ومناقض بدرجة معينة الى حالتهم الادائية الاتكالية المعتمدة اصلا على طرق لمؤدين سابقين. وبالنتيجة فان هذه الحالة هي حالة تشتت ذهني وتخلف في التفكير بصورة يرثى لها..! لذا فانهم مشتتوا الفكر والاداء دون وعي منهم. انهم حقا اتكاليون.لا تفكير ولا بحث وانما العيش في حالة استغراق قلقة، وافضل ما لدى بعضهم انه ما تكاد تستهلك جملة ادائية معينة حتى تحل اخرى محلها مشابهة لها..!! لذلك لم نعد نطيق انتظار نهضة تجديدية اخرى على طرق الاداء هذه التي امست طرقا مضحكة نسبة للاساليب والطرق الادائية الفنية ذات الاسس العلمية والجمالية.

 

ان الاخطاء الموجودة في الاساليب والطرق الادائية تعني اخطاء موجودة في حركة التفكير ذاتها، وان معاملة الاداء عشوائيا يعني التفكير عشوائيا ايضا..! حيث تضيع الدقة في هذه المتاهات، اضافة الى كل ذلك فأنا لا اميل الى مبدأ تجديد او احداث متغيرات في طرق الاداء فقط، بل اضيف لها قناعتي بوحدة الفن داخل النتاج الفني، ليمسي الاسلوب في النهاية تعبيرا وحدويا كاملا عن الفكرة والشعور.

 

ان الثقافة والمعرفة العقلية تُجبر المؤدي على التفكير، الذي يعني في النهاية ادراكه لعالم الخيال ادراكا حقيقيا، حيث للاسلوب مظاهر مختلفة لذلك النشاط الخيالي الابداعي، فلابد اذن ان ننقل الاسلوب من ساحة الخيال الى ساحة الفكر، اذا ما اردنا دراسته وتحليله وفهمه، مع ان تعميق المشاعر والعواطف وتنميتها من شأنه ان يخلق التعابير الساخنة، اضافة الى عنصر التفكير الذي يعمل على نجاح العملية الديناميكية في بناء الاداء الناجح وتماسك كل عناصر العمل والنتاج الفني.

 

لقد ادى بعض مؤدي المقام العراقي وفق الطريقة الذاتية التي فكروا بها وفهموا المجتمع من خلالها، فلا ينبغي ان نعلِّم المؤدين الجدد خلاصة الاعمال الفنية او دراستها سطحيا، بل يجب ان ندخل الى اعماق تلك النتاجات لفهم الفكرة الديناميكية المتوقدة فيها. لأن الفنان عندما يؤدي مثلما يفكر، فذلك يعني انه يتحدث ويعبر بالصورة التي يؤدي فيها..! لا أرى ضرورة للمجاملة عند الحديث عن التراث والعاملين فيه وما يكتنفه من غموض. لأننا ازاء مادة تراثية تمثل تاريخنا وماضينا العريق وحاضرنا المعاش ومستقبلنا المنظور، لأن واقعنا الموسيقي الثقافي يحتاج الى الموضوعية والدقة والمنطق، لذا فالهدف من هذا الحديث هو المساهمة في نهضته وتطوره قدر المستطاع، واوجه كلامي حاثا نفسي اولا ومذكرا زملائي المعاصرين، ان على المؤدي ان يمتلك اسلوبه لأن المؤدي الناجح يستطيع ان يخلق اسلوبا خاصا به، مازجا الموهبة بالعلم والمعرفة والفن في عملية ديناميكية فكرية لخلق اسلوب استاتيكي ناجح تتسم فيه روح العصر ليكون بالتالي اسلوبا اصيلا لذلك المؤدي. وعلى هذا المنحى يبتكر المؤدون وفي شتى البلدان اساليب فنية منسجمة ومتجانسة تمتاز بشكلها ومضمونها المترابط خلال ممارستهم للغناء والموسيقى.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

اسماعيل الفحام مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=qxJgxx9-i-0

 

فخري فاضل مصلاويات

https://www.youtube.com/watch?v=LEMJV_ElaAI

 

عامر يونس مصلاويات

https://www.youtube.com/watch?v=qB2vC9Bzaec

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.