اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (347)- تأثيرات جمالية في حقبة التحول/ جزء1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (347)

 

تأثيرات جمالية في حقبة التحول/ جزء1

     لقد كانت حقبة التحول التي قادها بكل ثقة كل معاصري هذه الحقبة، على إختلاف ثقافاتهم وإمكانياتهم وإتجاهاتهم الجمالية، منذ بداية القرن العشرين التي إستطاع فيها محمد القبانجي ان يكون ابرز معاصريه ليقود حملة الابداع والتجديد بعد ان ختم تعليمه من اسلافه السابقين، وعلى الاخص من سلفه رشيد القندرجي حتى تسيـَّد كل الحقبة بل كل القرن العشرين..! والى يومنا هذا وبكل إستحقاق وهو في هذا يكون قد عبـَّر في الحقيقة عن حقبة تحول كبيرة عمَّت البشرية في هذه المرحلة من الزمن بواسطة التطور الصناعي. وظل القبانجي من ثم يعطي تعبيراً فنياً أميناً لإتجاهات هذه الحقبة الذوقية والجمالية والفكرية والتقدمية. وقد اصبح القبانجي أحد مغني عصره الأكثر شعبية والأكثر نجاحاً على صعيد نتاجاته المقامية التي سجلتها له الشركات الاجنبية في العراق وخارجه. والتأثير الغنائي الذي مارسه القبانجي في كل الغناسيقى العراقية لاحدَّ  له. وبذلك يكون القبانجي قد تجاوز سابقيه وقاد معاصريه الى آفاق جديدة وأخذ يَدُلُّهم الى روح جديدة في التعبير المقامي والتصوير التاريخي والى ذوق وجمال جديد هو الآخر.

 

       ولكن يبدو مع كل ذلك، انه من المبالغة الاعتقاد المطلق بأن حقبة التحول هذه في إتجاهات الشكل والمضمون المقامي، او في الغناسيقى العراقية ككل، تعتمد في الواقع على مبادىء الطريقة القبانجية فقط..!  فقد سبق أن تحدثنا في مكان سابق عن الصراع الذي إحتدم بين الطرق الادائية المقامية القديمة التي قادها وحمل لواءها المطرب الكبير رشيد القندرجي، وبين الطريقة القبانجية التي سادت الاوساط الفنية بعدئذ، وكذلك تعدُّد الاساليب القديمة لدى المغنين الأسبق الذين بدأ فنّهم بالظهور مطلع القرن العشرين، بحيث برز من هؤلاء مغنين ممن تميَّز بأُسلوب خاص نوعاً ما ولم يتبعه أحد من لاحقيه، ومثال على ذلك المغنين جميل البغدادي ويوسف كربلائي وعباس كمبير وعبدالفتاح معروف ونجم الشيخلي وجميل الاعظمي. وأصبح كل واحد من هؤلاء المغنين يمتلك أُسلوباً مغايراً لمعاصريه نسبياً أو يكاد يكون مستقلاً عن غيره تماماً (هامش1).

 

        لذا فقد كانت هذه التحولات قد تبلورت وتطورت بحيث ظهرت بصورة واضحة في فترة زمنية عبَّرتُ عنها بـ(حقبة التحول) ويوجد طبعاً شيء أكثر من هذا يمكن قوله عن الاتجاهات الذوقية والجمالية في الغناء المقامي أو في الغناسيقى العراقية ككل، ونستطيع أن نتحدث هنا بصورة موجزة عن إتجاهين جماليين مهمَّين. فمن جهة هناك إتجاهات جمالية في الغناء المقامي برزت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، التي إتسمت بالاتجاه الكلاسيكي الذي يشترك كثيراً في وجهة النظر بشكل ومضمون الغناء المقامي في تلك المرحلة الزمنية، من خلال صرامة الالتزام بالاسس القديمة والتعابير الرصينة ووصول الغناء المقامي الى ذروة تبلورت من حيث الاصول التقليدية عند توديع القرن التاسع عشر وإِستقبال القرن العشرين.

 

والى تكملة الموضوع في الجزء الثاني ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر مقام الحليلاوي

https://www.youtube.com/watch?v=fEJrtSzw19E

 

هوامش

1 – هامش1: لدى الكاتب مشروع كتاب بعنوان، طرق مستقلة في المقام العراقي، ينتظر العمل إن شاء الله.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.