كـتـاب ألموقع
• المثقف حين يقول كلمته في أوانها!
جاسم الحلفي
المثقف حين يقول كلمته في أوانها!
حفز بيان المثقفين الصادر مطلع الأسبوع الحالي، والداعي الى إغاثة اللاجئين العراقيين والسوريين، النشاط المدني والإنساني في العراق على ان يقول كلمته سريعة، صادقة، فعالة. فمنذ إطلاق البيان من قبل عدد من المثقفين العراقيين، بمبادرة من الناقد الأستاذ محمد غازي الأخرس، الذي صاغه على وجه السرعة، لان الإغاثة مثل الإسعاف الأولي لا تتحمل التأجيل، منذ تلك اللحظة اتسعت الكتابة عن هذه القضية الإنسانية الكبيرة. فيما تتابع نشر البيان في الصحف اليومية، ومواقع الانترنيت، وتم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي باهتمام كبير من طرف المدونين ونشطاء المجتمع المدني، الذين جعلوا قضية اللاجئين العراقيين وأشقائهم السوريين ضمن أولويات نشاطهم، معتبرين الاهتمام بها واجبا وطنيا وإنسانيا، يتوجب التعاطي معه بمسؤولية أخلاقية عالية، سيما وان حساسية العراقيين مرهفة امام قضية اللجوء، التي شغلتهم بهمومها لأكثر من ثلاثة عقود.
لقد اثبت المثقفون ونشطاء المجتمع المدني، مرة أخرى، قدرتهم على التأثير في الأحداث، وتمكنوا من خلال كتاباتهم، تغيير الموقف الذي اتخذته الحكومة العراقية من قضية غلق الحدود أمام اللاجئين السوريين. حيث أوعزت بفتح المعابر الحدودية، وتقديم المساعدات الممكنة وتأمين مستلزمات الحياة الأساسية لهم، بما يحفظ كرامتهم الإنسانية، المهدورة والمهددة جراء العنف المسلح، والإفراط في استخدامه من جانب الحكومة السورية ومن طرف معارضيها على حد سواء.
كان لكل مثقف/ة وناشط/ة مدني موقفه/ها الخاص، سواء من النظام السوري، او من المعارضة. وهناك من يشكك بصدقية كل منهما بالدفاع عن قضايا وحقوق المواطن السوري البسيط واحتياجاته. وهناك من يعتبر ان الصراع يخاض من قبل السلطة ومعارضيها باسم الشعب السوري زورا، فليس للشعب مصلحة في دوامة العنف والتقتيل. وهناك من حلل التأثيرات الدولية والإقليمية على تصاعد حدة العنف، او صور الخلاف من الزاوية الطائفية. فيما اشتد الجدل حول وصفه ربيعا ام خريفا ام شتاء مخيفا. وأبدى آخرون قلقهم على مصير الشعب السوري من دوامة العنف، ومن غول الفساد الذي هو صنو الإرهاب وجرائمه.
واستمر الجدل حول المتسبب في اندلاع العنف وتواصله، والبادئ به والسباق إليه، وحول إمكانية إيقافه، سيما ان ضحاياه هم الأبرياء، الأطفال والنساء والشيوخ؟ وعن سبب لجوء المعارضة الى العنف؟ وهل كانت هناك حاجة لـ "الجيش الحر" بعد ان حققت الاحتجاجات انتشارا واسعا، وحصدت القبول والتأييد من أوساط الشعب؟
وطبيعي ان الأوضاع عندنا، وعبث الإرهاب وجرائمه في بلادنا، والطائفية السياسية الطاغية وشرورها، أصبحت هي أدوات المقارنة. فقد دفع الشعب العراقي الثمن الغالي من دمائه، وخسرت البلاد الكثير من أموالها التي استنزفها العنف والصراع على السلطة، فيما غدا السلام هدفا ملحا، ومطلبا يوميا.
وقد تنوعت التحليلات وتباينت مواقف المثقفين العراقيين من الصراع الدائر في سوريا، انطلاقا من اختلاف زوايا الرؤية. لكن وجهة نظر واحدة نالت الإجماع في النهاية : يا أشقاءنا في سوريا.. العراق بلدكم في كل الأحوال، والبيت بيتكم!
المتواجون الان
281 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع