اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (388)- فرات فيصل القيسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتبة 

يوميات حسين الاعظمي (388)

 

فرات فيصل القيسي

     قدِّر لاخي العزيز وصديقي العتيد فرات فيصل القيسي ان يعيش حياة كئيبة لم يهنأ فيها بصورة عامة. وعاش مع جدته لوالده ووالدته وعمته وشقيقته في عزلة تكاد تكون تامة عن باقي الاهل، والسبب كان والده..! فقد كان والده سكيرا مدمنا على الخمر ومؤذيا لوالدته وأهله ومشاكل مستمرة على الدوام..! رغم انه يعيش في مكان آخر بعيدا عنهم. وعليه كان فرات وعائلته يتنقلون من بيت الى بيت آخر من بيوت معارفهم او يستأجروه مع كتمانهم لمكان اقامتهم جهد الامكان خشية من مجيء والده والاعتداء الاكيد على والدته والعائلة كلها..! واذا ما اكتشف هذا الوالد الظالم مكانهم، فلا يتردد في القدوم اليهم مخمورا وبالتالي اذيتهم جميعا..!

 

      كان لعلاقة اهلي الوطيدة بعائلة اخي فرات فيصل، اثر في احتواء هروب عائلة فرات من بيتهم عند مجيء والده مرات عديدة. حيث كانوا ياتون الينا ويبيتوا ليلتهم عندنا آمنين لهذه الليلة على الاقل. هكذا عاش اخي فرات وعائلته ظروفا بائسة وكئيبة ومحزنة حقاوبصورة مستمرة ، الامر الذي اثر على نفسيته وافكاره ومشاعره لتجعل منه شخصا انطوائيا على نفسه لا يحب التواصل مع عموم الناس وقليل الاتصال..! لكنه وبالرغم من كل ظروفه البائسة، كان صديقا صدوقا لي، يحبني كثيرا وكذلك انا في المقابل. حيث كنت اراعي ظروف حياته واتحمل كل امزجته الخاصة.

 

     من ناحية اخرى، فقد عمل موظفا عاديا في دائرة الطاقة الذرية ببغداد، وقضى فيها سنوات عديدة حتى تمت استقالته من الدائرة بصورة نادرة..! ولكنه من جانب آخر، كثير الاهتمام بالادب والرواية، بل موهوبا بهما، فكانت مكتبته الخاصة في البيت عامرة بمحاسن الكتب الادبية والروايات والشعر وغيرها. فكتب الكثير جدا من الروايات والقصص القصيرة والخواطر ونشر كثيرا منها في الصحف والمجلات العراقية كمجلة الفكاهة ومجلة حبزبوز والمتفرج وغيرها، فضلاً عن بعض المجلات العربية..! وفي غالب لقاءاتي به في بيته يطلعني على ما ينجزه من افكار وكتابات ادبية قبل نشرها..! وكنت بالمقابل المشجع الكبير له آملا له الاستمرار في هذا الاتجاه الادبي والنجاح فيه.

 

      مرت سنوات كثيرة وانتقلوا الى مكان جديد حتى نحن لا نعرف اين..! ورغم ذلك استطعت ان اعثر على عنوانهم ومن ثم اتصالي به وعائلته وزيارتهم، وعلمت ان والد اخي فرات صاحب المشاكل قد توفي خلال السنوات الماضية وقد أراح أهله بوفاته..! وهذا الواقع ادى الى تباعدنا وقلة لقاءاتنا واتصالاتنا. لكنني بقيت ازوره وعائلته لمرات عديدة وفي سنوات كثيرة مضت..! بعد ذلك انقطعتْ عني اخباره وعائلته ولم اعد ألتقي به الا بالمصادفات وسط ظروفنا الراهنة جميعاً.

 

من جانب آخر، وفي شهر تشرين الثاني من عام 1998. كنت في مصر العربية مشاركا في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية السابع في دار الاوبرا المصرية. ومكثت مع الوفد في مصر اكثر من اسبوعين. وعند عودتي الى ارض الوطن بلدنا العراق العزيز، فوجئت وانا اقرأ بعض اليافطات المنتشرة في الاعظمية تعلن وفاة اخي وصديقي العزيز الغالي فرات فيصل..! وعلمت بعدئذ ان سبب الوفاة كانت ضعف في وظائف القلب..! ربما بسبب قربه من الابخرة الكيمياوية عندما عمل في الطاقة الذرية..!

 

     ولد اخي فرات فيصل عام 1953. ومعرفتنا كانت منذ بواكير حياتنا. سواء في الحي او المدرسة الابتدائية او المتوسطة، ولنا بطبيعة الحال ذكريات كثيرة جدا مع اصدقاء اخرين لنا ومنهم كان اخي وليد حسن الحيالي ومؤيد اكرم السامرائي وآخرين.

 

      رحم الله اخي وصديقي العزيز فرات فيصل واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون. فقد عاش حياة كئيبة لايحسد عليها.

     كتب لي اخي المرحوم فرات فيصل القيسي في دفتر الذكرى بعض الكلمات الجميلة لتبقى ذكرى لنا.

(واعلم يا صديقي ان الحياة ضحكات ودموع، فاجمل ضحكاتها في اللقاء، وامر دموعها في الفراق. فاذا ما دام الفراق، فان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان. فرات فيصل القيسي في كانون الاول 18/12/1969)   

كذلككتب لي فرات في دفتر الذكرى بعض الكلمات الجميلات خلف صورته المهداة لي.

(وما سعادة الشقي الا حياة في ظل ذكرى، من اخيكفرات فيصل القيسي، 12/4/1970 الاحد نيسان).

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / اغنية فراكهم ابكاني

https://www.youtube.com/watch?v=wu3ixueVR74

 

https://www.youtube.com/watch?v=jdZgXeAWBFg

 

اغنية زوروني من حفلة دار الاوبرا السلطانية يوم 6/2/2016.

https://www.youtube.com/watch?v=nhTQ5W0yduI

 

 

ما كتبه اخي فرات فيصل في دفتر الذكرى.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.