اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة )

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حبيب محمد تقي

 

مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة )

 

تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .

 

الصورة والمظهر الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر الآمنة المملكة السويدية :

 

للأسف ( وهذا ما يحز في نفس كل أنسان نظيف بدواخله ) أنها صورة في معظم مساحاتها ، قاتمة ولاتبشر بخير . وأشدد على مفردة ( معظم ) ، لأن هناك أستثناء ، سأتي عليه لاحقاً . هي صورة ملونة بألوان الطيف ، ملوثة و وسخة بمسالك وتصرفات وموروث وعادات وتقاليد ، مسيئة ، ومعيبة ، ومشينة ، ومقززة ، ومنفرة ، ومخجلة ، للوافدين العرب ، ودون أستثناء لجنسية هذا القطر أو ذاك ، من الأقطار العربية جمعاء ، التي فروا منها لأسباب أتيت على ذكرها في الحلقات الأولى من هذه المذكرات . طلبا للأستقرار والعيش بكرامة وآدمية . وتلك الصورة التي رصدت وماتزال ترصد لهم ، في بلد المهجر الأمن المملكة السويدية ، كانت وماتزال تشكل عائق وعقبة ، من عوائق وعقبات ، التلاقي والأندماج والتزاوج الثقافي والأجتماعي بدولة المهجر . وهذه الصورة الشديدة القتامة و ( المبكية والضاحكة والساذجة ) ، والتي تجسد وتلخص ، جانب كبير المساحة من المشاهد المشوهة ، للجالية العربية في المملكة . لم يتأتى من وحي الأنطباعات ، المكتوبة ، أو المقروءة ، أو المسموعة أو المتناقلة ، عبر أفراد أو جماعات ، هنا أو هناك . أنما تأتى من معايشتي الميدانية ، لفصول هذه المشاهد ، ومشاركتي فيها ضمن نطاق مهنتي كمترجم . حتمت عليّ الأحتكاك بهذه التفاصيل الحياتية ، والمنفرة في معظمها ، والتي عرقتني ، وأرقتني ، وخدشت حيائي ، وآذتني ، وأستنزفت من طاقتي الكثير . وسأحاول جاهدا ، وبأمانة ، في هذه الحلقة الخاصة ، من المذكرات تسليط الضوء الكاشف عليها . علني بذلك ، ( أريح وأستريح ) ، و ( العبرة لمن يعتبر ) .

 

يخيل أليّ وفي أحيان كثيرة ، وخصوصاً عندما أترجم لنماذج تصدمني وضاعت تصرفاتها ومسلكياتها وطريقة تفكيرها ومنطقها. أن أغلبية الوافدين العرب الى المملكة ، هم من الذين أنتزع الله منهم نعمة العقل وفضيلة العلم . إذ أن عدد كبير منهم ، يعاني من سرطان الأمية . وبالطبع لا أعني بالأمية هنا القراءة والكتابة ، أنما أعني ( فقه الحياة وكرامتها ) . إذ لو كانت هذه النماذج ، تدرك قدراتها وتحترم نفسها ، لما تجرأت على الهجرة الى بلد مثل السويد . ولفضلت البقاء في مكانها الطبيعي لها ، خلف أكشاكها ، ( أذا كانت لها أصلاً أكشاك ) ، تبيع ما قسم الله لها . إذ أعتقد أحياناً أن هذا هو القدر الوحيد الذي يتناسب مع هذا النوع من العاهات الوافدة الى المملكة . بستثناء القليل منهم ممن رزقه الله فضيلة العقل والعلم والخلق . وهذه الأمية والجهل والتخلف المركب والمزدوج ، فهو الذي يدفع بسقوط هذه الشريحة وبأبناءها ، الى الهاوية ، وعلى البقية بسوء الصيت . أنهم يتصرفون ( عن وعي أو دون ) ، وكأن السويد ، التي توطنوا فيها . هداهم الله أليها لتحقيق نزواتهم وملذاتهم وجنونهم وشذوذهم المكبوت ودون وازع ضمير أو مسحة كرامة . فهية جنتهم الموعودة من الرب ، يسرحوا ويمرحوا فيها ، دون جهد وأجتهاد ، ودون قطرة عرق يتيمة .

 

قد يكونوا محقون ، إذ ما الضرورة ، لأستنزاف عرق الجبين ، ما دامت هناك دوائر للشؤون الأجتماعية ، تتكفل بكل شيء . بدءا بأجار شقته ، ومروراَ بفاتورة كهربائه ، وبفاتورة الرعاية الصحية ، وبفاتورة الحضانة والروضة ، وفاتورة تأمين المنزل ، وبفاتورة وسائط النقل من والى المدرسة ، وفاتورة أكله وشربه . ونفس الشيء ينطبق على الذي عمل لبضع أشهر ، ولسبب وأخر سرح من عمله ، هو الأخر يفضل القعود المريح في بيته ، والنوم الى الظهاري ، مادام مؤمناً ضد البطالة ، فصندوق تأمينات البطالة ، وصندوق التأمين الأجتماعي ، كليهما كفيل به وبمعيشته حتى يحين أجله . والنوع الثالث من هذه العاهات ، التي ترتدي رداء البشر ، فهم الأسوء . فبتحايلهم على نظام الرعاية الصحية وصندوق التأمينات الصحية في المملكة ، من خلال زعمهم ، كذباً وتلفيقن بأصابتهم بأمراض عضوية ونفسية مستديمة ومزمنة . نصب وأحتيال ( عينك ، عينك ) ، بهدف الحصول على التقاعد المرضي المبكر . وبسبب من كثرة هذه الحالات ، والتي طفح كيلها ، وخصوصاً بين الوافدين العرب ، من التقاعد المرضي المبكر ، الى الحد الذي أستنزف موارد وأعتمادات صناديق التأمين الصحي . أضطرت الحكومة وبرلمانها الى تغيير قوانينها و تشديد قواعد ولوائح الضمان الصحي الجديدة ، محاولة منها ، للحد من أستغلال وأستنزاف تلك القوانيين ، والتي خرقت وأنتهكت حرماتها ، على يد أبناء جلدتنا ( الغيورون على سمعتهم وسمعت أبناء جلدتهم ) ، وكتحصيل حاصل ، بات الحصول على التقاعد المرضي المبكر أكثروأشد صعوبة ، بفضل ( شطارة النصب والأحتيال للوافدين ) . إذ القوانيين السابقة المتساهلة وبحسن نية من مشرعيها، كانت تتيح للمريض ( الحقيقي وليس المتمارض بالطبع ) ، للحصول على التقاعد المرضي المبكر ، لمجرد وعكة في كتفه أو رقبته أو فقراته . أما القوانيين الجديدة ، متطرفة بشدتها وصرامتها ، فلم يعد من الممكن الحصول على هذا النوع من التقاعد ، حتى للمرضى الحقيقيين وإن كانوا ياعنوا من أمراض مزمنة كالسرطان . والنوع الأخر من العاهات المستديمة الوافدة ، والمتسلحلة ( ولله الحمد ) بأحدث أبتكارات ومهارات وأساليب الأحتيال والنصب ( الشطارة بمفهوم هذه العاهات ) ، وتهرباً من ألزامية تعلم لغة دولة المهجر المجانية ( اللغة السويدية ) ، راحت تتقاطر تلك العاهات ، على المراكز الصحية بغية الحصول على أجازات مرضية تتيح لها الأعفاء من الجلوس على المقاعد الدراسية ، لتعلم اللغة الألزامي . ولكي تتفرغ كليا للمصيعة المريحة ، أو بدافع الحصول على مصدر دخل أضافي غير شرعي ( عمل أسود ) ، بعيد عن متابعة سلطة الضرائب . أو بغرض السفر الطويل للموطن الأم ، كزيارة وتجارة . وهناك نوع أخر من هذه العاهات ، أبتكر وسائل جديدة لزيادة مداخيله ، دون أن يكلف مسامات جلده قطرة عرق واحدة ، وذلك بأستغلال وأستثمار قوانيين تأمين الوالدين والطفولة . ليصطداد ثلاثة عصافير وبضربة واحدة . من خلال أنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال وبشكل متواتر . ليضمن أولاَ الحصول على نقدية شهرية ثابتة للطفل تقدر بحوالي 150 دولار شهرياَ وتستمر في دفعها الدولة من خزينة جبايت الضرائب حتى يبلغ الطفل سن البلوغ ( الثامن عشر من عمره ) . وليضمن ثانياً نقدية الوالدين التي يتفاوت حجمها ، حسب عمل الأم والأب قبل الحمل ، ففي حالة وجود عمل سابق للأم أو الأب قبل الولادة يحصل أحدهما على أجازة الوالدين مع مرتب شهري قدره 80% من أخر مدخول عمل . وأن لم يكن لهما عمل سابق قبل الولادة فيحصل أحدهما على أجازة ومرتب شهري يصل حوالي الى 600 دولار ، وعلى مدار سنة ، يتقاسمها الأم والأب .

 

ومن أساليب النصب والأحتيال المبتكرة وبأبداع منقطع النظير ، لهذه العاهات الفيروسية المعدية . أبتكار طريقة الطلاق الصوري ( أي طلاق رسمي مصدق من المحاكم الرسمية الأبتدائية ، وليس من سلطة شرعية دينية ) . بمعنى أن الزوجين يدعيان ( مجرد أدعاء ) الطلاق لأستحالات الحياة بينهما ، وبالمقبل يمارسان الزنا والجماع مع بعضهما البعض ( أي تحليل الزنا ) . والهدف الوضيع من وراء هذه الرذيلة والدنائة والأنحطاط ، هو أولاً للحصول على نقدية النفقة الشهرية والتي تصل الى حوالي 500 دولار شهريا ، وتدفع للتي تدعي بطلاقها ( المطلقة ) من خزائن بيت المال ( الضرائب ) . وثانياَ لكي يحصل الطليق ( مايسمى بالزوج ) ، بشقة سكنية خاصة به ، ولكي يقوم بتأجيرها باطنيا ( سراَ ) الى معارفه ، وبذلك يكون قد ضرب عصفورين ( نقدية النفقة الشهرية والشقة الخاصة به ) وبحجر الطلاق الواحد الأحد ( الحلال والغير محرم حسب فقهه وشرعه ) ومن المفارقات الغريبة والطريفة ، أن معظم هؤلاء الذين يسلكون هذا النوع من النصب والأحتيال ، هم من أكثر الناس تشدداً و تمسكن وتعصبن للدين ، كما يزعمون أو يتظاهرون . وهذه بالذات منتشرة وللأسف بشكل واسع بين أبناء جلدتنا .

 

للموضوع تتمة تتبع في الحلقة السادسة من سلسلة هذه المذكرات .

 

١٠ / ٦ / ٢٠١٠

 

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.