اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الانسداد.. واحتمالاتُ فكّهِ// جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

 

عرض صفحة الكاتب 

الانسداد.. واحتمالاتُ فكّهِ

جاسم الحلفي

 

يمكن تعريف الانسداد السياسي الذي انتهت إليه منظومة الحكم في العراق، بانه عجز طغمة الحكم عن المضي في نفس طريقة ادارة الحكم، وفي المنهج عينه، الذي سارت عليه وتقاسمت الوزارات كغنائم. والانسداد هو إحدى النتائج المتوقعة لأزمة المنظومة الحاكمة.

 

ويُخطئ من يتصور أن القوى المتنفذة تقف أمام احتمالين: احتمال تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، التي يتبناها السيد مقتدى الصدر قائد التيار الصدري ومعه حليفاه في التحالف الثلاثي. يقابله احتمال تشكيل حكومة توافقية، يصرّ عليها الإطار التنسيقي وحلفاؤه. ومن المفترض حسب رأي قادة كلا الطرفين، ان يكون يوم 26 آذار 2022 اليوم الحاسم في اختيار احد الاحتمالين؛ إذ سيتقرر السير بالعملية السياسية في اتجاه أحدهما. وهذا بالطبع اذا انعقدت الجلسة بعد اكتمال النصاب القانوني، الذي يصعب الآن التنبؤ بما سيكون عليه.

 

لكن من يتعمق في تأمل الوضع السياسي، ويحلل الصراع السياسي بالاستناد الى الصراع الاجتماعي، وواقع احتياجات الناس الملّحة جدا، خاصة منها المعيشية التي تدهورت اليوم كثيرا مع الارتفاع الجنوني للأسعار، وعدم نجاح أي إجراء اتخذته الحكومة للتخفيف من وطأة الأزمة المعيشية، التي بدأت تأثيراتها تطحن ملايين المهمشين، يدرك أن هناك احتمالات أخرى غائبة عن بصر طغمة الحكم، ولا تشير إليها أبواقها، منها احتمال اندلاع هبّة شعبية كبيرة. فما من طاقة إضافية لدى فقراء العراق ومهمشيه على تحمل الأعباء المعيشية القاسية، التي ينعكس تأثيرها في المزاج العام، ولا مزيد من الصبر عند جماهير الشباب الغفيرة المتطلعة الى فرص عمل تنقذها من جحيم البطالة ومذلّتها، ولا بقايا قدرة تحمّل، بقيت عند الناس الحالمين عن حق بحياة آمنة وكريمة مستقرة.

 

وإذ يشتد يأس المواطنين من إمكانية إيجاد حلول ومعالجات للأزمات التي تنهش حياتهم وتعصف بأحوالهم، فانهم لا يستسلمون لهذا اليأس، ولا يقنطون او يرضخون للأوضاع المأساوية الساحقة. واذا كان السخط والتذمر يطبعان مزاجهم حاليا، فان هذا ليس بالمزاج السلبي في كل الأحوال، وهو يمكن ان يتحول في لحظة قادمة غير منتظرة إلى مرجل يشتعل غضبا عارما، وقد ينفجر في صورة انتفاضة او ثورة سلمية جبارة، تحاصر كل المتنفذين الذين لم يكترثوا لمعاناة الناس، ولا لمطالباتهم المتصاعدة بتأمين مستلزمات العيش الكريم.

 

وبالعودة الى الانسداد السياسي الذي اوصلت طغمة الحكم المنظومة الحاكمة كلها اليه، وعند البحث عن البديل الذي يمكن ان يغير ميزان القوى لصالح الشعب، مع استعراض القوى المؤثرة في اتجاه التغيير الحقيقي، تبرز ايضا الحاجة الشديدة الى وحدة هذه القوى كي تفلح في اداء واجبها على اكمل وجه في التصدي لطغمة الحكم، وفي طرح بديلها الديمقراطي الحقيقي القائم على اساس العدالة الاجتماعية، الا انه وللاسف الشديد يظهر هنا كذلك انسداد، يبدو للناظر اكثر صلادة من الانسداد المتوقع لطريق المتنفذين يوم 26 آذار الجاري.

 

واذا كان مفهوما ان يخوض المتنفذون الصراع مكشوفا لضمان مصالحهم الخاصة، عبر الاستحواذ على السلطة بما تعنيه من مال ونفوذ وسطوة، فان من غير المفهوم ان تبقى قوى التغيير مشتتة، وهي التي ترفع مطالب الشعب العامة البعيدة عن المصالح الشخصية وعن الانانية والحزبوية الضيّقة!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.