اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الدولة الأوربية هي الأقوى// مارتن كورش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الدولة الأوربية هي الأقوى

مارتن كورش

محامي وقاص

 

نقرأ سوية هذا الخبر المدهش للغاية (قرابة 200 متجنس عادوا أخيراً الى الدولة الأوربية! بعد أن كانوا قد التحقوا بجماعات مسلحة مارست مختلف أنواع العنف في سوريا والعراق. أنه لأمر طارئ بموجبه دخلت البلديات في حالة إستعداد قصوى. ) أنتهى الإقتباس

تحليل الخبر:

من عاش من الشرقيين وترعرع منذ طفولته في أي بلد أوربي، يعرف صغائر الأمور أكثر ممن لجأ إليها في شبابه أو في كهولته. تسعى بلديات دول أوربا جاهدة من أجل بناء شخصية الفرد وقد بدأت معه منذ طفولته بإخضاعه مع أقرانه إلى برنامج ممكن أن نسميه بـ(بناء المواطن منذ مرحلة الطفولة) حيث يتم تعليمه كيفية الأعتماد على النفس، توسيع الأفكار، كيفية التعامل بمحبة وأحترام، عدم التبذير، الحفاظ على مقتنياته، عدم السرقة من زميل له أو من الدولة (اذا شاهد والده يسرق من الدولة بأية وسيلة كانت فأنه سينبهه وبأعلى صوت! وأمام الحضور) مقدرة فهم الآخر وتقبله على الرغم من الأختلاف في الثقافة والمعتقد والدين و.. و. وتعليمه ممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها. لكي لا يتضارب برنامج البلدية مع أسلوب التربية الشائع في البيوت، تتم مراقبة سلوك الطفل عن كثب لمعرفة كيفية تعامل والديه معه.

يتربى أفراد المجتمع الأوربي على تقبل أدمغتهم كل الأفكار حتى المعادية منها بل والشريرة وفق مبدأ مسيحي (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)"متى5: 44" بل تصبح أدمغتهم ذات مقدرة على إحتواء وتغيير أهداف نفسيات الخصم من عدائية إلى صديقة ومن شريرة إلى خيِّرة (لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي.)"أعمال9: 16".

من خلال هذا البرنامج تعرف هذه الدول كيف تحمي نفسها ببناء الطفولة بحيث لا تخشى على المراهقين من بينهم اذا وقع الواحد منهم في خطأ أو تجربة، لأنهم لا محالة سيجدوا الحلول ليخرجوا بدروس قيمة يصبحوا بعدها قادرين على حل أية مشكلة مهما كان حجمها. برنامج ودروس وعبر وإختبارات يتم من خلالها أعداد الشباب ليكونوا في المستقبل رجالاً يتبوأوا مراكزاً يستحقونها عن جدارة، أي تُعدهم قادة في المجتمع، الأحزاب، الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.

أن الدولة الأوربية تعتبر هؤلاء العائدين مصابين بداء سيكولجي أو فسيولوجي، يقع على عاتقها معالجتهم على أيادي رجال أعدتهم ليكونوا حاضرين بينما بلديات مدنهم تستقبل عدداً كبيراً من الأرهابيين.

سؤال/ ما الغاية من إستقبال الدولة الأوربية لهذه المجموعات المتطرفة؟

أكيد ليست الغاية إنسانية بحتة! لكن بعودة هؤلاء الأرهابيين سيكون رجال الحكومة الذين تم إعدادهم على أهبة الإستعداد على أحتوائهم وفق برنامج يحتوي على عدة مراحل علاجية منها على سبيل المثال ترويض أفكارهم لكي تتنقى وتتغير من إرهابية إلى مسالمة، من ضارة ومضرة إلى نافعة ومفيدة. يعني خضوعهم إلى دراسة سريرية مغلقة تحت إشراف خبراء سيكوجيين وفسيولوجيين وأطباء وحقوقيين وغيرهم... الذين سيعرفون عن كثب كل الجرائم التي إقترفوها دون إحالة أضابيرهم إلى المحاكم لينالوا العقاب، لذلك يكون التعامل العلاجي إنفرادياً، أي لكل واحد منهم طريقة في العلاج تختلف عن التي تختارها لقرينه وهكذا إلى أن تصل إلى مرحلة العلاج النهائية. منهم من يصحو على فعلته فيندم ومنهم من يرفض ويصر على تكملة المشوار فتغض النظر عنه، دون أن تغفل عنه عين المراقبة، لينضم إلى خلية نائمة بإنضمامه يكشف عن أسماء أعضائها. من خلال فترة العلاج يحصل المحققون على المعلومات الميدانية التي عاشها هؤلاء الإرهابيين في أرض المعارك وعلى كل ما خفي عن عيون وأذان رجال أمنها ومخابراتها الذين لم تغفل عيون رقابتهم عن إنتقالهم من أراضيها إلى سورية والعراق (سياسة التهريب العكسي) بعد أن فقدت الصلة المباشرة بهم وهم على أرض المعارك بعد أن أصبح كل واحد منهم في جهة أو أنتمى إلى جماعة إرهابية، ناهيك عن أن البعض منهم أصبح عدوا لزميله بعد أن أنتمى إلى مجموعة إرهابية غير التي أنتمى هو إليها.. نجد أن دول أوربا ليست نائمة أو تتصرف بغباء أو لا حولة لها ولا قوة. بل لها كل القدرة على أحتواء الموضوع الشائك ومعرفة كل الظروف التي عاشوها في ميادين القتال، برجوع هؤلاء المغرر بهم.

لا يخفى عن وجود الخطورة الكامنة في عودة هؤلاء! لكن ليس مع الدولة الأوربية التي بنت مواطنها لتجد على يديه كل الحلول لكل المشاكل والمعوقات. ولا خشية من إزدياد عددهم، مادامت تستخدم تقنية متطورة ذات وسائل ذكية أذكى من عقول العائدين.

الجانب الروحي/ تفتقر كل البرامج المعدة في أية دولة أوربية إلى الجانب الروحي. لأنها لا تطلب من كنائسها المشاركة في أي برنامج لإعادة تأهيل الإرهابيين من أجل طلب الدعم الروحي المتأت من السماء وهي تعلم علم اليقين بأن الصلاة المرفوعة من الكنيسة هي الحبل الواصل بين الخطاة والسماء. لكن تفوقها التكنلوجي قادها إلى التكبر وجعلها تعتمد على أفكارها وخططها وترفض نعمة وبركة وحماية الرب، لذلك لا تنجو برامجها أعلاه من بعض الأخطاء التي تودي بحياة الأبرياء من أبناء الشعب، بسبب تغييب المقوم الروحي. مغالطة تقع فيها الدولة العلمانية بتكبرها على الرب الذي يمنح سلامه للذين لا ينكرون عمل يديه على الأرض. (مركبة كبيرة تقوم بدهس العشرات من مواطني فرنسا، ألمانيا، سدني... بسبب حادث إرهابي).

المحامي والقاص/

 مارتن كورش

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.