اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف، والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة. - 10

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف، والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة. -  10

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإهـــــــداء:

§ إلى النفوس المريضة التي تبحث عن الخلاص فلا تنساق وراء كل دعوات فقهاء الظلام.
§ إلى كل مسلم مومن حافظ على سلامة إيمانه بالدين الإسلامي، ولم يوظفه في شأن سياسي: صغر، أو عظم.


§ إلى الشهداء: ضحايا الإرهاب الديني: عمر بنجلون، ومهدي عامل، وحسين مروة، وسهيل طويلة، و فرج فودة... والقائمة طويلة.


§ إلى كل من أدرك أن مجرد وجود تنظيم سياسي ذي بعد ديني يشكل خطورة على مستقبل البشرية.
§ إلى ضحايا الإرهاب الحزبوسلامي في كل بلدان المسلمين.


§ إلى ضحايا 16 مايو 2003 بالدار البيضاء.


§ من أجل الحد من تأثير الحزبوسلامي في وجدان، وعقول المسلمين، وإعداد الشباب للمساهمة في العمليات الانتحارية التي لا يعرف مداها.


§ من أجل وضع حد لقيام الحزب السياسي على أساس ديني.


§ من أجل تجريم ممارسة تحريف الدين لتحقيق أغراض حزبية – سياسية.


§ من أجل مجتمع بلا إرهاب.


§ من اجل حماية العرب، و المسلمين في بلدانهم من الممارسة الإرهابية في شموليتها.


§ من أجل مجتمع للعرب، وللمسلمين، يتمتع فيه الناس بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

محمد الحنفي


دور المسجد في التأسيس لحضارة العرب والمسلمين:.....5



وهل ضعف الدولة المركزية، وهشاشتها هو الذي يؤدي إلى الرهان على استغلال المساجد من أجل تعبئة المسلمين، وتجييشهم، من أجل الوصول إلى السيطرة على الدولة المركزية، أو من أجل القيام بالعمل على تأسيس دولة معينة، في إقليم من الأقاليم، أو في جهة من الجهات الخاضعة للدولة المركزية؟

إن الذي ثبت في تاريخ المسلمين، وفي جميع بلدان المسلمين، بما فيها البلاد العربية، أن ضعف الدولة المركزية يساعد على تفككها، وإن هذا التفكك هو الذي يشجع الأحزابوسلامية في كل العصور على استغلال المساجد استغلالا سياسيا بشعا، من أجل تعبئة المسلمين، وتجييشهم، وراء الحزبوسلاميين، سعيا إلى السطو على أجهزة الدولة المركزية، التي تمكنهم من السيطرة على بلاد المسلمين، التي تكون خاضعة للدولة المركزية، كما حصل منذ قيام دولة العباسيين، وفي ظل الدولة العباسية، حيث وصل الفرس إلى السيطرة على الدولة المركزية، ووصل الأتراك أيضا، وتأسست عدة دول منفصلة عن الدولة المركزية، وقامت دولة العثمانيين التي كانت أكثر تشددا، وأكثر تطرفا، في التعصب إلى الدولة الدينية، التي يسمونها "دولة إسلامية".



فضعف الدولة المركزية، وهشاشتها، معناه عدم قدرتها على السيطرة على المساجد، التي تبقى مشاعة لكل من هب، ودب، وكل من قام بعمل يدعي فيه أنه يريد حماية الدين الإسلامي، وحماية المسلمين، وتنظيمهم، وقيادتهم لأجل ذلك. والواقع، أن الذي يتحرك، ليس هو الحاجة إلى حماية الإسلام، بل إن المصلحة الطبقية للجهة المؤدلجة للدين الإسلامي هي التي تتحرك، وهي التي تدفع جهات معينة إلى ادعاء وصايتها على الدين الإسلامي، وإلى فرض تلك الوصاية على كل ما له علاقة بالدين الإسلامي، بما فيها المساجد، التي يسيطرون عليها وصولا إلى توظيف كل ذلك للسيطرة على المجتمع، عن طريق تجييشه، ثم السيطرة على أجهزة الدولة، التي تصير بدورها أجهزة دينية، سواء تعلق الأمر بالدولة المركزية أو بالدولة التي تنشأ في جهة معينة، أو في إقليم معين، من جهات، أو من أقاليم، الدولة المركزية.



و هل سيطرة غير العرب على أجهزة الدول المتفرعة عن الدولة المركزية ناتج عن استغلال المساجد من قبل هؤلاء، وهو الذي جعل دور المسجد سلبيا بالنسبة لمجتمعات المسلمين، في البلاد العربية، وفي مختلف بلدان المسلمين؟



إن ما نتأكد منه: هو أن ادلجة الدين بصفة عامة، وأدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة، عندما تقتحم مجالا معينا تفسده، وأن عملية الإفساد تلك، لا تتوقف عند حدود المجال فقط، بل تتعداه إلى دواخل النفوس، وتتحكم في مصير الأجيال، وعلى مدى عقود، أو قرون. والمساجد في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا يمكن أن تنجو من هذا، بل إن استغلالها في إشاعة أدلجة الدين الإسلامي، من أجل الارتباط بالمغفلين المنساقين، وراءهم الذين يقبلون توظيفهم في تنفيذ برامج الأحزابوسلامية، الهادفة إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو فرض استبداد بديل.. وقد تكون الأحزابوسلامية، من غير البلاد العربية، تركية، أو فارسية، أو غيرها، فنجد أنها تعمل على فصل جهة معينة، أو إقليم معين، وإنشاء دولة فيه تكون فارسية، أو تركية، كما حصل.



فمشكلة الدين الإسلامي: أنه قابل للأدلجة في كل مكان، وأن جميع الشعوب، والأعراق، وغيرها، تستطيع أن توظف الدين الإسلامي في الاتجاه الذي تشاء، وأن هذا التوظيف يمكن أن ينطلق من أي مسجد، كيفما كان هذا المسجد، وفي أي مكان كان، وأن الغاية من ذلك التوظيف الذي لا يكون إلا إيديولوجيا، هي تجييش المسلمين من غير العرب، وأن الغاية من ذلك التجييش: تتمثل في إنشاء دولة غير منتمية إلى الدولة العربية المركزية.



ولذلك نجد أن جميع الدول التي عرفها التاريخ العربي، وتاريخ المسلمين، قامت على هذا الأساس. وهذه الممارسة لازالت قائمة، في عصرنا هذا، في العديد من المناطق التي تسعى إلى الانفصال عن الدول المركزية، كما هو الشأن بالنسبة لكشمير، والشيشان. وكما وقع في يوغوسلافيا، وفي الكثير من بلاد المسلمين، وأكثر من هذا، فإن العديد من الأحزابوسلامية، في الدول العربية نفسها، تنزع إلى معاداة الدول العربية المركزية، وتعمل في اتجاه تكريس الطائفية، كما هو الشأن بالنسبة للبنان والعراق.

وإذا كانت المساجد في الزمن الماضي، قد لعبت دورا رائدا في تقدم العرب، والمسلمين، وتطورهم، ووقفت وراء بناء الحضارة العربية، وحضارة المسلمين، لتصير منارة يقصدها الدارسون من جميع أرجاء العالم، فإن الدول العربية، ودول المسلمين الآن، حولت المساجد إلى مراكز لتفريخ الأحزابوسلامية، المكرسة للطائفية، والساعية، في معظم الأحيان، إلى إضعاف الدولة المركزية، خاصة، وأن كل من صار يتشدق بأدلجة الدين الإسلامي، صار يسعى إلى بناء "الدولة الإسلامية"، ولو في بيته، حتى يعمل على تطبيق "الشريعة الإسلامية"، ولو على أفراد أسرته، مخالفا بذلك القوانين العامة، والخاصة، المتبعة في دولته، التي يعتبرها كافرة، وملحدة، ومعاديا للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، باعتبارها مواثيق للكفار، والملحدين، والصهاينة، واليهود، والصليبيين.

وانطلاقا مما رأيناه، فهل يمكن اعتبار إيجاد أماكن للعديد من الوظائف التي يقوم بها المسجد، هو الذي أفقد المسجد قدرته على المساهمة في العمل على تطوير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي؟



أم أن هناك أمورا أخرى، هي التي حالت دون قيام المسجد برسالته التاريخية؟

ذلك أننا لا نستطيع أن ننكر: أن إسناد وظائف المسجد برسالته التقليدية إلى أماكن أخرى، كالمدارس، والمعاهد، والمحاكم، والبلديات، وغيرها، سيجعل المسجد مهمشا من قبل معظم المسلمين، الذين لا يتوجهون إليه، إلا إذا حصلت عندهم رغبة في أداء الصلاة في إطار الجماعة. وإذا لم تحصل تلك الرغبة، فإن ذلك يعني أن المسجد سيصير مهمشا، حتى في أداء الصلوات الخمس كل يوم. ولكن هناك شيء آخر، وهو أن تهميش المساجد، أو جعلها مجرد مؤسسات دينية تشبه الكنيسة، والبيعة، هو قرار سياسي للدول العربية، ولباقي دول المسلمين، حتى يبقى المسلمون بعدين عن كل ما يربطهم بالواقع، في تجلياته المختلفة، وحتى لا يمتلكوا وعيا بذلك الواقع، ويسعوا إلى تغييره، حتى يصير في خدمة مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. ولولا القرار السياسي، لتم استغلال المساجد في أمور أخرى، يمكن أن تضاف اليوم إلى المساجد، كالعمل الثقافي، والعمل التربوي، والعمل الحقوقي، والعمل السياسي، خاصة، وأن العديد من الأماكن التي توجد فيها المساجد، لا توجد فيها أماكن عمومية، التي توظف العمل الثقافي، والتربوي، والحقوقي، والسياسي. والقرار السياسي القائم، يهدف إلى تكريس قداسة المسجد، وقداسة القيمين عليه في وجدان الجماهير الشعبية المسلمة، حتى تتوهم تلك الجماهير: أن تقديس المساجد، جزء مهم، وأساسي، من الدين الإسلامي، حتى يتم استغلال تلك القداسة على أنها وسيلة لجعل المسجد مؤثرا، وفاعلا في إخضاع المسلمين لإرادة الحكام، الذين يصيرون بدورهم من المقدسات، التي يجب أن لا يتطاول عليها المسلمون. فالتطاول يعتبر مذمة، وخروجا عن الدين، وكفرا، وإلحادا، يستحق الطرد من رحمة الله. ولتكريس هذا المفهوم يصير المسجد وسيلة لإشاعة الوعي بأدلجة الدين الإسلامي، كما يريدها الحكام.

وقد كان من المفروض أن يكون من مطالب المسلمين: أن تكون المساجد في متناول المثقفين المتنورين، والجمعيات الثقافية، والتربوية، والحقوقية، مع اشتراط الاحتفاظ بنظافة المكان الذي يؤدي فيه المسلمون صلواتهم الخمس، حتى تستمر المساجد في خدمة تقدم المجتمع، وتطوره.

وبناء على ذلك، فهل القرار السياسي القاضي تحويل المساجد إلى أماكن مقدسة، خاصة بأداء الشعائر الدينية، هو الذي أفقد المسجد قدرته على القيام بدوره في المساهمة في تطوير الواقع ؟

إن تطوير الواقع يحتاج إلى مساهمة كل المؤسسات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية، والقضائية، والجماعية، والبرلمانية. ومن جملة هذه المؤسسات: مؤسسة المسجد، التي كان يفترض فيها أن تساهم بما هو إيجابي في تطور المجتمع، بعد أن فقد معظم وظائفه التقليدية التي كان يقوم بها في العصور الوسطى، والتي ساهمت بشكل كبير في ذلك التقدم الهائل، الذي طبع حياة المسلمين، وغير المسلمين، في ذلك العصر، والذي جعل المساجد قبلتهم في كل مكان، لينقلوا الحضارة إلى البلاد المتخلفة حينها.



وقرار الحكام السياسي بتحويل المسجد إلى مجرد مؤسسة دينية أفقده دوره، وجعله غير قادر على أداء أي دور لصالح المجتمع. فهو مجرد بناية جوفاء، لا روح فيها، ولا يتخلل نسماتها إلا رائحة الموت، بكل تلاوينها، مما يجعلها غير قادرة على القيام بأي دور اجتماعي، ليس وحده المؤثر في واقع المساجد، بل لابد من استحضار تعود الناس على مدى أجيال بكاملها، على تقديس المساجد، وجعلها معبودة إلى جانب القيمين عليها، بالإضافة إلى عبادة الله، مما يجعلها شريكا لله في العبادة، "إن الله ثالث ثلاثة" كما جاء في القرءان الكريم. وهذا التعود الذي دخل في مسلكية المسلمين على مدى قرون بكاملها، وفي جميع البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، بل وفي جميع القارات، هو أمر يقتضي امتلاك الشجاعة الكافية لتغيير مسلكية المسلمين تجاه المساجد، حتى يتهيئوا نفسيا، وعقائديا، للقيام بتعامل من نوع جديد مع المساجد، يحول دون استغلالها لإشاعة أدلجة الدين الإسلامي، وللحيلولة دون القيام بأي دور، مهما كان، لاستنبات الأحزابوسلامية، حتى تتهيأ لتصير أماكن ثقافية، وتربوية، وتنويرية، تساعد على تطوير المجتمع في مختلف المجالات، وتؤهل المسلمين للعب الدور اللازم الذي تقتضيه مواجهة عولمة اقتصاد السوق مواجهة علمية، وموضوعية، تنقل العرب، والمسلمين، إلى مستوى ما عليه الشعوب المتطورة، والتي تتمتع بحقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.