كـتـاب ألموقع

• بيان شباب شباط ما له وما عليه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

 بيان شباب شباط ما له وما عليه

 

وأنا أتابع ردود الأفعال على بيان شباب شباط الذي صدر تحت عنوان (بيان شباب شباط حول إصدار مذكرات اعتقال بحقهم)، شعرت بفرحة غامرة، ليس بالنظر الى حجم الاهتمام الذي حظي البيان به من قبل الأوساط الإعلامية والشبابية، ولا نظرا للتضامن الواسع الذي عبّر عنها الكثيرون  من خلال التعليقات على البيان وإبداء استعدادهم  العالي  لإطلاق حملة دفاع واسعة. كما لم تكن مبعث سعادتي روح البيان المفعمة بالتحدي والإصرار على المواصلة لتحقيق  المطالب المشروعة والعادلة.

  حقاً لم يكن ذلك كله سبب فرحتي ، وإنما كان باعثها خبر صدور مذكرة اعتقال. فهذا ما يتمناه كل من يريد رؤية العراق وهو يحفظ كرامة أبنائه ويصون حقوقهم. إذ انه  يؤشر كون العراق يسير على طريق التحول الى دولة قانون ومؤسسات، ويطبق حقا مبدأ "لا اعتقال بدون أمر قضائي". وذلك هدف أساسي  كافح من أجله أنصار الحرية  لسنوات طويلة. فقد عودتنا السلطات سابقاً، وما زالت للأسف،  بدليل حالات اعتقال الإعلاميين والناشطين الشباب، عودتنا على تنفيذ الاعتقالات بدون امر قضائي، بل بطريقة الخطف من المقاهي والشوارع، مثلما كانت تفعل أجهزة الدكتاتورية المقبورة. فالخشية ليست من صدور أوامر اعتقال قضائية، بل من عدم صدورها، ومن استمرار الخطف والاعتقال الكيفيين. ربما كان بيان شباب شباط، الذي يعكس قلقهم من رصد الأجهزة الأمنية ومتابعتها لهم، غير دقيق بدرجة كافية. وقد لا تكون معلوماتهم بصدد صدور مذكرة اعتقال بحقهم موثوقة، ولكن يمكن تفهم قلق الشباب من الاعتقالات وتكرار حدوثها، طالما لم يخرج مسؤول بتصريح يطمئنهم الى ان منطق الدكتاتورية والملاحقة والإذلال قد ولىّ دون رجعة، وان ما  يحكمنا اليوم هو منطق احترام الحريات والحقوق السياسية والمدنية.

 والغريب في الأمر انه لم يصدر عن اية جهة حكومية مسؤولة حتى اليوم نفي او تكذيب لهذه الأخبار.  يبدو ان الحكومة لا زالت بعيدة عن التعاطي مع ما يطرحه الشباب على صفحات التواصل الاجتماعي. ونحن نتساءل، ألا توجد أجهزة مختصة تعنى بتوضيح الحقائق للناس؟ وما معنى وجدوى وجود صفحات المسؤولين على الفيس بوك ان كان أصحابها يغفلون أو لا يكترثون بما يدور على صفحاته ؟ 

ومن باب الفضول نسأل:  مع من، يا ترى، يتواصل المسؤولون في صفحاتهم؟ اننا نقف مع الشباب في تحديهم ومواصلتهم، فليس هناك في الجانب الآخر من يعترف بهم ويصغي إليهم ويكترث بما يقولون.