اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

(معبر بزيبز) جسر الموت والحياة والعبر// انتصار الميالي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتبة

(معبر بزيبز) جسر الموت والحياة والعبر

انتصار الميالي

 

معبر بزيبز هو جسر صغير يربط محافظة الانبار بالعاصمة بغداد والذي شهد دخول العوائل النازحة في الاسابيع الاخيرة الماضية، والذي شهد تقييد في دخول النازحين وفق شروط وضعتها قيادة عمليات بغداد ومنها وجود الكفيل، بينما عملت الحكومة الانبار على تأمين وسائل لنقل النازحين من المعبر الى العاصمة من بعدها جوا الى اربيل.. عندما كنا نشاهد على التلفاز منع نازحي الانبار من دخول بغداد شعرنا اننا امام موقف وقضية انسانية شغلت العديد من المنظمات الانسانية كنا امام عشرات الالاف من النساء والاطفال المنتشرين قرب الجسر وعلى جانبيه وفوقه، والسلطات لم يكن امامها الا ان تمنع دخولهم الى بغداد والمدن العراقية الاخرى وكأنهم اجانب واغراب لاينتمون الى العراق بالمقابل كان هناك صمت مخيف من قبل قادة العراق وخصوصا اولئك الذين ينتمون الى نفس المذهب الذي تنتمي اليه تلك الحشود العراقية التي عاشت صورة من ضمن اسوأ صور الكوارث الانسانية يعيشون، اطفال يضربهم الحر وكبار سن خطت تجاعيدهم مرار اللحظة ونساء يموتون،موقف كان الابعد بألف سنة ضوئية عن ادنى مقومات الانسانية والحس الوطني ، شهد معبر بزيبز موت عدد من الاطفال والنساء ، ومرة اخرى يكشف لنا معبر بزيبز ضعف الارادة السياسية امام المزيد من الامتحانات اليومية التي يفترض ان يثبتوا من خلالها انهم ينتمون الى العراق والشعب العراقي ويقفون موقفا حازما بوجه اخطر محنة يمر البلد وهو يسير بأتجاه التمزق الطائفي التي ستعصف بكل العراقيين.

لم نشهد مواقف تؤكد على لحمة الشعب بكل اطيافه في محنتهم الكارثية بل لمست اننا بتنا نفتقد الى كل القيم والتقاليد الطيبة التي يوصف بها العراقيين والتي تشهد بمواقفهم في اصعب الظروف والمواقف.

في زمن مضى تاركا لنا العديد من صور اللحمة عندما كانت القرى والاهوار العراقية تحتضن الثوار وتحميهم وتتحدى الموت كي تبقي على حياة من قررت ايوائهم غير مبالية بما يمكن ان يحصل لو اكتشفت الحكومات الظالمة امرهم ومايتبعه او تبعه من ابادة وتصفية قد تأخذ او أخذت الجميع.

حتى في زمن الحصار الغابر كان العراقيون مثالا مشرفا للنخوة والاخاء والتلاحم ، لكن وبعد احداث 2003 بدأنا نشعر بالخوف والقلق على ماتبقى من أواصر قد تجمعنا ولا تفرقنا، أصبحنا نتفرج على مصائب بعضنا البعض، والا بما نفسر لجوء نازحي الانبار الى اقليم كردستان في حين لم تبادر محافظة واحدة من الجنوب والوسط الى استقبالهم كأخوة هم جزء من هذا البلد لا ضيوف عليه، لم ألمس وجعا أبشع من دموع امرأة مسنة وهي على مقعد الطائرة المتجهة الى اربيل وتتمتم بحسرة ( يارب يسر ولا تعسر ) وهي ذاهبة نحو المجهول تاركة بيتها ومدينتها ووجوه ألفتها ولا تعلم كيف سيكون الغد.

والا تلك النظرة القلقة في عيون شابة جامعية وهي عائدة لتؤدي الامتحانات النهائية وبين حين وأخر تتصل والدتها للاطمئنان عليها : اين أنت وماذا تفعلين وكيف هو الوضع .. هل انتِ بخير؟؟

اي أمتحان وأي قدر وأي مأزق نحن فيه اليوم ... ؟؟؟

فمن الحكمة والعبرة ان يظهر في مثل هذه المحنة مجموعة من الرجال السياسيين العقلاء أو رجل سياسي عاقل يرجح الامور نحو الصواب مستفيدا مما امتلكه من خبرات عبر تجاربه في الماضي والحاضر، لأننا امام موقف يتطلب المزيد من الحكماء الذين يجب ان يأخذوا بنظر الاعتبار رعاية الناس وتأدية أعمالهم اليومية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية والمذهب.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.