اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نظام خارج نطاق الخدمة// جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

 

عرض صفحة الكاتب 

نظام خارج نطاق الخدمة

جاسم الحلفي

 

يواجه التحالف الحاكم (ائتلاف إدارة الدولة) ازمة علاقات وعدم ثقة بين اطرافه الأساسية، يبدو انها ستسفر لابد عن تصدع، وبات غير ممكن استمرار التماسك بعد الهزات التي تعرض لها. كما يبدو متوقعا خروج الخلافات الى العلن أكثر مما مضى وافشاء المخفي.

 

ويتضح ان مطرقة الازمة العامة بدأت تدق بضربات متوالية على الاواصر التي تربط المتحالفين، وهي اواصر مصالح شخصية وحزبوية. فعلاقة قيادات الاطار مع رئيس مجلس النواب ليست على ما يرام، ولهذا فكرسي الرئاسة أصابه الاهتزاز، ولم يبق الحديث عن التبديل يدور في حدود ضيقة، بل اصبح التداول في الكيفية التي تتم بها الإقالة واسعا، وشمل طرح البدائل من تحالف عزم، الحليف الاوثق لصقور الإطار.

 

وجاء قرار المحكمة الاتحادية في 26/1/2023، بشأن الأموال التي تحولها الحكومة الى حكومة الإقليم، باعتبار ذلك مخالفات للدستور ولقانوني الموازنة والإدارة المالية، بمثابة ضربة قاصمة للثقة المهتزة اساسا بين قوى الاطار والحزب الديمقراطي الكردستاني، و إدارة ظهر للاتفاق السياسي الذي شكلت الحكومة على أساسه.

 

من الجدير بالتوضيح ان التحالف الحاكم هو تعبير مكثف عن الطبيعة الطبقية الحارسة لمصالح الطبقة فاحشة الثراء، المتخادمة مع حيتان الفساد في تحالف المصالح الذي لم يعد يخفيه ضجيج الماكنات الإعلامية الضخمة التابعة لطغمة الحكم، بخطابها المداهن دفاعا من جهة عن المظلومية ونصرة الطائفة، ومن الجهة الأخرى عن المشاركة ووقف التهميش وما شابه ذلك.

 

 تحالف جذره الطبقي واضح كعين الشمس، يمثل مصالح الأقلية الحاكمة، مهما اتخذ من اسم براق، فالاسم لا يدل بالضرورة على المسمى. وهو ائتلاف يحمل بالأساس بذرة تفتته، حيث التأمت اطرافه بعد الانقسام الواضح بين قوى تحالفي الإصلاح والبناء، اذ تمترس كل طرف امام الطرف الثاني من نفس المكون، ما دلّ على انعدام الثقة وعلى اجواء التشكيك المخيم. والثابت هو انانية كل متنفذ منهم وحرصه على مصالحه الذاتية والانانية والحزبوية.

 

من جهة أخرى لم يبق الاطار الحاكم متماسكا، فالخلافات تعدت مستوى التباين في الآراء بل وأظهرتها المحاصصة كصراع مصالح بين اطرافه لا يمكن التستر عليه، حيث تصاعد نهم افتراس المناصب عند ضواري المحاصصة، الى حد عدم الاكتفاء بما حصلوا عليه من مواقع في مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية في ظل حكومات المحاصصة المتعاقبة. كما لم يقنعوا بالمواقع الوزارية في حكومة السوداني وملاحقها، حيث المواقع الحساسة، فامتدت مخالبهم الى الهيئات المستقلة تقضمها واحدة تلوى الاخرى، فيما تشير المعلومات الى انها ستمتد الى وكلاء الوزارات والمدراء العامين، الى جانب مجلس الوزراء الذي شبع حتى اصابته التخمة لفرط اعداد المستشارين الذين يفتقر اغلبهم لأبسط المؤهلات.

 

تناسى الاطاريون الاستحقاقات التي احتج الشعب وانتفض من اجلها، وفي المقدمة منها انهاء المحاصصة كمنهج للحكم، ومحاربة الفساد كمنتَج للنظام، ومواجهة الوضع المعيشي المتردي الذي كرسه نهج اقتصاد الفساد. وزاد الأوضاع سوءا خفض القيمة الشرائية للدينار، حتى بلغت قيمته 1700 امام الدولار، والمتوقع هبوطها اكثر واكثر من دون أي علاج حقيقي، الأمر الذي يهدد بكارثة معيشية تتسبب بزحف خط الفقر نحو فئات أخرى، بضمنها شرائح من الطبقة الوسطى، بعد ان ابتلع الطبقات والشرائح الاجتماعية المسحوقة من المهمشين، الذين لا تُسكّن اوجاعهم وعودٌ لا مصداقية لها.

 

ان نظاما منهجه المحاصصة وآليات حركته الفساد، هو نظام ينتج الحرمان والفقر، ونظام خارج نطاق الخدمة لا يمكن ان يصمد طويلا. كما ان الشعب لن يصمت على ما يلحق به، ومن هنا تصاعد الدعوات لاستنهاض قواه، كي تقول كلمته واضحة في من تلاعبوا بمصيره، وتسببوا في الخراب الذي عمّ العراق.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.