كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (331)- نشاة القبانجي وولادته

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (331)

 

نشاة القبانجي وولادته

        ولد الفنان الكبير محمد عبد الرزاق عبد الفتاح مصطفى الطائي القبانجي في محلة سوق الغزل بجانب الرصافة من بغداد عام 1901م، وتوفي في مستشفى ابن البيطار ببغداد يوم 2/4/1989 عن عمر بلغ ثمانية وثمانين عاماً. ودفن في مثواه الأخير بجامعه الذي أنشأه بحي الحارثية (جامع محمد القبانجي).

 

        وفيما يخص سنة ميلاده، فقد إختلف الرواة حولها رغم الاتفاق العام الذي يرافقه الشك في ميلاده المثبت تقريباً 1901. فهناك روايات عدة تقول بعضها أن ميلاده عام 1889 أو عام 1890 أو عام 1891..! وفي كتاب (محمد القبانجي) لمؤلفه سعدي حميد السعدي ذكر أن ميلاده هو عام 1897 دون أن يبرهن على صحة ذكره لهذه السنة. وربما هناك روايات مختلفة اخرى. وفي صدد هذا الموضوع الذي شغلني كثيراً، لأنني كنت قد باشرت بإعداد بحثاً مسهباً عن استاذنا محمد القبانجي وطريقته (الطريقة القبانجية) الذي أصبح فيما بعد كتاباً ورقيا صادرا. أود أن أذكرَ حادثتين إثنتين، أولهما عندما كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة ببغداد، كان استاذي الكريم حمدي قدوري الذي درستُ على يديه مادتي الهارموني والكونترابوينت، قد حدثني مرَّة عن موضوع ميلاد القبانجي، إذ يبدو أنه على صلة قربى مع القبانجي أو صلة مصاهرة، سألته فأجابني قائلاً (إن اللواء الركن عبد الرحمن شرف وهو أحد اقربائي، قال لي يوماً، أن القبانجي كان يلعب معنا عندما كنا صغاراً قبل دخولنا الى المدرسة. واللواء عبد الرحمن شرف من مواليد 1889 وهو ايضاً مع زميله نوري السعيد (رئيس الوزراء) من نفس دورة الكلية العسكرية وقد تخرجا معاً، ونوري سعيد من مواليد 1889 ايضاً، وهذا يعني ان عمر القبانجي مقارب جداً من عمريْ عبد الرحمن شرف ونوري السعيد). هذا وقد أضاف لي استاذي حمدي قدوري بعض المعلومات الجانبية الاخرى، حيث ذكر بأنه كان ينادى على والدة محمد القبانجي بإسم الدلع (عدُّولة). وقال ايضاً، انني غير متأكد من اسمها الحقيقي، فهو أما عديلة أو عادلة، وهي من مدينة حديثة.

 

       أما الحادثة الثانية، فقد إلتقيت أكثر من مرَّة بالسيد صبحي محمد القبانجي قبل إنتصاف التسعينات من القرن الماضي، وسألته عن مواليد والده وقلت له، هل انها في 1901 فعلاً.!؟ فأجابني مؤكداً صحة ذلك، وقال ان هذه السنة التي ذكرتها هي مواليده الحقيقية..!!

       من ناحية اخرى، فقد عُرِفَ عن القبانجي على انه لايحب أن يرى نفسه بالمرآة..! أو لايحب أن يُذكر موضوع الموت والحياة  أمامه، ولايحب أن يستمع الى أي حديث عن الاعمار او سنة المواليد، فضلاً عن انه كان يبدي إرتياحاً واضحاً لمادحيه..!

 

        نشأ القبانجي في بيئة شعبية بغدادية من عائلة عريقة وأصيلة محافظة على القيم والتقاليد والاخلاق العربية، ومن اسرة ذات دخل متوسط، وبسبب ظروفه لم يكمل الدراسة الابتدائية، فانصرف الى تعلم القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم في (الكتاتيب)(هامش1) التي كانت شائعة جداً، عند الملا احمد تعويضاً عن تركه للمدرسة.

 

       تزوج من ابنة عمه عبد الجبار القبانجي الذي كان يعمل مع والده في علوة البيع والشراء لمختلف الحاجات، ومن هنا جاء لقب والده ومن ثم لقبه بـ(القبانجي) نسبة الى مهنة القبانة وكنايتها – القباني – كما يتداولها إخوتنا في باقي المشرق العربي أو باقي الدول العربية ايضاً، ولكن هذه الكنية في العراق على إختلاف في اللفظ والكتابة، اذ يتداولها العراقيون بلفظة اخرى وهي – القبانجي – بحرف الجيم الاعجمية – وهكذا سرى لقب مطربنا محمد على هذه الكنية وذاع صيته في الآفاق.

       مارس في بداياته الاداءات الدينية مشاركاً والده في قراءة الشعائر الدينية كالمنقبة النبوية الشريفة أو حلقات الذكر أو التهاليل أو التمجيد.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام الابراهيمي

https://www.youtube.com/watch?v=Ef7aNAN44co

 

قيس عبد الرزاق الاعظمي ومقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=JZbfxNsLsYk

 

هوامش

-    1 – هامش1: الكتاتيب- دار للتعليم، يعتمد العلوم الدينية في مراحلها الاولى، وتقوم مقام المدرسة حاليا، يتخرج منها التلاميذ وقد تعلموا القراءة والكتابة وبعضا من تفرعات العلوم الدينية، ليس القصد منها ان تكون هدفا، بل ربما مرحلة انتقالية للبعض المقتدر ليرتفع بمستواه، ومن ثم لتسنّم مناصب في وزارة الأوقاف أو في دوائر الدولة الأخرى. يقوم في الادارة والتدريس رجل واحد يدعى(الملاّ) على الاغلب الاعم ويعلم في اكثر من مجال واحد، وقد يحتاج (الدار التعليمي البسيط هذا) احيانا الى اكثر من معلم او(ملاّ) وهذا من الكتاتيب المهمة والكبيرة او المركزية التي ترعاها الدولة (مكالمة هاتفية مع الاستاذ محمد واثق اسماعيل العبيدي،  ظهر يوم 26/1/2003 مع المؤلف).