اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مذكرات مترجم : ( الحلقة الرابعة )

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حبيب محمد تقي

 

 

مذكرات مترجم : ( الحلقة الرابعة )

٧ / ٦ / ٢٠١٠

 

تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .

 

المهاجرين العرب في المملكة السويدية ، وإشكالية التصادم الثقافي ، وهموم التقارب والأندماج الأجتماعي فيها :

 

هذه الأشكالية المرصودة في العنوان أعلاه . هي ليست لصيقة على دولة بعينها ، من دول المهجر ( كدولة السويد ) . بل تشمل قاطبة الدول الحاضنة للمهاجرين ، شرقاً وغربا شمالاً وجنوبا ً ، بمجسات متفاوتة . غنية أو فقيرة ، ديمقراطية أو أشباه أو ضد . وهي الشغل الشاغل ، للأفراد وللأسر المهاجرة ، وللأفراد والأسر المستقبلة و للمؤسسات الرسمية والأهلية والأحزاب والمنظمات المحلية والأقليمية والدولية على حد متفاوت . لما تسببه من نزاعات وخصومة وتفشي العنصرة ، الناشئة بفعل الأختلافات والتمايزات والخصوصيات الثقافية المتصادمة . لذلك أنبرت كل هذه الجهات ذات العلاقة والتي تهمها المصلحة العامة . أفراد وجماعات . لأيجاد الطرق الناجعة للحد من هذه التصادمات ، والتي قد تتفاقم الى كوارث ومآسي أجتماعية ، الوافدون والمستقبلون في غنى عن شرورها . في حال عدم أيلاء العناية الفائقة وبحذر بها . في أقتراح و وضع الحلول الأستباقية والملائمة لها . والدول السباقة والمعروفة للقاصي والداني ، في عراقتها بأستقبال موجات الهجرة اليها ، والقائمة أساسا على غنى تنوعها العرقي والأثني والثقافي . كأمريكا وبريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا ونيوزلندا والمانيا وهولندا . يعد النموذج الكندي الأفضل من بينهما ، في موضوعة التعامل مع أشكالية ، التعددية الثقافية وبرامج الأندماج ، التي تصون التعددية في أطار الدمج الأجتماعي . بعيداً عن مفاهيم الذوبان والأنصهار الأجتماعي الأحادي الطرف والمعادلة .

 

 

وللأسف تعد المملكة السويدية ، من بين دول المهجر الأسوء في التعامل مع هذه الأشكالية الطبيعة الناشئة بفعل الهجرة اليها . ومن أسباب سوء التعاطي مع هذه الأشكالية ، يعود الى جملة من العوامل المعيقة. منها حداثة تجربة الهجرة الى السويد ، مقارنة مع الدول ذات العراقة ، في هذا المضمار . ومن جهة أخرى والأكثر أعاقة ، يرجع ((( الى خصوصية المجتمع السويدي وتميزه الفريد ، بكل ما يعنيه هذا التوصيف من دقة ))) ، بعلاقاته الأجتماعية الداخلية ، شديدة الأنغلاق والأنطواء والعزلة والتقوقع . غريب وعجيب المبالغة بحذره من الغرباء ، و من الثقافات الوافدة ، ومفرط في خجله ( ينفلت شرك خجله وتحفظاته ورسميته ، وفي حالات طارئة ومحددة ، حين يتعاطى المسكرات وحين يغادر صومعته متوجها الى الأستجمام والترفيه في الأقاصي السياحية ) . رتمه الحياتي ، رتيب ومبرمج الى حد الملل . مجتمع رسمي الى حد النخاع ، بل الى ما هو أبعد من النخاع . بروده لا يوازيه مثيل ، حتى في أقصى الكواكب النائية عن الشمس ! نواته التكوينية الأسرية مصابة بداء التوحد المزمن ، تحكمها ( داء الأنا ومن بعدي الطوفان ) . جيناته الوراثية غير ديناميكية بالمرة وليس في قاموسها الكيميائي معنى أو مكان للطفرة الوراثية . كارزميته نظامية طيعة للقوانين والتعليمات ، ولا في أحسن الجيوش أنضباطاً وصرامة . متعنصر لثقافته التي يخيل اليه أنها الأصلح والأكمل ، ليس على سطح الأرض فحسب ، بل وفي ما وراء الطبيعة . ملامحه التكوينية الظاهرية ، من حسن مظهر ووسامة وبشاشة ( ومكياج رباني ) تطغي على أنفعالاته الأنسانية ، الظاهرة عند كل خلق الله ، ومن الصعب تحسسها وبدقة عند السويديون . شديدي التأثر والأنسياق بالأعلام الرسمي المحلي والأمريكي . قبلتهم ( بعد الأنا المزمنة ) أمريكا . ( بالطبع بأستثناء فئة محدودة ، من النخبة المثقفة اليسارية الميول فكرياً ، ويعد وللأسف الشديد حجم وكثافة تأثيرها الأجتماعي والسياسي محدود للغاية ،`و وزنها ، وزن الريشة من حيث الفعل في مجتمعها السويدي ، وهي تمثل أستثناء من القاعدة العامة لمجتمع المملكة ) . القاعدة العريضة من المجتمع ، تستمد قيمها ومثلها الثقافية والروحية الجديدة من المتسيد الأمريكي . ومن السيد نفسه ، يستعيرون نظاراته ، لرؤية العالم حولهم . وأترك لحكم القارئ الكريم ، تصور مدى ضخامة وحجم تأثير ماكنة الأعلام الأمريكية ، المسيئة بشكل مبرمج . وموغل في البشاعة والتشويه المتعمد لثقافات الشعوب المناهضة لأمركتها . وبالخصوص العربية والأسلامية منها . والتي تتأثر وتنساق لها ، ليس المجتمع السويدي لوحده ، إنما معظم مجتمعات أوربا عامة والغربية منها بشكل خاص . والتي تدس السم في عسلها الأعلامي الباهر ، لتصور الثقافة العربية والأسلامية على أنها ثقافة عنيفة ، متزمتة ومتطرفة و مغلقة وغير قابلة بالمطلق ، بالتعايش مع الأخر و بالتلاقي معه والحل حسب هذا التوصيف الأمريكي المجنون ، لن يكون إلا بالتعامل معها على أساس من أنها تمثل ثقافة الشر والمطلوب حسب وصفة السيد ( راعي البقر ) ، ترويضها أولاً والأتيان عليها ثانيا .

 

 

والسبب الرابع والمضاف الى ماذكر أعلاه من معوقات ، تفاقم أشكالية المزاوجة الثقافية السلمية والأندماج المتبادل والهادئ ، في التأثير والتأثر . يرتبط هذه المرة ، بشكل النظام الأقتصادي للمملكة السويدية ، ولأرتباط أقتصادها الحميمي بالأقتصاد الرأسمالي الحر . ومن الخصائص اللصيقة بهذا الأقتصاد كما هو معروف ، بعدم أستقراره وتذبذبه وتعرضه لأزمات شتى ، بين الفينة والأخرى ، تؤدي في أحيان كثيرة الى حرق الأخضر باليابس . تلك الأزمات الملازمة لهذا الأقتصاد والتي ينتج عنها تأثيرات أجتماعية خطيرة . أسوأها تلك التي تتعلق بأرزاق الناس ، سيما منهم الشريحة الأجتماعية الأضعف والأوسع في المجتمع السويدي ، من ذوي الدخول المحدودة . فكلما تطفح تلك الأزمات على السطح ، ويترشح عنها ، تسريح المئات والالأف من العاملين في قطاعات مختلفة . وكلما شدت الدولة حبلها التقشفي على رقاب الخدمات المقدمة للشريحة العريضة من أصحاب الدخول المتدنية والمحددودة . كلما طال هذا الحبل الممتد ، ليشمل رقاب المهاجرين ويهددهم بالأختناق . فمن أفرازات هذه الأزمات المرتبطة أساسا ، بشكل النظام الأقتصادي الرأسمالي الأحتكاري العالمي . والتي لانهاية تلوح في الأفق لها . من أفرازاتها الجسيمة تنامي روح العداء والكره والبغيضة ، للمهاجرين القدامة والجدد على حد سواء . وتفشي خطير وأستشراء للنشاطات العنصرية العدائية الموجهة ضد الوافدين ، تهدد أمنهم وأستقرارهم .

 

والسبب الخامس لايقل تأثيرا عن سابقه ، وهو يرتبط كلياَ بالوافدين أنفسهم وبمسلكياتهم وتصرفاتهم ، وبما نقلوه وللأسف من اسوا عادتهم وتقاليدهم وموروثهم وثقافتهم ، وبردود أفعالهم الغير مسؤولة والغير محسوبة العواقب . وحول ذلك تأتيكم التفاصيل في الحلقة الخامسة ، من سلسلة هذه المذكرات .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.