اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كفانا كذب// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب

كفانا كذب

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

لا يجد البعض منا أي خجل حينما يمارس أية عادة سيئة! لأنه يعتبر ممارستها وسيلة للوصول إلى غايته حسب مقولة الكاتب ميكافلي (الغاية تبرر الوسيلة.) لذلك لا يجد حرجاً حتى لو تم كشف ما مارسه من أمر سيء شوه به صورة سلوكه أما الغير. تثبت معظم دراسات علم النفس أن كل العادات يتم تعلمها داخل جدار بيت العائلة وفي محيط المجتمع. مثلاً يتعلم الفرد ممارسة الكذب منذ صغره من والديه! حينما يكبر تراه يكذب على زملائه وحينما يشب تراه يكذب على الفتاة التي وثقت به وأعتبرته زميلاً أو صديقاً أو حبيباً لها! بل لا يتردد في الإستيلاء على حاجيات شقيقاته ومتى ما علمنَّ تراه يكذب بوقاحة وفوق هذا عليهنَّ تصديقه. سلسلة متواصلة من الكذب يحملها معه حجة يحتج بها متى ما إحتاج إلى الدفاع عن نفسه أو لكي يبرر تجاوزه!! واذا سألته يجيبك:

 

• أنها كذبة بيضاء.. أو لست الوحيد الذي يكذب. أو...

 

مبررات غير مقبولة في كل الأحوال بالذات لو كان الموضوع جدياً أو يخص شخص ما. نجد أسلوب الكذب منتشراً بين الذكور أكثر من الأناث! لذلك يصعب الأمر مع أية فتاة في أن تحظى برجل يتصف بالثقة! لكن الفتاة ( طابيثة) يوم دخلت حرم الجامعة وهي التي تربت وفق أسلوب تربوي مبرمج أوصى به خالها المقيم في بلاد المهجر بحيث لم يتم ممارسة أية عادة سيئة أمامها كالكذب أو النفاق أو السب والشتم أو الإهانة ولا تعنيفها من قبل والديها ولا.. ولا. أنهت دراستها لتحصل على مقعدٍ في كلية علم النفس في جامعة أشور.

 

منذ الأسبوع الأول من دوامها شعرت بالإختناق وهي تتنفس هواءاً، قلبت عادة الكذب أوكسجينه إلى ثاني أكسيد الكربون! لذلك قررت أن تحترس في علاقتها وهي تختلط مع طلبة الكلية! بل أخذت تشاهد مندهشة زميلاتها اللائي كنَّ البعض منهنَّ لا يحترسنَّ على أنفسهنَّ وهنَّ قد بدأنَّ بإقامة علاقات حبٍ كل واحدة مع زميل لها، غير حريصة على قلبها من الإصابة بذبحة من ذلك الزميل الذي وثقت به مسلمة له قلبها. أصبحت ترى أو تسمع عن زميلة قد وثقت بزميل لها أستطاع من الإيقاع بها ضحية فأغواها وأستغل علاقة الحب النقية من أجل إشباع غريزته. كل هذه الممارسات السيئة التي أولها الكذب، قد تعلمها من والديه ثم من المجتمع الذي يعيش فيه ليجد نفسه بعد سن البلوغ لا يقوى على الإقلاع عنها لذلك أرتأت (طابيثة) أن تسعى لتجد حلاً للذي يجري من دون رقيب أو ضمير. قررت أن تزور مكتب عمادة الكلية لتلتقي بموظف في شؤون الطلبة. إستطاعت أن تناقش معه ما يمارسه بعض الطلبة خاصة الذكور من بينهم من عادات سيئة من المحتمل أن تؤثر على أدائهم الدراسي في الجامعة.

 

بتشجيع منه إستطاعت أن تعرف من بعض الزملاء على العديد من أسباب السلوك السيء. توسعت بموضوعها حتى عملت لقاءات مع بعض الطلبة دون أن يُدلوا بأسمائهم بحيث عرفت منهم أسباب ممارستهم للعادة السيئة وأولها الكذب. ثم ناقشت الموضوع مع رئيس قسم شؤون الطلبة، الدكتور...... أقترح عليها أن تسعى في بحثها حتى يحتوي كل الأسباب لكي تقوم بدراستها ووضع الحلول الناجعة لها. خرجت من غرفة مكتبه وكلها ثقة بأن ما تقوم به هو أول خطوة على طريق الصواب من أجل بناء مجتمع فيه الفرد لا يلجأ إلى ممارسة السيئات حتى وأن كانت لا تؤثر على الآخرين، لكن من أجل أن لا تقلب الموازين وتصبح أسلوب حياة مقبول. أن الكذب هو إستهانة بحقوق ومشاعر وأحاسيس الغير. سعت لكي يكون  بحثها شاملاً جامعاً لذلك توجب عليها أن تقضي عدة ساعات بعد المحاضرات في مكتبة الكلية لتطلع على العديد من الكتب والبحوث وهي تستنبط منها الكثير من الأفكار. أكتمل بحثها. حينئذ قامت بتسليمه إلى الدكتور...... قام بمراجعته ووافق عليه ثم قدمه إلى عمادة الكلية لتقرر هذه الأخيرة مناقشته. أنها سابقة في الدراسة الجمعية أن يتم قبول بحث من طالبة في المرحلة الأولى ليتم مناقشته كما تتم مناقشة رسائل الماجستير. حضرت (طابيثة) إلى قاعة المناقشة مع العديد من زملائها وزميلاتها وهي تحمل مشروع عملها الذي أعدته. بدأت المناقشة بأشراف من قبل عميد الكلية ودكتوران مختصان في علم النفس. نال بحثها درجة الأمتياز. تم بعد ذلك تقديمه إلى رئاسة الجامعة.

 

لو نال الموافقة حينئذ سيتم رفعه إلى وزارة التربية والتعليم، ليتم تعميمه على كل دور التعليم في الوطن لغرض تطبيقه في مدارس الروضة، التمهيدية والإبتدائية غايته بناء طفولة خالية من كل عادة سيئة. ها هي (طابيثة) تنتظر الجواب من الوزارة المعنية على بحثها بينما حالة الكذب وغيرها من العادات السيئة لازالت تدور عجلتها على جادة ألسنة الكبار لتخلف الدهشة في عيون الصغار! دون أن تصادف أمامها مطبة تقوى على تأخيرها، أن لم تقوَ على منعها.

 

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس لولو

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.