اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (336)- القبانجي وحقبتُه الزمنية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (336)

 

القبانجي وحقبتُه الزمنية

        في نتاجات محمد القبانجي الغنائية المقاميةتتماسكفي صورة جديدة التياراتُ الجماليةُ المتناقضة لمرحلة الازدهار الاولى لغناء المقام العراقي مطلع القرن العشرين(حقبة التحول). ومع ذلك فاختلافاته الواضحة متماثلة على نحو مثير مع مواقف سلفه رشيد القندرجي في عِدّة جوانب فنية تخص الاداء المقامي، الامر الذي يثير الاهتمام بصورة جادة، لأن موقف كل من المطربَيْن المقاميَّيْن الكبيرين رشيد القندرجي ومحمد القبانجي التاريخي الثابت فيما يخص شكل ومضمون طريقة كل منهما في غناء المقام العراقي، ومن ثم موقفهما الواضح في رؤية كل منهما للتاريخ، نجده على درجة ملموسة من الاختلاف.فتجربة رشيد القندرجيالتاريخية، تجربة كلاسيكية نقية ومحلية صرفة..! وهو سليل كل الطرق الغنائية المقامية التي سادت القرن التاسع عشر بكل تأكيد. ويستطيع المستمع أن يرى بجلاء قيمة التعابير المحلية التاريخية في فحوى الطريقة القندرجية لدى مؤسسها رشيد القندرجي نفسه ومن ثم لدى كل المغنين من أتباع طريقته.

 

      أما تجربة محمد القبانجي المحلية التاريخية، كبيرة هي الاخرى في غناء المقام العراقي، من خلال فحوى طريقته الفذة والمنحى الثوري المتمرد الواضح فيها على الأُسلوب الكلاسيكي للأداء المقامي وتجاوز طوق المحلية والتأثر بالعالم التقني الجديد الذي برز في القرن العشرين..! وواقع الحال، إن ظهور القبانجي وبزوغ نجمه كان بعد تجربة الحرب العالمية الاولى(1914 – 1918م) وإنعطافة تأثيراتها الفكرية والجمالية والاجتماعية والاقتصادية على كل شعوب الارض. فالطريقة القندرجية كما قلنا في كتابنا (الطريقة القندرجية في المقام العراقي وأتباعها)(هامش1) هي آخر الطرق المحلية الصرفة في النقاء الحقيقي لتاريخ الشعب العراقي في تجربته التاريخية..! في حين أن الطريقة القبانجية، هي أول الطرق الابداعية التي تجاوزت طوق المحلية وخرجت عن طاعتها منطلقة من نقائها المحلي الى آفاق العالم المعرفي الجديد الذي تميـَّز به القرن العشرين..! وعليه فإن التفاوت الواضح بين ماضٍ عريق وحاضرٍ عظيم، يلعب دوراً مهمَّاً في عملية التطوير والابداع الغنائي المقامي..! وهذا ما يمكن أن نسمـِّيه بحركة جديدة أو نهضة إبداعية جديدة، ومع ذلك فإن أهمية كبيرة تُعَلق على إبداعات المغنين المبدعين من كل أتباع الطرق الغنائية في سبيل التوحيد التاريخي الوطني لموسيقى العراق الحضاري. على أيَّةِ حال، يبقى واقع حال هذه الاختلافات الفنية، ظاهرة صحية من ظواهر وحوافز التطور وتنمية الطموحات والتنافس الشريف فيما بين الفنانين.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الربط

محمد القبانجي مقام البهيرزاوي

https://www.youtube.com/watch?v=v683HyQQI2Q

 

هوامش

1 – هامش1:صدر كتاب(الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها) في شباط  February 2007 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. حيث يتحدث عن المطرب رشيد القندرجي وطريقته التي سادت في بدايات القرن العشرين واهم اتباعها من المغنين.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.