اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (359)- ينابيع الطريقة القندرجية وسماتها

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (359)

 

ينابيع الطريقة القندرجية وسماتها

استقت الطريقة القندرجية في الغناء المقامي ببغداد من ينابيع عديدة كانت منتشرة في العديد من الطرق والاساليب الغنائية الممتدة اسسها من اوائل القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر التي كانت اهمها (الطريقة الرحمانية) ومؤسسها المطرب المقامي عبد الرحمن ولي. لتمتد الى مطربين مقاميين آخرين كان اهمهم المطرب المقامي الشهير رحمة الله شلتاغ مؤسس (الطريقة الشلتاغية). ثم ظهور المطرب المقامي الشهير احمد الزيدان مؤسس (الطريقة الزيدانية) وهي الاقرب الى حقبة التحول والى رشيد القندرجي. كذلك كان هناك مطربون اخرون تميزوا بأساليب خاصة بهم مثل خليل رباز(1824هـ1904م) وحمد بن جاسم ابو حميد (1233ه ـ1298) حيث استطاع المطرب المقامي المخضرم رشيد القندرجي من توحيدها وتنظيمها في منهج واحد مستفيدا من كل التجارب السابقة له وامسى صاحب طريقة خاصة به اسميناها(الطريقةالقندرجية). وقد ازدهرت هذه الطريقة في بداية القرن العشرين فصاعدا. وهي ايضا فترة عنفوان ظهور رشيد القندرجي كمطرب مقامي يحسب له الف حساب. وقد تمتعت هذه الطريقة بشعبية كبيرة في مراحلها الاولى بشخص مؤسِسها رشيد القندرجي نفسه وشخوص اتباعه من المغنين المقاميين المعاصرين لتلك الحقبة وما تلاها.

 

تشير هذه الطريقة الى عالم الالتزام الصارم بالشكل المقامي(form) المثالي المتماسك الى الحد الذي وصل فيه الامر الى تفضيل الشكل المقامي على مضمونه التعبيري، حيث لم توجه اية عبارات نقدية لهذه الحالة..! على اعتبار انها جماليات وسمات كانت مقبولة في تلك الفترة الزمنية، ولكن(الطريقة القندرجية) كانت من ناحية اخرى قد قامت بدور رئيسي وكبير للمقام العراقي ولا يقتصر هذا على بغداد وحدها، بل كل المدن المقامية في العراق، فقد اغنت هذه الطريقة بدءا من مؤسسها رشيد القندرجي وحتى جميع اتباعه، أغنت المقام العراقي بالتزامهم بالشكل المقامي، أي الاصول التقليدية التاريخية، حيث نجا هذا الشكل من احتمالات الضياع والتشتت..! فقد واجهت هذه الطريقة المد الصناعي وادركت التسجيل الصوتي وسجل معظم اتباعها مقاماتهم باصواتهم متمسكين بالمبادىء الاساسية التي بنيت عليها دعائم هذه الطريقة، واهمها تثبيت الاصول المقامية التاريخية لغناء المقام العراقي ومن ثم المحافظة على المضامين التعبيرية لهذا الكيان التراثي الغناسيقي. قد يبدو مثل هذا الحديث كضوء نقدي لسمات هذه الطريقة، ولكننا نتحدث الآن برؤية ولسان حال تلك الحقبة التي ظهرت فيها هذه الطريقة.

 

ومن سماتها الطريقة القندرجية، الغموض المنتشر خلال الغناء في لفظ الكلمات ومخارج الحروف، بحيث يصل الامر الى عدم فهم مفردات القصيدة المغناة وتحديد الفاظها. فقد كان الانشداد نحو المسار اللحني التاريخي العريق لشكل المقام العراقي كببرا، ويأتي الكلام المغنى والمضمون التعبيري بعد هذه الاهمية..!! وهذه الملاحظات تقودنا الى ملاحظة مهمة اخرى، هي ان القندرجيين لا نراهم يهتمون بعدد ابيات القصيدة المغناة..! وفي الاعم الاغلب لا تتعدى الابيات المغناة ثلاثة او اربعة او خمسة في الحد الاكثر..! وعليه فهم لا يهتمون بمعاني القصيدة بصورة مباشرة ويضعون جل اهتمامهم بالمسارات اللحنية التقليدية والتاريخية بحيث يجعلون كل الامور في خدمة اهدافهم التاريخية هذه..! ومن هذه الناحية علينا ان نعترف بجمالـية ورصانة وعراقة وصدق هذه المسارات اللحنية التي نذر القندرجيون وسابقوهم حياتهم من اجل الحفاظ عليها وحمايتها من الظروف المختلفة.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

شهاب الاعظمي مقام العريبون

https://www.youtube.com/watch?v=KlCa127rW90

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.