اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (387)- مقداد شاكر الشيخلي الكيلاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (387)

 

مقداد شاكر رشيد الشيخلي الكيلاني

في فترة من فترات مراهقتي وشبابي الاول، عاش اهلي في بيت شقيقتي الكبيرة –نجية- رحمها الله برحمته التي وسعت كل شيء. هذا البيت ذو الطراز القديم الذي كان يعد من البيوت الكبيرة في سعتها الكبيرة. الذي يقع في حينا بمنطقة السفينة، خاصة وان معظم البيوت المحيطة في حينا وامثال حينا تمتاز بصغر مساحتها. وعليه كان بيت شقيقتي كبير وواسع وعلى طراز شرقي مفتوح الوسط ومربع المساحة وتنتشر غرفه الواسعة نسبيا على محيط مساحته المربعة. وسطحه الاول واسع وكذلك سطحه العالي...! وفي أرضية وسط البيت توجد نافورة يمتد طولها الى مترين تقريبا وسط محيط قطره مترين تقريبا ايضاً على شكل حوض يمتلئ بالماء على الدوام..! حيث يطلق على شكل هذا الحوض والنافورة –شذروان- وكنت وابناء شقيقتي الذين تقترب اعمارهم من عمري غالبا ما نقضي اوقاتنا في الغوص في حوض النافورة هذا –الشذروان- وقضاء الاوقات ونحن نسبح بالكمية المتجمعة من ماء النافورة في الحوض، وماء النافورة مستمر الانهمار فوق رؤوسنا وسط استمتاعنا واللحظات التي لاتنسى..!

 

      في هذا الخضم من الحياة، كان ابناء زوج شقيقتي من زوجته الاولى يعيشون مع هذا الجمع من الاهل. وكان منهم الرسام والخطاط الشهير مقداد شاكر رشيد الشيخلي الكيلاني. الذي يكبرني باربع سنوات، وهو من نفس مواليد شقيقي الغالي محمد واثق عام 1948. خلال ظروف هذه الحياة تأثرتُ بما كان السيد مقداد الخطاط يخطه ويرسمه ويزين ذلك بالكثير من وسائل الايضاح بزروقة جميلة كانت تأخذ ألبابي بشوق كبير في تعلم الخط والرسم، بحيث تطور الامر ليصبح ذلك من أولويات ميولي الجمالية وهوايات المبكرة، والشيء المثير حقاً ان السيد مقداد الخطاط اهتم بميولي هذه في تعلم الخط العربي، بعد ان اكتشف رغبتي العارمة في التعلم السريع، خاصة وهو يعلم ان خط كتابتي الاعتيادية جيد جدا بالفطرة وانا في مقتبل عمرة بالمدرسة الابتدائية..! ولعل رغبتي الكبيرة والسريعة في التعلم كانت تثير استاذي الكريم مقداد الخطاط..! بحيث كنت أملأ في معدل كل يوم دفتر ابو الثلاثين ورقة واحيانا ابو الستين ورقة بانواع الخطوط واستاذي مقداد الخطاط وبدون اي ملل او كلل يقوم بتصليح ما انجزته خلال اليوم..! بحيث كان يعبر لي عن اعجابه من ميولي الكبيرة والسريعة في التعلم، بانه لم يشاهد في حياته طالبا يتعلم الخط العربي بمثل رغبتي انا في التعلم وسرعة الانجاز المستمر يومياً..! ثم تطور الامر الى منهجية هذه التجربة للاستفادة الحقيقية منها بعد ان لاحظ تطوري ومزاجي وميولي ورغبتي القوية في التطور والتعلم السريع المستمر في التزايد، واعتمد تتابع هذه التجربة على منهجية كراسة الخط العربي للخطاط الشهير المرحوم هاشم محمد القيسي البغدادي الخطاط..! التي ما تزال تعد اعظم كراسة في تعلم الخطوط العربية بانواعها في العراق والوطن العربي والعالم الاسلامي حتى يوم الناس هذا..! ومن هذه المرحلة التي وصلنا فيها الى الملاحظات الدقيقة للاشكال المتقنة في هندسة الحروف حسب نوع الخط وعلاقاتها داخل الكلمة الواحدة، ثم علاقة الكلمات مع بعضها داخل الجملة الواحدة..!

 

      من هنا اصبحت هذه التجربة تأخذ منحا جديا اكثر من اي وقت مضى، وفيها تأثرتُ بخط التعليق اكثر من باقي انواع الخطوط الاخرى رغم جمالية كل الخطوط. ولعل اغرب ما في الامر، هو اني كنت امارس خط الكثير من الكلمات او الجمل في الحكم او الايات القرآنية او ابيات الشعر العربي بقلم واحد وليس بقلمين، وهو أمر غريب..!

 

      على كل حال، كانت تجربتي مع قريبي واستاذي الفاضل مقداد شاكر رشيد الشيخلي الكيلاني، ناجحة ومثيرة ومفيدة بصورة اكيدة لا تقبل الجدل والنقاش. لانها كانت في النهاية كان استاذي مقداد قد مكنني أن أختم كراسة الخطاط الكبير هاشم البغدادي بكل خطوطها، حتى خط الاجازة المنصهرة قواعده بخطيْ الثلث والنسخ معاً، رغم اني لم ابلغ سن الرشد بعد..!!

 

     خلال كل هذه الظروف المحيطة التي عشناها، كانت وما تزال علاقتي مع قريبي واستاذي الكريم مقداد الخطاط، عال العال رغم تباعدها في ظروفنا الحالية، او بالتحديد منذ الاحتلال البغيض لبلدنا العراق العزيز. فهو انسان مقبول جدا في المجتمع الذي يرتاده، يمتاز بالتواضع والاخلاق الرفيعة، ذوقه في جمالية وتشكيل خطوطه ورسومه رفيع وجميل.

 

      بعد هذه التجربة وهذه الحياة التي عشناها، اخذتني ميولي واهوائي ورغباتي المتعددة الاخرى بعيدا، بحيث قلَّ اهتمامي كثيرا لممارسة الخط العربي بعد أن ختمت كراسة خطاطنا المفخرة هاشم البغدادي، وربما من اسباب هذه الحالة، فتور اهتمام استاذي مقداد الخطاط بشأن استمرار ممارستي للخط العربي، واسباب اخرى تعود على الارجح الى ممارسة هوايات اخرى كالغناء المقامي والسباحة والرياضة وجمع الطوابع ومراسلة الاصدقاء العرب والى ما شابه ذلك..! وهو ما يؤسفني كثيرا جدا حقا تركي ممارسة الخط العربي..! رغم انني ما زلت حتى اليوم اتذكر بقوة كل قواعد الخطوط العربية التي تعلمتها من استاذي مقداد الخطاط اعتمادا على كراسة خطاطنا الاكبر هاشم محمد القيسي البغدادي الخطاط رحمه الله بواسع رحمته التي وسعت كل شيء.

 

     خلال تلك الظروف من حياتنا المعاشة، طلبت من السيد مقداد الخطاط، ان يكتب لي في دفتر الذكرى بعض الكلمات بخط يده كي تبقى ذكرى لنا. فكتب لي هذه الكلمات الجميلة مع صورته الكهربائية التي اهداها لي

(اجمل ما في الحياة الذكريات، وها هي كلماتي القليلة هنا تكون بمثابة الذكرى. اخي اتمنى لك كل التوفيق في حياتك وخاصة المدرسية، لانها شعار المستقبل ، ارجو ان نلتقي بعد سنين ونحن قد بلغنا المراتب التي نصبو لها، مكللين اهدافنا بذكرياتنا الجميلة وشكرا. اخوك مقداد شاكر 6 كانون الثاني 1970. الثلاثاء).

 

       كذلك اهداني صورته الشخصية مدونا عليها بعض كلمات الاهداء

(هديتي مع خالص تحياتي لاخي وصديقي حسين اسماعيل لتبقى رمزا للاخوة الصادقة. مقداد في 6/11/1969 الخميس).

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / مقام الحسني

https://www.youtube.com/watch?v=kfIfXhsmnKc

 

https://www.youtube.com/watch?v=flYtsN-0vvc

 

 

صفحة اخي مقداد شاكر الخطاط وما كتبه في دفتر الذكرى مع صورته المرسلة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.