كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (390)- باسل عبد الجبار القادري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (390)

 

باسل عبد الجبار القادري

يمكنني القول بان اخي الفاضل باسل عبد الجبار القادري او –رعد الشاذلي- بكنيته التي كان الجميع ينادونه بها..! كان من اوائل جمهوري من الاصدقاء المشجع الدائم لي في الغناء، واتذكر انه يكبرني بثلاث سنوات، اي ان ميلاده عام 1949 على ارجح الظن. كذلك كان اخي باسل عبد الجبار القادري يلعب كرة القدم بصورة جيدة بيننا نحن الاصدقاء حيث كان عضوا في فريق نهضة الاعظمية المتكون من معظم اصدقائنا في الحي..! وبسبب لعبه الجيد بكرة القدم ومراوغاته الجميلة بالكرة واعجابه باللاعب المصري الشاذلي الذي ذاع صيته في بطولة كاس العرب التي اقيمت في بغداد عام 1974. حتى لقبه الاصدقاء بـ -رعد الشاذلي- اما اسم رعد فيبدو انه كان الاسم الثاني له الذي ينادى به عند اهله واصدقائه من حيث المبدأ بعد اسمه الرسمي المدون في الجنسية –باسل- ولم يكن الامر كافيا الى هذا الحد..! إذ يبدو ان اسمه ولقبه –رعد الشاذلي- اصبح مقنعا بالنسبة له وواقعا بحيث امسى يكتب ويوقع بهذا الاسم واللقب في كتاباته الادبية والغزلية..!

 

          على كل حال، عرفت اخي المثالي باسل عبد الجبار او رعد الشاذلي كما هو معروف به، منذ ستينيات القرن العشرين، ويبدو اننا ومنذ الوهلة الاولى، امسينا صديقين منسجمين في التفكير والمشاعر والسلوك..! وهذا هو سر بقاء علاقتي باخي باسل حتى اليوم مستمرة وفي ألق ومحبة واحترام من كلا الطرفين والحمد لله.

     كان لدى اخي باسل امكانية رائعة في الكتابة التعبيرية ونثر الشعر..! وخيال خصب وتأملات جميلة خلابة وروح رومانسية واحلام وردية، بحيث كنت اذهب اليه ليكتب لي رسائل الحب والغرام التي كانت على اجمل ما يكون. لانه كان في مرحلة مراهقته وشبابه الاول كثير الميول والاهواء في قضايا الحب والغرام وسماع اغاني عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وغيرهما..! وكنت انا في هذه المرحلة حافظ لكثير من الاغاني العراقية والعربية، واقلد جميع الاصوات التي اسمعها كاصوات المغنين وخاصة اغاني عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش واخرين، وكذلك اغاني بعض المغنيات وعلى الاخص اغاني ام كلثوم، فضلا عن تلاوات القرآن الكريم بمعظم اصوات المقرئين العراقيين والمصريين والمذيعين واصوات اخرى كثيرة..!

 

        غالبا ما كنا نتشمى في المساء على نهر دجلة الخالد منطلقين من مكان موقع الجسر العتيق او موقع –المسناية- في حي السفينة ونحن نسير باتجاه مستشفى النعمان. بطريق شبه مظلم، وانا اغني بصوت منخفض، حيث يقابل المستشفى بيت المرحوم ابراهيم اسماعيل امين العاصمة زمنذاك المطل مباشرة على النهر، ومما هو مثير ويستحق الذكر ونحن نسيركعادتنا كل يوم او شبه ذلك على ضفاف نهر دجلة، كنا نشاهد في غالب الايام الرئيس الراحل احمد حسن البكر والمرحوم ابراهيم اسماعيل يتمشيان رواحا ومجيئا بمسافة تقدر بمئة متر امام بيت المرحوم ابراهيم اسماعيل، ولم نشاهد ابدا ولا مرة واحدة، اي عسكري او اي حماية لهما وهما يتمشيان لوحدهما كل يوم تقريبا رغم ان المكان خاليا من المارة تقريبا والطريق شبه مظلم، وانا واخي باسل عبد الجبار نقابلهم ونتجاوزهم دون ان يحدث اي شيء..!

 

     على كل حال، عاش اخي باسل ردحا من الزمن في دولة الكويت. ولم تنقطع علاقتنا واستمرت عن طريق راسائلنا البريدية، ولم تنقطع حتى عودته الى ارض الوطن..! وانا اليوم احتفظ بعضها، واهمها ما دونه اخي باسل اكثر من مرة في دفتر الذكرى وهذه اولها (قد تفنى النجوم، وتذبل الزهور، وتغرب الشمس، وتبقى الذكرى هي الذكرى. الحياة التي نعيشها لاتستحق دمعة، فاجعل حياتك يا اخي، كفاحا من اجل هدف تصبو اليه. اكتب هذه السطور كذكرى لشخصك الكريم مع تمنياتي لك بالنجاح دائما. رعد الشاذلي، 29/8/1970. السبت). ولكنه ارسل لي عبر البريد الجوي رسالته الرابعة والثلاثون ضمنها ورقة كتب فيها كلمات للذكرى مرة اخرى، كرر فيها معظم ما كتبه اول مرة ورغب ان اضعها في دفتر الذكرى، وارَّخها بنفس تاريخ كتابته الاولى 29/8/1970.

 

وبعد حين من الزمن، عاد وكتب لي في دفتر الذكرى ما يلي (عندما تخفت قناديل المساء، وتتسلل اشعة القمر الفضية، تداعب اوراق الشجر، وترتل النواقيس لحنا ملائكيا تجمل الذكرى وتاخذ طابع المحبة. عندها بدأت: اخط لك سطورا قليلة ، لاعبر عن تقديري واعجابي بشخصكم الكريم، واتمنى ان تدوم صداقتنا. اخي حسين. هذه الكلمات تحوي شعوري، فتقبلها سطورا تكمن في هذه الوريقة الى الابد. اتمنى لك السعادة والنجاح. واعلم ان هناك اخا لك. التوقيع رعد الشاذلي 5/4/1971 الاثنين).

 

      كذلك اهداني بعض صوره الشخصية للذكرى، ومنها هاتين الصورتين، مدونا عليهما بعض كلمات الاهداء وبنفس التاريخ اولها (تقبل رسمي ان غاب عنك جسمي. التوقيع رعد الشاذليفي 5/2/1970 الخميس). وكتب في الثانية ما يلي (مع تحياتي واشواقي القلبية، ابعث لك صورتي كي تبقى ذكرى الى الابد، لان الذكرى هي امل الحياة. التوقيع اخوك رعد الشاذلي في 5/2/1970 الخميس).

ان اخي باسل عبد الجبار اصبح كاتبا مرموقا وصحفيا لامعا، وعمل فترة طويلة في وكالة الانباء العراقية حتى تقاعده من الوظيفة، ويعيش مع عائلته الكبيرة، حفظهم العلي القدير وسدد خطاهم والحمد لله على كل شيء.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

ام كلثوم / اروح لمين

https://www.youtube.com/watch?v=JE8HT-44USM

 

 

ما دونه اخيب اسل عبد الجبار (رعد الشاذلي) في دفتر الذكرى.