اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مذكرات مترجم : الحلقات السادسة والسابعة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حبيب محمد تقي

 

مذكرات مترجم :  الحلقات السادسة والسابعة

 

مذكرات مترجم : ( الحلقة السادسة ) .

تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .

 

الصورة والمظهر ( القاتميين ) ، الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر ، ( المملكة السويدية ) .

( ذئاب بجلباب بشر ) :

 

وكنتيجة لتكرار هذه الحالات من النصب والأحتيال على القوانيين ، ( في موضوعة وظاهرة الطلاق الصوري ) ، والكشف عن حالات تلبس عديدة من قبل سلطات الشؤون الأجتماعية في المملكة ، مما دفع بهذه السلطات ، في الضغط على ( البعض ) من المحكم الأبتدائية المدنية السويدية ، بضرورة مطالبتها بوثيقة مصدقة يتقدم بها الراغب في الطلاق ومن جهة شرعية معتمدة ، على أن تتضمن تطليقاَ شرعياً من هذه المؤسسات الدينية المعنيّة ، بهدف الحد من هذا التلاعب بالقوانين . ومما يؤسف اليه . أن التحايل والنصب ، بلغ مبلغه في بعض أفراد هذه المؤسسات الدينية . فراح البعض من أفرادها المنتسبين والمحسوبين عليها ، يصدر وثائق طلاق لقاء عطايا أو أجر ، ويمحنحها لزبائنه الذين يستغلونّها بدورهم في الحصول على مزايا السكن الأضافي ( والذي يتم التصرف به ، بتأجيره باطنيا ) ونقدية النفقة . فباتت ظاهرة الطلاق ( الكاذب ) منتشرة بين الجالية العربية وعلى تنوع وأختلاف دياناتها . وهناك حالات أخرى ( من النصب والأحتيال ) ، بهدف الكسب اللامشروع ( واللاأخلاقي ) . إذ أن بعض الوفدين المتزوجون من أكثر زوجة في موطنه ( الأصل ) ، بناءا على قوانيين أحوالها الشخصية ، التي تجيز تعدد الزوجات فيها ، بينما قانون الأحوال الشخصية في المملكة ، يحظر ويمنع ، تعدد الزوجات . فعندما يصل الوافد مع زوجة واحدة ، يقومان بتطليق بعضهما صوريين ( ورقياً ) ، عبر محاكم المملكة ، بعدها يسافر الوافد المطلق شكلياً ،الى موطنه الام ، بهدف ترتيب وثائق مزورة تؤكد زواجه من بعد طلاقه الأول وبعدها يستطيع جلب زوجته الثانية ، و بعد أن يكون قد حصل على سكن نتيجة تطليقه لزوجته الأولى ( صورياً ) ، وبذلك يكون قد أحتفظ بزوجته الأولى والثانية ، بالطبع بفضل النصب والتحايل المبين أعلاه . وبسبب من تنامي وأستفحال هذه الظاهرة ، ( الطلاق الورقي ) ، أفضت هي الأخرى بدورها ، الى نشوء ونمو وتنامي ظاهرة متفرعة من ظواهر الفساد الأسري والأخلاقي و المتفشية بين الوافدين العرب في المملكة وتمثلت هذه المرة ب ( زواج المتعة ) . والتي سببت وتسبب مشاكل ضحيتها الأسرة وأفرادها .

بالأضافة الى أن نسب الطلاق ( الورقي ) ، التي تحدثنا عنها أعلاه ، بشيء من التفصيل في أرتفاع بمعدلاتها التصاعدية ، فبالمقابل سجلت حالات الطلاق ( الحقيقي ) أرتفاع مماثل بين أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة . سواء منها تلك التي ( أنقلبت على ساحرها ) حين بدأت بصورة طلاق ( ورقي ) ، ونتيجة المغريات الحياتية والأمتيازات المؤقتة ، تحولت الى طلاق ( فعلي ) ، على الورق وفي الواقع !. أو تلك الزيجات التي كانت أصلاً ، رخوة في وشائجها ورابطها ، وقبل أن يحط المقام بها بالمملكة . وفي ظل قوانيين الحرية المفرطة والرعاية المبالغ بترجمتها على الواقع الثقافي المتنوع و المكفولة للطفل أولاً والمرأة ثانياً ، أما الرجل فيأتي ترتيبه الرابع بعد الكلاب والقطط !! هذه الأسباب وغيرها الكثير ، أدت وتؤدي الى اليوم الى أرتفاع معدلات ونسب الطلاق ( الفعلي ) بين أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة .

 

 ( العمل الأسود ) أو ( العمل السري ) :

العمل ( الأسود ) ، هو أي نوع من أنواع العمل ( الأبيض ) ذاته ، أي العادي والمتعارف عليه في ميادين التكسب العديدة والمختلفة و الذي يؤديه صاحبه ( أياً كان ) ، ولكن ( ما يميزه عن العمل الأبيض المشروع ) هو عدم وجود سجل أو توثيق رسمي له . وهو يمثل شكل من أشكال الأستغلال البشع ، والتوظيف والأستخدام غير المشروع للعمال والمستخدمون . كما يعد هذا النوع من العمل والعمالة الغير مشروعة والمنتشر أنتشار السرطان ، وفي أماكن عديدة وبدرجات متفاوتة في العالم ، يمثل تهديد للحماية التي يتمتع بها العمال والمستخدمون كما أنه يشكل ضرر يلحق بالمنافسة في عدد من القطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليها الدول في نهضتها ، وخسارة كبيرة وفادحة تلحق بالنظام الضريبي المعتمد سيما في الدول التى أرتقت في تطورها بالأعتماد كلياً ، على أسس النظام الضريبي ومنها المملكة السويدية . لذلك تجد قوانيين المملكة تمنع وتلاحق المتعاملين بالعمل الأسود . ومن جملة الدوافع التي تدفع بالبعض الى تعاطي ( العمل الأسود ) والغير مشروع ، هي دوافع تتفاوت ، بتفاوت المتورطين بهذا الشكل من أشكال الفساد .

فالوافد الغير حائز على أقامة مؤقتة أو دائمة في المملكة ، ورغم حصوله على مصروفه الشهري المحدود لتغطية نفقات ومتطلبات حياته الآدمية إلا أنه رغم تلك المساعدات النقدية المعتمدة له ، فهو يسعى خلال أشهر أو سنيين أنتظاره لقرار منحه الأقامة أو أبعاده من المملكة ، بأستثمار فترة أنتظاره تلك ، لجني وتوفير ما يستطيع من مداخيل ومبالغ ، يحاول جاهدا من خلالها ، التعويض أو سداد فاتورة ما دفعه الى المهربين او الدائنيين ، أو يبعث بمدخراته من العمل الأسود هذا أو ذاك ، كأعانات نقدية الى ذويه أو أسرته .

هذا من جهة . ومن جهة أخرى يقوم الوافد والحاصل على الأقامة المؤقتة أو الدائمة أو المتجنس ، على حد سواء خصوصاً منهم العاطلين عن العمل والذين يتلقون المساعادت الشهرية النقدية من أدارات الخدمة الأجتماعية ، تجدهم رغم ذلك ينساقون للعمل الأسود ، الغير مشروع ، بغية الحصول على مداخيل أضافية ، بعيدا عن علم سلطات دوائر الشؤون الأجتماعية ، و التي مما لاشك فيه ، ستقطع عنهم المساعات المالية الشهرية ، في حال معرفتها بالطبع ، كما يحق لموظفي تلك الدوائر ، تحويل ملف النصب والتحايل هذا الى مراكز الشرطة والمحاكم الأبتدائية ( الزاخرة أصلاً بهذه الملفات ) ! . والملفت للنظر ، أن معظم أرباب العمل الذين يستغلون و يستخدمون العمالة ( السوداء ) ، الغير شرعية ، هم من الوافدين العرب القدامى والمتجنسين بجنسية المملكة . بدافع التكسب و للأغتناء السريع ، من خلال التهرب من دفع رسوم التأمينات على العمالة المستخدمة من جهة والتهرب من دفع الضرائب من جهة ثانية ، و للأجور الزهيدة التي يدفعوها للعمالة السوداء بالمقارنة مع العمالة المشروعة ، والمكلفة بالأستناد الى جشع أرباب العمل .

 

( أمتهان بعض الوافدين العرب للمملكة ، لأعمال ومسلكيات خطيرة و مدمرة ، خارجة عن المألوف ومتصادمة مع القوانيين ) :

 

الأتجار والتعاطي والترويج ، للمخدرات على أختلاف أنواعها من منشطات ، و مهدئأت ، ومسكرات ، والمثيرة للنشوة والهلوسة ، والأدمان عليها ، تعد وبحق من أخطر أمراض وآفات العصر الفتاكة والمنتشرة وبشكل خاص بين الشباب حول العالم ، وهذا الوباء السرطاني المدمر للطاقات البشرية يتنامى وبنسب متصاعدة ، تنذر بمخاطر أجتماعية وأقتصادية جمة ، تعاني من تداعياتها المملكة ، كسائر دول العالم الملوثة بهذا الوباء المعدي . ومما يؤسف اليه ، أن أعداد غير قليلة من أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة ، ومن شبابها ، تتعامل مع هذه السموم ، سواء في الترويج والأتجار بها ، أو في أستهلاكها لها ، بتعاطيها وأدمانها على تلك السموم الكارثية . وكلنا مدركون للفعل والتأثير الذي يخلفه هذا الوباء ، والذي يدفع بالمدمنون المصابون الى فقدان أتزانهم و وازعهم الأخلاقي والإجتماعي . فيهملون أنفسهم ، وينتفي طموحهم ويعطل دورهم ، ويتراجع تعليمهم العلمي والثقافي ، مما يجعلهم أميين إجتماعياً وثقافياً ، وتتبدد عنهم ثقة المحيطين بهم ، فيتحولون الى كائنات هامشية ومهمشة ، ليس لها طموح في العيش والمستقبل سوى البحث عن القليل من ( المنشطات ، و المهدئأت ، والمسكرات ، المثيرة لنشوتهم وهلوستهم ، و بأي ثمن كان . وهذا مايقودهم وفي نهاية المطاف الى ، الأنحراف وأرتكاب الجرم بأنواعه المختلفة .

 

فالعديد منهم ، يلجأ إلى ، أرتكاب أعمال مشينة وخارجة عن العرف الأجتماعي والقانوني ، كالسطو والسرقة و الإختلاس و التجاوز على ممتلكات الأخرين والمجون والبغاء ، وتبلغ بهم الأعراض الجنونية المكتسبة ، مبلغها ، إذ يكونوا مستعدون الى بيع أنفسهم وعوائلهم ومن يحيط بهم بما فيه أوطانهم عند ضغوط الحاجة الأدمانية ، والثمن حفنة من ( المنشطات ، و المهدئأت ، والمسكرات ، المثيرة لنشوتهم وهلوستهم المصطنعة ، و مهما كان الثمن ) .

 

للموضوع تتمة تتبع في الحلقة السابعة من سلسلة هذه المذكرات .

 

١٥ / ٦ / ٢٠١٠

 

**************************

 

مذكرات مترجم : ( الحلقة السابعة ) .

تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .

 

الصورة والمظهر ( القاتميين ) ، الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر ، ( المملكة السويدية ) .

( ذئاب بجلباب بشر ) :

 

*( السجون في المملكة السويدية ، (( سجون ، النجوم الخمس ، في الفردوس)) ، ونصيب الجالية العربية من هذه النجوم الفردوسية الخمس ) :

 

أولاً: وبادئ ذي بدء : ( سجون نجوم عزرائيل الخمس في جحيم أوطاننا مسلوبة الأرادة ) .

 

ليَّ شخصياً ، ولأفراد أسرتي الذين أعتز وأفتخر بتاريخهم وتضحياتهم النضالية والبطولية ، كألآف النشطاء السياسيين العرب ، و( المعارضين للأنظمة وأستبدادها ) ، ذكريات وتجارب مريرة ومؤلمة وحزينة تركت أثرها العميق في نفسي ، مع المعتقلات والسجون التي حشرت فيها حشراَ ، في بلدي الأم ! لالشيء ، إلا لكوني أتبنى وأحمل ، أراء وأفكار أجاهر بها علناَ ، ولاتتماشى مع ( الحاكم بأمر الله ) ، ليس إلا . فكان ليَّ ( شرف الأقامة الجبرية ) ، لثلاث معتقلات في موطني الأم . وهذه المعتقلات ، التي كنت أحد نزلائها قسراً ، أدق وأنصف توصيف لها ، أنها تصلح لأن تكون حضائر للبهائم والحيوانات وليست معدة للأستهلاك الأدمي ، والأعراس والطقوس الحيوانية والمتوحشة التي تجري بداخلها ، تقشعر لها الأبدان الأدمية . من فنون وجنون مبتكر ومتنوع لأساليب تعذيب ، لاتقل سادية ووحشية ، عما مورس بحق أبناء المقاومة العراقية لاحقاً ، في ( سجن أبو غريب الشهير) ، على يد المحتل الأمريكي . ويستخدم التعذيب في تلك المعتقلات السرية والعلنية منها ، بهدف الأسقاط ، الفكري والسياسي المعارض ( للحاكم بأمره ) . وتتنوع أشكال التعذيب الجسدي ، من أستخدام الضرب العنيف وعلى كل مناطق الجسم والتحرش الجنسي والإغتصاب والصعق الكهربائي والتعليق بالمراوح السقفية و لساعات ، والحرمان من النوم والتقتير بالطعام والشـراب ، والحرق بالسجائر والتبول والبصاق على المعتقل والتعري والتجريد من الملابس الداخلية والتهديد والوعيد بإحضار أم أو زوجة أو شقيقات المعتقل أو أقرباءه أو رفيقاته وأغتصابهن ، أمام أنظار المعتقل و الحشر بالعشرات داخل حضائر معدة ( لبهيمة ) واحدة . ولاتختصر أساليب التعذيب على الجانب الجسدي ، بل وبالتوازي مع ذلك ، يمارس شكل أقسى وألعن ، من التعذيب وهو ، ( النفسي ) ، والذي هو الأخر ، يهدف إلى ، إنتزاع الإعترافات ، وتحطيم وأذلال الأرادات و الذات الأدمية وأسقاط المفاهيم والقيم والمثل ، ولكي يكون عبرة لحملة الفكر والمعارضين ، ممن تسول أراءه أو سلوكه ، الى مخالفت الحاكم ( بأمر السماء ) للعباد والبلاد .

فلا غرابة ، بتصدردولنا ، وبفضل حكامها المستبدون العرب ، قائمة الدول ، التي تكتض سجونها ، بمعتقلي وسجناء الرأي والفكر، والذين تنتهك حقوقهم وتمتهن كراماتهم ، على مرئى ومسمع من الضمير العالمي ، و على الرغم من توقيع معظم حكامنا ، على ( إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ) ، وعلى الرغم من زعم أنظمتنا زوراً ، بتبني ( الديمقراطية ) ، كشكل لابديل له من أشكال التحكم بالعباد والبلاد ! فتعد وبجدارة ،أنظمتنا العربية تلك ، من الأكثرإستبداداً ، بعد الحاكم بأمر الرأسمالية الأحتكارية العالمية بالطبع ، ( أمريكا وطفلها المدلل وبالتبني أسرائيل ) في العالم .

 

أما السجون المعدة خصيصا ، للمحكومون العاديون ، الخارجون عن القوانيين ، ومرتكبي الجنح والجنايات ، كالقتل والسطو والأغتصاب والسرقة والنصب والأحتيال ...الخ . فرغم وضاعة سجونهم وحقارتها هي الأخرى ، والأهمال المتعمد بها . إلا أنها أكثر أدمية ، بالمقارنة مع سجون ومعتقلات ( سجناء الرأي ) . وللأسف ، يتحكم بمصير هذه السجون ، أناس أمييون لا يملكون أي مؤهلات ، تساهم أو تساعد نزلاء هذه السجون ، على أعادة الثقة بأنفسهم وأصلاحهم وتأهيلهم للمجتمع بعد قضاء مدة محكوميتهم . سوى أمتلاكهم جنون وسادية السيطرة والسلطة والتحكم بمقدرات النزلاء والعبث بأدميتهم . والمؤسف ايضا، أن ليست هناك أي سلطة رقابية رادعة ، تتابع هموم ومعانات هذه السجون والكائنات الآدمية ، المحشورون فيها . وعلى الرغم من وجود لوائح و قوانين تحكم إدارة هذه السجون وتوضح حقوق وواجبات النزلاء في هذه السجون ، ما لهم وما عليهم . إلا أن تلك اللوائح والأنظمة ، ماهية إلا حبر على مجموعة أوراق ليس إلا . فتطبيق القوانيين التي تنظم أدارة هذه السجون والتي يفترض بها أن تكون مراكز لأعادة التأهيل والأصلاح غائبة بالمطلق ، وحضورها يختصر على الديكور الدعائي والأعلامي الزائف ، لمكيجت وتجميل صورة الحاكم بأمر صندوق الأنتخاب المزور .

 

مرة أخرى ، وبصفتي المهنية ، كمترجم في المملكة السويدية ، أنيطت بيّ وبكثرة ، مهام الترجمة ، والتعامل مع شريحة كبيرة نسبياً ، من أبناء جلدتي ، من الجالية العربية ، الذين ساقتهم حياتهم وأقدارهم ، والتي لهم اليد الطولى في إيصالها على ماهيّ عليه ، تلك الأقدار التي تخاصمت وتصادمت مع قوانيين وتشريعات دولة المهجر ، والتي دفعت بهم صاغرين ، الى أقسام ومراكز الشرطة المختلفة ، في المملكة و عند مكاتب إدعائها العام ، وفي أروقة المحاكم الأبتدائية والتميزيية العديدة في المملكة . ونفس عملي أيضاَ ، قد قادني الى مصاحبة و مرافقة ، شريحة المحكومون هؤلاء ، من أبناء نفس الجالية و بتهم مختلفة ، والمرحلون بدورهم ، الى سجونهم لقضاء مدة محكومياتهم المختلفة على أختلاف جنحهم وجناياتهم ، التي أرتكبوها والتي أدينوا بها من قبل محاكم المملكة . وقبل الخوض بتفاصيل تلك السجون ووصف طبيعتها وطبيعة نزلاءها ، ومقارنتها بالسجون في أوطاننا العربية ، رغم مفارقات مثل هكذا مقارنات . قبل كل ذلك أشير وبالخط العريض وباللون الأحمر ، الى حقيقة أكتشفتها بنفسي وليست نقلاً عن مصادر مزعومة . أن حملت الفكر وأصحاب الرأي ، المتصادم والمتخاصم مع نظام ومؤسسات المملكة ، ليست لهم سجون بالمطلق . فهم يسرحون ويمرحون دون أي خشية أو خوف من ملاحقة أو أعتقال . فالمملكة تعد من الدول القلائل التي لاتصادر حرية الرأي والعقيدة ، بل على العكس تماماً ، تحترم وتصون تعدد الأراء والمعتقدات ، شريطة أن لاتسلك مسالك العنف أو الدعوة اليه ، عبر بث روح الكراهية ، ودون وجه حق ، والذي يقود بدوره الى الصراع الغير منظبط والى العنف الأعمى والمنفلت . وهي من الدول القلائل أيضاً ، التي لم تسمح لنفسها تأويل قوانيين التصدي للكراهية ،لأصطدياد المعارضيين لها ، والمملكة تحترم المواثيق الدولية التي تنصب أساسا على مبادئ حقوق الأنسان والتي صادقت عليها بملء أرادتها قولاً وأفعال ، والواقع الملموس في المملكة يزكي نصاعتها في هذا الجانب الحيوي من حياة وكرامة مواطنيها . فالمملكة السويدية ، خالية ومفرغة تماما من سجناء الرأي . وليس في سجونها المكتظة بالخارجين عن القانون ، أي سجين رأي أو سجين معتقد كان . بأستثناء أعداد قليلة جدا ، وتعد بعدد أصابع اليد ، ممن أدينوا بأرتباطهم بتنظيم القاعدة المتهم ( بالأرهاب الدولي ) . ذلك الأرهاب ، ( صناعة الموت الجماعي ) ، الضالعة أمريكا ذاتها ، بأنتاجه و( بماركة مسجلة ) ، بالأدلة والبراهين ، وعلى تورط مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية فيه ، لأجندات تصب في خدمة مصالحها التسلطية ، وهي تلعب دور الخصم والحكم في هذه الصناعة التي أبتكرتها ، وأبتكرت أدواتها وهي نفسها التي فعلتها ، وتريد بقاءها ودوامها ، بغية التلويح بعصة الطاعة لها ليس إلا . وللأسف ليس للمملكة السويد من حيلة ، في هذا ( اللعب بالنار) ، والذي أتى ويأتي على الأخضر واليابس . والذي يعد وبحق ، أكبر من قدرات المملكة وزناً وحجماً وتأثيراً .

 

للموضع تتمة تبع في الحلقة الثامنة من سلسلة هذه المذكرات .

 

٢١ / ٦ / ٢٠١٠

حبيب محمد تقي 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.