اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

للقلب قراره// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب

للقلب قراره

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

شابٌ من بين العديد من أبناء جيله، أحب بكل نقاء لكنه صادف ما لم يكن في الحسبان وهو ذي عودٍ يافع. كتب قائلاً:

-    كلما زادت العوائق ما بيني وبينها بأمر وتنفيذ من الغير، كلما زاد جدار المنع إرتفاعاً في بناء لبناته، نزداد نحن حباً جماً.. كلما زادت حالة الدعم لهذا الجدار بزيادته سمكاً من قبل كل مناصريه، إزددنا نحن تماسكاً.. كلما تميزت حالة الإهتمام والترميم الفوري لأي عارض طبيعي أو غير طبيعي لهذا الجدار، إزددنا نحن إصراراً بما نؤمن وبما نحب.

قلت له محفزاً مشاعره:

-    قد يفكر المهتمون بأمر هذا الجدار في زيادة العوائق! ذلك بإضافة الأسلاك الشائكة فوقه أو بجانبه، إضافة إلى وضعه تحت حراسة السلاح. ماذا سيكون موقفك أيها الشاب؟

أجابني واثقاً:

-    حبي سيزداد لها أكثر من إرتفاعه لأتجاوز عدد لبناته. حبي لها سيكبر أكبر من حجمه.. حبي لها سيقوى ليكون أقوى من قوة سلاح مَن يحرسونه. تأكدٌ أن قلبها سيتحد متوافقا مع قلبي. في الإتحاد قوة. مما سيدفعني لأزداد قوةً وإصراراً. لن توقفني كل حواجزهم وجدرانهم الكونكريتية المسلحة ومعها أسلاكهم الشائكة، لن تمنعني عن حبي لها كل أسلحتهم! سأقف وقفة رجل يسعى بإستماتة للحفاظ على حبيبته، ذات الوجه الأشوري المستورث عبر التأريخ! وجهٌ تراه اليوم في صورة وجه كل فتاة في وطني، بلاد ما بين النهرين.

-    أليس من الجنونّ أن تقف في وجه جدارٍ بهذا الشكل والحجم؟

-    يكفي أنني على حق! أحمل قلباً إختار عن جدارة مَن ستقف معي لكي نهدم الجدار الذي شيَّدوه من أجل تجزئة كل قلبين محبين. سنضربه بمطرقة حبنا حتى نجعله أجزاءاً متناثرة في الجو. حينئذٍ سيعلم كل الذين قاموا ببنائه، بأن تميز الحب بالسلام والتسامح، لا يمكن أن يعتبر ضعفاً بل رفعة تسمو فوق الشبهات وأساسها القوة الإيمانية بمصدره.

-    كأنك تعتمد على الحب الذي مصدره المحبة التي تجمع ولا تفرق؟

-    الحب قوة تسكن القلب دون أن تسنح للضعف فرصة. كل من يظن بأن الحب بوجود السلام والتسامح معه هو رضوخ لأمر الواقع! أنه على خطأ! لأن الحب هو نفسه مصدر للإرادة التي تنهض ثائرة على هذا الواقع وغير مسلمة بأمره.. أن مَن يحب يأخذ بالنقاء دون نقيضه، لأنه لا يمكن له أن يتعايش مع نقيضه، أما التغيير أو النفور.

-    هل تشعر بقوة؟

-    لا أفكر بالضعف أبداً. صدقني أن كل من يمتلكُ" قلباً نقياً.. مزمور51: 10" لا يعرف الضعف، لأن فيه إرادة، للإرادة تصميم، للتصميم قرار بالتغيير، في التغيير واقع حال جديد يُرضي نفسية الإنسان، ليغرس في الأرض الجديدة جذوره تُبشر بنمو بذرةً أولى، كرباط محبة بين كل قلبين، أصبح كلاهما بالحب أقوى من كل حاجز وعائق. يقدر الحب برقته وشفافيته، أن يدافع عن القلوب التي يسكن فيها، تجاه أي جسم من الأجسام العائقة المصنوعة بالأيدي أو بالآلات، حتى متى إصطدمت به، تنتهي متفتتة ومتناثرة.. قد علمتْ أن القلب الذي سكن فيه الحب قد أصر بعقلٍ متفتحٍ، أن عليه أن يحمي الحبَّ! لأن هذا الأخير هو مصدر قوة لكل قلبٍ محب.

لا يمتُّ دفاع القلب إلى الإندفاع المتهور، إلى الكراهية أو إلى الحقد بأية صلة، لأنه ينتمي إلى المحبة السماوية. أن القلوب المُحبة لا تعرف غير الحب. هو فعل صادق يُلَد من إرادة القلب النقي الذي إلتقى بقلبٍ آخر من أجل السعي لبناء حياة زوجية سعيدة لإثنين قررا أن يكونا واحداً.

-    اذا ماذا ستقول للتي تقف معكَ في هذا التحدي العقلاني بقوة القلب؟

-    لا تخافي يا عزيزة القلب من أي جدار أوجدوه في حياتنا، وأنتِ/ أنتَ/ أنتم أينما كنتم. كلنا بالمحبة أقوياء وقادرون على إزاحة كل عائق مهما كان حجمه، رافعين راية السلام إنتصاراً على كل العوائق المتمثلة في أي جدار أوجده الغير على طرقات حياتنا، حتى يعلم كل الذين ساهموا في بنائه، بأن القلب قويٌ بالمحبة، لا يقف عند جدران!

-    يبدو أن لا تراجع على خارطة طريقكَ؟

-    أكيد. ما دمنا إثنين. نحن محبان واحدنا للآخر.

-    هل سعيدٌ بأي قرارٍ يتخذه قلبكَ.

-    للقلب قراره.

فعلاً نجح ذلك الشاب، في إزالة كل الجدران المانعة من لقاء مَن إختارها، وفق قرار القلب، لتكون له عزيزة القلب وشريكة العمر.

 

من مجموعتي القصصية ( القلوب عندما تسافر) صُدرت عام 2007

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس

 

+++

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.