اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا يشبه الوداع!.. إلى صادق البلادي// مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لا يشبه الوداع!.. إلى صادق البلادي

مصطفى محمد غريب

 

يا رفيقاً صار نجمة

وتميّزْ في أريجٍ مثل زهرة

وتعالى في نديات الصباحِ

كيف تبقى غائباً طول الزمان

تتوارى عن عيوني

تتقافز في المكان

تختبئْ في منصات الظهور

ثم لا تظهر مثل قامةْ

بجواد الحلم موفور النضارة.

يا أبا ياسرْ أتذكرْ ذلك المقهى القديم

في زوايا الشارع الفرعي للمترو

عندما كنا نناقشْ بُعدنا سوف يطول العاقبة

أم نسيت الرحلة الأولى!

كيف برلين جلسناها سوية

وتعرفنا على زهرة الندية

عندما جاءتْ وقالتْ،

 انني زهراء من أصلٍ عراقي

وأنا منكمْ عراقيةْ

فضحكنا حزننا، وتألمنا بلا ندبٍ أو دموع،

واشترينا "الشكولاتةْ"

وسألنا، عن أبيها

بعدها قالت لنا، بعيونٍ عمقها بسمة حزنٍ

ــــ وأنا أعرفْ أبي من صورةٍ كانت قديمةْ

يبتسمْ بالقرب من أمي..

 أسمر اللون لهُ شعرٌ طويل

 أمي قالت وهي تبكي، افترق عنا ولم اسمع يعود،

أنت زهراء كما كان يريد،

وسمارك هو لونهْ..

ورحل عنا أبي

بسكونٍ وهزيمةْ

هكذا قالت لنا أمي الحزينة.

وتذكرنا نديماً، صار في الوجد صديق

وتذكرنا بأنا غرباء مثل زهرة

....  ....  ....  ....

....  ....  ....  ....

يا أبا ياسر أتذكرْ!، ساعةً كانت عظيمة

مضرب الأمثال في العالم اجمع

كم مشينا قربها حلماً يضيع ،

ثم نمشي عند نهرٍ قرب " آيزنٍ *" في الحدود

وتَذكرنا لبغداد الأماني،

نهرها المذكور في كل المراجع

كم حملنا قرة العين الجريحة

وتغنتها الأغاني.

كيف لا تذكرْ أبا ياسر

آخر المشوار في برلين

كم وقفنا عبر أطلال الجسور الرابطة

بين أفخاذ المدينة

وشربنا لذة الذكرى القديمة

بعد حزنٍ وافتراقْ

أي حزنٍ في الأماسي؟

كيف ترحل؟

بينما كنا تواعدنا اللقاء

عند مترو قرب باب البلديةْ

حين كنا نتقابلْ في المساء

* أيزن هيتين شتات ( Eisenhuttenstadt ) مدينة ألمانية على الحدود البولونية

25 / 7 / 2017

---

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.