كـتـاب ألموقع

"الحصاد المنسي"، تجربة انسانية فريدة في ديترويت// كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو

 

عرض صفحة الكاتب

"الحصاد المنسي"، تجربة انسانية فريدة في ديترويت

Forgotten Harvest

كمال يلدو

 

مَن قال إن للعطاء الانساني حدود!

 أضع بين يدكم هذه التجربة الرائدة في اطعام المحتاجين والفقراء، جرت وتجري وقائعها في مدينة ديترويت وضواحيها منذ ثلاثين عاما ولليوم.

بداءت الفكرة عندما قامت الطبيبة النفسية د. نانسي فشمان عام ١٩٩٠ بإستخدام سيارتها الشخصية لجمع الاطعمة والغذاء الزائد من المطاعم وإيصاله الى  (المطاعم والمطابخ المجانية – Soup kitchen) المعروفة في ديترويت، وسرعان ما تطورت الفكرة بعدما سمع بها  ـ زوجان متقاعدان ـ فقاما بالتبرع لها بشراء سيارة كبيرة وآثرا ان يبقى اسميها غير معروف وكذا بدأ المشوار.

تتحدث د. ناسي فشمان ـ Nancy Fishman PHD عن مبادرتها هذه وتقول: كانت تجربة عائلتي مع العوز كبيرة، وتركت آثارها الانسانية عندي، وعقدتُ العزم أن اقدم ما بوسعي تقديمه للمجتمع حينما اكبر ، حتى اجنّب الاطفال وكبار السن والمعاقين والمحتاجين ، تلك التجربة الصعبة في الجوع او النوم بدون عشاء،  ومن أجل " طرد الجوع من مجتمعنا".

 

تطور عمل مؤسسة (الحصاد المنسي) الخيرية وغير الربحية عبر السنين والذي يعتمد اسأساً على فكرة العمل الطوعي، والتبرع الانساني وجمع الاغذية الصالحة للاستعمال وعدم تبذيرها وإعادة توزيعها وايصالها للمحتاجين، اما هذا الاغذية فتأتي من: المطاعم، قاعات الحفلات، مراكز بيع الجملة،  السوبرماكيتات، مطابخ الملاعب، محلات مايرز وكروكير، المخابز، المستشفيات، مراكز تحضير الاغذية بالجملة.

 

في العام ١٩٩٦ جرى اصدار قانون حماية المتبرع بالغذاء من الملاحقة القانونية بإسم: ((قانون إيمرسون، للسامري الطيب المتبرع بالغذاء)) وجاء هذا نظرا لتزايد حجم واعداد المتبرعين، والخشية من ان تسبب عملية التبرع متاعب قانونية غير متوقعة، حيث بات معروفا بأن اسباباً كثيرة تجتمع بفكرة التبرع اضافة الى فعلها الانساني الطيب ومنها: استحصال وصولات للاعفاء الضريبي من نصف قيمة المواد المتبرع بها، أو فكرة التخلص من المواد ذات التأريخ القريب لانتهاء صلاحية الاستخدام، او حتى التخلص من تكاليف نقلها واتلافها.

  كما اقترن عملهم ايضا بفكرة طلب المزارعين المحليين بالتبرع بالمحصول الزائد بدلا من تعرضه للتلف والخسارة، لابل إن الامر تطور منذ العام ٢٠١٣ حينما تبرعت عائلة (مورون فاملي) بأرض زراعية صالحة بلغت مساحتها  (٩٥ ايكر)، حيث قام متطوعوا (الحصاد المنسي) بزراعتها، وترافق ذلك بحصولهم على تبرعات بالمكائن الزراعية اللازمة وصلت اقيامها الى (٤٠٠ ألف دولار)، ووصل حجم المحصول في السنة الاولى الى (٨٥٠ ألف باوند) اما مجموع ماجرى حصاده في السنوات الثلاث التالية  فقد بلغ (٣،١ مليون باوند) من  الخضار.

 

تتوزع مراكز توزيع الاغذية المجانية في (٢٢) مركز منتشرة في ثلاث مقاطعات هي: ماكومب، اوكلاند ووين كاونتي وتوفر الطعام للمحتاجين على مدار ستة ايام في الاسبوع. تشترك اليوم في عملية جمع المواد الغذائية من المصادر المذكورة وايصالها الى مراكز التوزيع قافلة مكونة من ٣٣ سيارة حمل كبيرة ومبردة، تراها تجوب الشوارع ليل نهار وطوال ايام الاسبوع.

في العام ٢٠١١ جرى افتتاح اول مركز في مدينة (وندسور الكنديةـ المجاورة لمدينة ديترويت) حيث وزعت في سنتها الاولى (١٣٥ ألف باوند) من الاغذية على المحتاجين وقفز الرقم في العام ٢٠١٣ الى (١ مليون باوند)

 

يذكر الموقع الرسمي لمؤسسة "الحصاد المنسي" الخيرية المهمة الرئيسية التي قامت عليها فكرتهم: مساندة المحتاجين للطعام لتجاوز حاجتهم، ومنع تبذير الأغذية التي ممكن اعادة توزيعها واستخدامها. وفي ادناه بعض الارقام المهمة، والتي تمثل حصيلة عملهم الكبير وخدمتهم الانسانية الرائعة، وبلا مقابل إلا من اعلاء شأن الانسان ووضع الفرحة والبسمة على وجوه الناس، إذ يمثل الانسان عندهم اغلى شئ!

ـ تم توزيع ١،١ مليون باوند عام ٢٠٠١

ـ تم توزيع ٨،٦ مليون باوند عام ٢٠٠٧

ـ تم توزيع ٢٣ مليون باوند عام ٢٠١١

ـ تم توزيع ٤٣،٩ مليون باوند عام ٢٠١٣

ـ تم توزيع ٤٨،٨ مليون باوند عام ٢٠١٤

ويذكر الموقع الرسمي ايضاً ارقاما لايمكن للانسان إلا ان يحييهم ويرفع القبعة لهم لما يقومون به، إذا تذكر الاحصائيات للعام الأخير:

ـ بلغ عدد الاشخاص  المتبرعين  والذين ساعدوا المؤسسة ٢٥،٤٣١

ـ بلغت عدد ساعات العمل الطوعي ٧٧،٨١٠ ساعة

ـ بلغ حجم الاطعمة والاغذية التي جرى انقاذها من التلف وتوزيعها (بعام واحد) ٤١،٥٢٣،٧٦٢ مليون باوند

ـ وبرقم أبسط، إذ يجري توزيع ١٣٨ ألف باوند من الاغذية والاطعمة يوميا  لمعظم مراكز توزيع الاغذية والتي بدورها تقوم بتوزيعها وتسليمها للعوائل المعففة والمحتاجين دون مقابل.

 

مؤسسة ـ الحصاد المنسي ـ هي جزء من المؤسسة الاكبر ـ إطعام اميركا ـ وهي مؤسسة غير ربحية، أي انها معفية من الضرائب، يقع مركزها الرئيسي في مدينة  ـ اوك بارك ـ بمقاطعة اوكلاند في ضواحي مدينة ديترويت، ويرأسها الآن السيد ـ كرك مايس ـ وتبلغ ميزانيتها ٧٧،٢٢٠،٧١٣ مليون دولار، بينما يبلغ عدد موظفيها العاملين ٧١ أما عدد المتطوعين في خدماتها وفروعها فيبلغ ١٤،٧٠٠ متطوع!

 

**)) المصدر: جمعت من الموقع الرسمي لمؤسسة ـ الحصاد المنسي ـ

https://www.forgottenharvest.org

 

كمال يلدو

آيار ٢٠١٩