اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثورة الكونكريت// علي الزاغيني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي الزاغيني

 

عرض صفحة الكاتب

ثورة الكونكريت

علي الزاغيني

 

في الحرب تتخذ جميع الاجراءات الاحترازية من أجل تقليل الخسائر الى أقل مايمكن لتجنيب المدن ومن فيها من التخريب والاضرار، تحصين المدن من الغزو منذ الازل ولا يزال مستمراً لحماية الابرياء من ويلات الحروب ومايرفقها من أعمال وحشية، ولعل الخندق الذي حفره المسلمين في معركة الاحزاب في العام الهجري الخامس في الجزء الشمالي من المدينة المنورة أحدى الشواهد التاريخية على ذلك.

 

بعد الاحتلال الامريكي للعراق وخلال موجة العنف المسلح الذي اجتاحت الوطن بسبب الاعمال الارهابية والطائفية التي ابتدعها تجار الحرب ومحبي الدمار والفوضى من أجل السلطة والمال، حاول البعض من تجار الحروب ايجاد وسيلة للتقليل أو الحد من الخسائر البشرية والمادية وكذلك ايجاد وسيلة للكسب المادي من ناحية وتشويه الوجه الحضاري لبغداد وباقي المدن العراقية  وتقطيعها  بالكتل الكونكريتية  تجعل منها مدن صماء لا روح فيها  لا ترى من خلالها الا الصمت والخوف من المجهول  خلف تلك الكتل التي مزقت الوجه الحقيقي  لبغداد الحبيبة وجعلتها لا تشبه  بغداد في  شئ الا بالاسم.

 

بعد استلام الدكتور عادل عبد المهدي لمهامه تم توجيه أمانة بغداد برفع الكتل الكونكريتية لعدد من شوارع بغداد ومدنها وفتح الطرق المغلقة وكذلك رفع بعض السيطرات من الشوارع لتقليل لزخم المروري، بكل تاكيد هذه الخطوة وان جاءت متاخرة ولكنها خطوة كبيرة اعادت الوجه الحقيقي لبغداد رغم الاهمال الذي رافق رفع هذه الكتل، الكتل الكونكريتية لم تقطع الشوارع فقط وانما شملت جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والاسواق وانما فصلت مناطق بغداد عن بعضها البعض بحيث تجد صعوبة كبيرة للدخول الى البعض من منها بسبب هذه الكتل والاجراءات الامنية المشددة.

 

الجيل الجديد لم يرى الوجه الحقيقي لبغداد وجمالها لأنه نشأ وترعرع بعد الحرب ولم يرى بغداد وجمالها قبل ان تطمس معالمها تلك الكتل الكونكريتية، هنا ياتي الدور الاساسي للمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني بايجاد الوسائل المناسبة لكي يعي الجيل الجديد ما كانت عليه بغداد قبل الحرب ويمحي تلك الصورة المؤلمة التي رسختها الحرب والكتل الكونكريتية في ذاكرتهم، بكل تأكيد للاعلام دور كبير وخصوصا المرئي منها بنقل الصورة الحقيقة لبغداد وجمالها وخصوصاً بعد ان باشرت امانة بغداد برفع جزء كبير من هذه الحواجز خلال فترة وجيزة ولا تزال مستمرة بعملها.

 

يجب ان يرافق عملية رفع الكتل الكونكريتية تنظيف وترميم الشوراع والارصفة التي دمرت خلال السنوات الماضية وهذا ما يجب العمل عليه ليس من قبل الجهات الحكومية فقط وانما من قبل منظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع امانة بغداد وكوادرها من اجل بغداد انظف واجمل.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.