اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثمانية أشخاص يملكون ثروات تساوي ما يملكه نصف سكان العالم// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ثمانية أشخاص يملكون ثروات تساوي

ما يملكه نصف سكان العالم

مارتن كورش تمرس

 

أندهشت وأنا أقرأ هذا الخبر عن أغنياء في العالم يملكون ما يملكه  نصف سكان الأرض! سألت نفسي لماذا يركض هؤلاء خلف جمع المال بهذه الكمية؟ ما الذي يجعل الإنسان يحب المال بهذا القدر؟ ما الفائدة من جمعه اذا كان مقداره يغطي عمر الشخص ويزيد ويزيد؟ ما هو السبب؟ بقيت لأيام وأنا أسأل نفسي هل في حب المال مضرة؟ هل في جمع المال بشتى الأساليب يعتبر سرقة؟ هل جامع المال بهذا القدر هو إنسان عادي؟ هل في كبر ماله يساوي رجل السلطة؟ هل أي واحد من هؤلاء الـ(8) أغنياء يقدر أن يغير سياسة بلاده الفقير؟

وفق مبدأ (البحر يحب الزيادة) فأن ثروة هؤلاء الـ(8) تزداد يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة فالمال يجلب المال. قد يسأل أحد القراء من هم هؤلاء الـ(8) الذين بيدهم نصف خزينة العالم؟ من السهل معرفة أسمائهم من خلال صفحات الكوكول.

قد يسأل قارئ آخر: إلى أي حد يبقى هؤلاء يزدادون ثروة والفقراء يزدادون فقرا متقعاً؟ مادام رئيس هذا العالم هو الشيطان فأن الحالة تبقى هكذا أن لم تزدد سوءا، لذلك لن تجد أية حكومة حلا لكي توقف تراكم ثروة هؤلاء بل أن عددهم يزداد يوما بعد يوم كذلك عدد الفقراء. أن أمتلاك شخص لمليارات من الأموال والعملات يعتبر قمة اللاتساوي والظلم علما بأنه يعلم علم اليقين بأنها لن تدوم له، لن ترجع له شبابه، لن تبعد عنه شبح الموت ولن يعرف طعما للنوم. قد يثأر سؤال من قبل أحد الأغنياء مفاده: ليست كل طرق ربح الأغنياء غير مشروعة. أجيبه قائلاً: نعم لكن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع كفي اليدين في بلد ما، علماً بأن جمع المال لوحده يعني أغتصاب الحقوق المادية للغير، يعني إحتكار أموال الغير وحجزها له وحده. قد تسأل موظفا من ذوي الدخول المحدودة عن هذا الغنى فيجيبك قائلاً: هل الغني يأكل أفضل مني؟ هل يرتدي كسوة أفضل مما أرتديها؟ قد ينام في فراش من ريش النعام لكن لا يغمض له جبين. قد تراه يشتهي أكلة ما لكنه لن يقوى على تناولها. قد يقوى على شراء كل شيء حتى البشر مادام الفقر هو الحكم والقاضي لكنه لن يقوى على شراء راحة البال أو شراء الحب. لكن هل تبقى حالة العالم هكذا وهو يتجه في إتجاهين متناقضين؟ إتجاه نحو الفقر وآخر نحو الغنى الفاحش. يبقى كذلك لأن رئيس العالم وافق عليه بعد أن أعدَّ دستوره بنفسه.

ليس الغنى عيب! العيب في طرق جمعه، إحتكاره،  عبادته، عدم المشاركة به في دعم المشاريع وأعمال الخير، عدم دعم إقتصاد البلد، التهرب من الظرائب وإتكاب جريمة غسيل الأموال. أن في تكديسه وحبه إلى حد العبودية يعني خسارة لرضى الله (مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ.)"مرقس10: 25" لأن الله نصحنا أن لا نكون عبيدا لغيره فهو سيدنا وخالقنا (لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.)"متى6: 24" لأنه حذرنا من حب المال لكي لا نكون مثل(كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا.)"لوقا16: 19" بل نكون مثل (وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ،)"لوقا16: 20". (فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ.)"لوقا16: 24".

يبقى شيء مهم يجب أن يعرفه كل فقير اليوم مادام عدد الفقراء يزداد وفي هذا منفعة لهم لأن الله ينظر أحوالهم ويحزن عليهم دون أن يتركهم ليس لأن عذاب الفقر هو ثمن يدفعونه بل الثمن قد تم دفعه بدم الحمل حتى هيأ الله لهم الملكوت ليرتاحوا فيه بعد ترك الحياة على الأرض بنوم كل واحد على رجاء القيامة.

قد يسأل أحد القراء: هل أن الغني يحرم من الملكوت؟ هل كل فقير يدخل الملكوت؟ (فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ،) "لوقا16: 22) لا هذا ولا ذاك. ليست المسألة عامة لأن ليس كل غني لا يخشى الله خاصة الذي يدفع التقدمات والعشور ويساعد الفقراء، فأن الله لا يحرمه من الملكوت. بل الذي يجمع ماله من لحم أكتاف الفقراء فمثل هذا لا مكان له في الفردوس إلا اذا تاب. أما الفقير فعليه أن لا يتذمر أبدا لأن التذمر يحرمه ملكوت الله. يبقى باب التوبة مفتوحا على مصراعيه لكل الخطاة أكانوا أغنياء أم فقراء.

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.