كـتـاب ألموقع

الشعب الصربي والإسلام في يوغسلافيا- شهادة للتاريخ(ح4: الملاحق)// أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب

 

عرض صفحة الكاتب 

الشعب الصربي والإسلام في يوغسلافيا- شهادة للتاريخ

تأليف

أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب

أستاذ العلوم السياسية

 

ملحق رقم (1)

نص مقال من موقع " صيد الموائد" السعودي الوهابي

ملاحظة: بالإضافة الى المحتوى الهابط لأسلوب المقال وسذاجة مادته لم نقم بتصحيح الأخطاء الإملائية والقواعدية الصارخة والتي لا يخلو سطر واحد منها، حيث نقلناه بشكل حرفي (نسخ - لصق) ليطلع القاريء الكريم على دونية عقل كاتبه ومستواه العلمي واللغوي الهابط.

عنوان المقال: من جرائم الصرب في مسلمي البوسنه ومهزلة محاكمة مجرمي الحرب في لاهاي

كاتب المقال: حمد القطري

مكان النشر: موقع صيد الموائد الوهابي السعودي، وهذا رابط المقال:

https://saaid.net/Doat/hamad/2.htm

 

نص المقال

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض المسلمين يتساءلون ويقولون ما هي حقيقة محاكمة مجرمي حرب البوسنه؟وهل هي محاكمة حقيقيه؟ وما مصلحة النصارى الأوروبيين من محاكمة اخوانهم الكروات والصرب؟

فأقول مستعينا بالله ان الصرب وبلا ادنى شك ارتكبوا مجازر جماعية بحق إخواننا المسلمين البوسنويين، فأنشأ الصرب معسكرات الاعتقال في كل منطقه بل في كل قرية كبيرة يزج فيها المسلمون العزل من السلاح وعوائلهم فيفرق بينهم عند بوابة سجن الاعتقال وتؤخذ المسلمة الحرة سبية عند الجنود الصرب ورجالهم خدم للصرب عليهم لعنة الله ، وتقوم فكرة المعسكر على ان يتولى اقامته رجل من قادة الصرب الميدانيين وغالبا يكونون من قوات المجرم الهالك اراكان الصربي ذلك القائد القذر لمجموعة النمور وهي ميليشيا غير نظاميه في الجيش الصربي مهمتها التنكيل بالمسلمين وقتلهم شر قتله وتولى معسكرات الاعتقال الرهيبه، يحشر الأسرى المسلمون في مناطق صغيره وغرف رثه لا تصلح لسكن البهائم ومن يمرض منهم لا يعالج بل يقوموا بقتله امام المسلمين ولاغرو فالدم دم مسلم وعندهم في المعسكر الواحد قرابة الألف او الألفين واذا جرح الكلاب الصرب في المعارك فإنهم يأتوا للمسلمين الأسرى ويأخذوا منهم الدم بالقوه، واذا احتاجوا للكليه او للكبد فيقوموا بأخذها من المسلم وهو حي ثم يترك ينزف حتى يموت، واذا احتاج طلاب كلية الطب الى اجراء تجارب حيه فإنهم يرسلون الى معسكرات الاعتقال ويقوم الصرب بتزويدهم من المسلمين وما قصة المسلمه التي ابكت الحجر قبل البشر والتي كانت حامل في الشهر الثامن فأخذت من معسكر الاعتقال وبقر بطنها واخرج الجنين وذبح ثم وضع طلاب كلية الطب في بلغراد جنين قط مكان جنينها ليروا هل ستنجب قط ام لا وهذا امهانا واذلالا للمسلمين ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. واما عن برنامج معسكرات الاعتقال فإن الصرب يأخذوا المسلمين الى الجبهات ومن ثم يقوموا بحفر الخنادق للصرب وتقطيع الأشجار والحطب وترميم الطرق وجميع الأعمال الشاقة من الفجر وحتى الغروب ثم يرجعوا بهم الى جحيم المعسكر حيث تنتظرهم حفلة قتل والتي يقتل فيها كل ليله رجل او رجلين او اكثر، واما عن المسلمات فيقوموا بغسل ملابس الأنجاس الجنود الصرب وطهي الطعام لهم وتطبيب جرحاهم واذا اتى الليل ورجع الجنود الصرب من الجبهة فيقوم الكلاب الصرب بإغتصاب المسلمات حتى حبلت من الاغتصابات اكثر من خمسن الف مسلمه ( وللمعلوميه كل هذه الحقائق موثقه بالشهود في مركز جرائم الحرب التابع للمسلمين في سراييفو) والقصص كثيرة وحافلة بالأهوال التي يشيب منها الأطفال .

واما عن برنامج معسكرات الاعتقال فإن الصرب يأخذوا المسلمين الى الجبهات ومن ثم يقوموا بحفر الخنادق للصرب وتقطيع الأشجار والحطب وترميم الطرق وجميع الأعمال الشاقة من الفجر وحتى الغروب ثم يرجعوا بهم الى جحيم المعسكر حيث تنتظرهم حفلة قتل والتي يقتل فيها كل ليله رجل او رجلين او اكثر ، واما عن المسلمات فيقوموا بغسل ملابس الأنجاس الجنود الصرب وطهي الطعام لهم وتطبيب جرحاهم واذا اتى الليل  ورجع الجنود الصرب من الجبهة فيقوم الكلاب الصرب بإغتصاب المسلمات حتى حبلت من الاغتصابات اكثر من خمسن الف مسلمه( وللمعلوميه كل هذه الحقائق موثقه بالشهود في مركز جرائم الحرب التابع للمسلمين في سراييفو) والقصص كثيرة وحافلة بالأهوال التي يشيب منها الأطفال .

 

نورد هنا مقتطفات من رسالة أرسلتها إحدى المسلمات الى المجاهدين قبل عملية بدر البوسنه وفيها:

 (...الى اخواني المجاهدين ، اكتب لكم هذه الرسالة بمداد دمعات عيوني وألم يعتصر قلبي وذكرى شنيعة لا تفارق مخيلتي ….اكتب لكم هذه الرسالة بعد ان نجاني الله من الم الأسر عند اعدائه الصرب...اكتب لكم هذه الرسالة والآلاف من المسلمات يرزحن تحت نير الجلاد الصربي...لا اعلم من أين ابدأ الحديث يا حماة الإسلام …ولكني سأبدأ … أسرت مع من اسر من قريتنا حين دخلها الصرب من كل مكان فكانوا يقتلون الرجال ويضربون الأطفال ويسبون النساء …كانت ليله من أعظم الليالي التي مرت علينا كان الجنود الصرب يقوموا بأبشع أنواع الضرب والحقد والألفاظ القذرة التي تدل على نياتهم القبيحة قبح أفعالهم حتى وصلنا الى مكان رهيب ممتلئ بالجنود الصرب وكل يهدد ويتوعد ونحن المسلمات النساء الصغيرات قد غصت بنا الحافلات وادخلونا داخل هذا المعسكر والذي كان معسكرا كبيرا للاعتقال.

وأما عن المعاملة فلا تسل واما عن  البرنامج فيبدأ مع طلوع الفجر حيث يقوموا بإيقاظنا من النوم وحمل نصفنا على الشاحنات الى الجبهة حيث نقوم بحفر الخنادق للصرب وتقطيع الأشجار والحطب وجلب الماء من الأماكن البعيد وحين يخيم الليل بظلامه يقوموا بإرجاعنا الى المعسكر ...وليت الأمر يقف على ذلك …..حيث اذا رجعنا قام الضباط الصرب بإنتقاء لمسلمات  وأخذهن الى حفلة له ورفاقه بها الخمر ويقوم الكلاب الصرب بإغتصابنا وبكل وحشيه حتى يتناوب على الفتاة المسلمة أكثر من رجل وهم يسبون الإسلام والمسلمين.

عذرا أخواني المجاهدين لا أستطيع ان أكمل لكم المأساة وقد سمعت انكم ستقومون بمعركة كبيرة على الصرب…فأناشدكم الله وسألتكم بالله ان تأخذوا بحقنا من هؤلاء الصرب المجرمين وان تنتقموا لنا منهم وان تريهموهم عزة المسلم وأخذه بالثأر لعرضه و.....، هذا مقطع من رسالة أرسلتها إحدى المسلمات فبالله عليكم كيف كان وضع المسلمات الأخريات فالله المستعان).

 

ومن قصص هؤلاء الصليبيين انهم دخلوا في بداية الحرب على مدينة سراييفوا وقاموا بإحتجاز المسلمات من سن 15 الى سن 25 سنه في داخل ملعب رياضي مغلق، دخل أربعة من الضباط الصرب والصالة تعج ببكاء المسلمات من المصير الذي ينتظرهن ؟ والصالة قد امتلأت من المسلمات ومن الجنود الصرب عليهم لعنة الله ، فصاح احد الضباط الصرب بصوت عالي مرتفع ...سنجتث الإسلام من هذه البلاد ارحلوا فليس لكم مكان  هنا …هذه بلاد نصرانيه وستبقى للأبد كذلك …ثم قام بأخذ احدى المسلمات من المدرج وكان معها طفل رضيع بعمر شهرين او أكثر اخرجها من المدرج والمسلمات ينظرن بأسى فقام هذ العلج بتعرية المسلمة أمام المئات من الأسرى المسلمات وأمام الجنود الصرب ومن ثم قام بإغتصابها بكل وحشيه وقام الضابط الآخر كذلك بإغتصابها بكل وحشيه فبكى الطفل الرضيع طالبا من أمه الحليب فقام الضابط الصربي بغمس أصابع  يده في جمجمة الطفل وقام بقطع رأس الطفل ورماه بكل قوه على الأرض فانتثر المخ والأم تشاهد والنساء الأسرى يشاهدن ولا يملكن سوى البكاء.

وليت الأمر توقف على ذلك بل قاموا بقطع اثداء هذه الأم المسكينة بسكين حادة وفقأ اعينها الاثنتين بالسكين وتركوها تزف حتى فارقت الحياة...فالتفت هذا المجرم الصربي الى المسلمات وقال لهن كلكن سنفعل بكم هكذا….( وهذه الواقعة استطاع ان يصورها احد البوسنويين بكاميرا فيديو وهي موجودة في مركز جرائم الحرب في سراييفو)...

ومن قصصهم ايضا انهم دخلوا ذات يوم الى بيت من بيوت المسلمين فوجدوا الأم تحضر الطعام للأب والابن فقام الصرب بقتل الأب والابن ومن ثم تقطيعهم وأمروا الأم المسكينة ان تبدل الطعام بلحم زوجه وابنها ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ومن قصصهم انهم ذات يوم في قرية من قرى زافيدوفيتش دخلوا على بيت من بيوت المسلمين فوجدوا ام وابنتها فقال لها الصربي اما ان اقتل ابنتك او اقوم بإغتصابك... فسكتت من هول المصيبة فقام العلج الكافر بإغتصابها وقتل طفلتها .. ومن فضل الله سقط هذا الصربي اسيرا بيد المجاهدين العرب بعد هذا الحادثة بعام كامل وتعرفت الأم المكلومة عليه فأخذ بحقها اسد الله...

ومن قصصهم انهم ذات يوم دخلوا قرية سيمزوفاتس قرب سراييفو وذهبوا الى امام المسجد وامروه ان يبصق على المصحف فأبى وحاولوا معه فأبى فقاموا بقتله وقتل كامل أسرته ودفنوهم تحت المسجد وحرقوا المسجد ووضعوه زريبة للخنازير...

لعل ما ذكرناه يكفي لبيان الحقد الدفين الذي في قلوب الصرب المجرمين على الإسلام وأهله…مع العلم ان البوسنويين جلهم في بعد عن الله وعن تعاليم الإسلام ولكنها حرب صليبيه تريد اجتثاث حتى الأسماء المسلمة من البلاد. وعلى ضوء ذلك خرج بعض المنصفين الأوروبيين وطالبوا ان يحاكم هؤلاء الصرب المجرمين وبضغط ايضا من الحكومات المسلمة والا تمر جرائم هؤلاء المجرمين بلا محاكمه.

اجتمع مجلس الأمن الدولي وقرر إنشاء محاكمة لمجرمي الحرب في العالم على ان تكون في البداية لمحاكمة مجرمي الحرب في البوسنه والهرسك .. ولكنهم طالبوا ببعض القادة البوسنويين المسلمين لما لهم من اثر في المعارك ضد اعداء الله ولما لهم ايضا من روح إسلامية وجهاديه فأدرجوا أسماء بعض القادة المسلمين.

تم القبض على بعض مجرمي الحرب الصرب والكروات فكانت المهزله بأم عينها... احدهم وهو من القادة الصرب وقف أمام المحكمة وأمام القضاة والشهود البوسنويين اللذين نجوا من معسكر الاعتقال الذي كان يديره وبدأت فضائح القائد الصربي وجرائمه توثق مباشرة من الشهود والوثائق والأدلة الثابتة والتي منها ما ذكرنا سابقا مما يحدث للمعتقلين في المعتقلات … وبعد دراسات وتشاور أصدرت المحكمة حكمها بسجن هذا القائد الصربي سبع سنوات قابلة للعفو عند نصف المدة ؟؟؟؟؟ وقائد آخر من الكروات كان يدير معسكرا للاعتقال فحكم عليه بأربع سنوات...وقائد صربي آخر حكم عليه بست سنوات وثبت عليه قتله وتعذيبه لعدد كبير من المسلمين المعتقلين حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟اذا فالمسألة كلها مجرد تمثيل وضحك على ذقون الشعوب المسلمة وامتصاص لغضب المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

ملحق رقم (2)

صدام حسين ومعمر القذافي وما كتبته عن البلقان

معروف في عالمنا العربي،إثنان من الحكام العرب يطلق كل واحد منهما على نفسه لقب قائد بدلاً من رئيس أو حاكم. ومعروف أن صدام حسين والقذافي هما من أكثر الحكام العرب تمنطقاً وتفلسفاً وجدلاً سوفسطائياً. وشخصيات من هذا الطراز نادراً ماتقتنع بآراء الطرف الآخر الذي يقابلهم

يقول خير الله طلفاح خال صدام حسين ( إن كل رؤساء العالم يأخذون بآراء مستشاريهم أما صدام حسين فهو يُعلِّم مستشاريه). وكذلك حال القذافي فإنه "الصقر الوحيد" الذي لا يحتاج الى مستشار يستشيره.

 

ولكن صدام والقذافي عندما يقرأون مؤلفاتي البلقانية وتحليلاتي المعمقة بشأن المشاكل في جمهوريات يوغسلافيا السابقة. فأنهما يقران بقيمتها وينهلان منها، ويسوقان أفكاري في خطبهما دون الاشارة للمصدر.

ودليلي على ذلك:

صدام حسين: يقر بمرجعيتي العلمية في البحث والتحليل في شأن منطقة البلقان، وذلك حسب شهادة وزير إعلامه الأستاذ محمد سعيد الصحاف.

التفاصيل: زار الصحاف ليبيا عام 2004 وترافقه زوجته (السيدة أم زياد)، أي بعد احتلال العراق بسنة واحدة، وذلك بدعوة شخصية من الاستاذ عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي حيث تربطهما علاقة صداقة عائلية منذ كانا سفيرين لبلديهما في العاصمة الإيطالية روما منتصف ثمانينيات القرن المنصرم.

لم يعامل الصحاف في ليبيا كضيف جاء ضمن زيارة شخصية أو كوزير سابق Ex-minister  بل عومل بكياسة وبروتوكولية راقية وخصوصاً في تحرك موكبه بين المدن الليبية. ووضعوا الشاعر الأستاذ علي الكيلاني رئيساً للجنة المسؤولة عن برنامج الزيارة (وهو من الشخصيات المهمة في الدولة). علماً بأن وسائل الإعلام الليبية بكل أشكالها لم تنقل خبر زيارته.

 

وعلمت فيما بعد، أن الأستاذ محمد سعيد الصحاف قد سأل الأستاذ علي الكيلاني السؤال التالي:

أبحث عن دكتور عراقي، لم يحضرني اسمه، ألّف عدة كتب حول منطقة البلقان، ومعظم كتبه طبعت في ليبيا؟ أجابه الأستاذ الكيلاني نعم نعرفوه، أنه دكتور جعفر العراقي، يعمل في جامعة الزاوية. وواصل الاستاذ علي الحديث مخاطباً الصحاف: في برنامجكم يوم غد زيارة آثار صبراته وأثناء العودة ممكن التوقف في مدينة الزاوية، وسوف نخبر الدكتور جعفر بالحضور. في ظهيرة ذاك اليوم الصيفي، جاءني شابان (هندامهما يدل على إنهما يعملان في دائرة مراسم بروتوكولية) وأخبراني بالحضور الى قاعة مصباح نصرات في شارع عمر المختار بالزاوية الساعة الرابعة بعد الظهر. وعندما سألت عن سبب الحضور، قالوا الأستاذ محمد سعيد الصحاف سيكون ضيفاً على القيادات الشعبية لمنظقة الزاوية وهو الذي طلب حضورك.

أخذت أفكر مع نفسي، ما علاقتي بوجود الأستاذ الصحاف في ليبيا؟. فالرجل لم أعرفه معرفة شخصية، فكيف يطلبني بالاسم؟ هل أذهب أم لا؟ وبعد (مباصرة) عقلي مع عقلي، توصلت الى النتيجة التالية:

الصحاف وجه مألوف ومحبوب، وشخصية شعبية popular personality  ويتمنى أي شخص الجلوس والحديث معه. ولا يوجد أي سبب يجبرني بالعزوف عن الذهاب لمقابلته، وقلت مع نفسي ( أنا لا عندي عنب ولا أخاف من الواوية – الثعالب). إذاً قررت حضور الموعد في قاعة مصباح نصرات.

وعلمت مؤخراً بأن الأديب الليبي الرصين الأستاذ عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا كان حاضراً عند حديث الصحاف مع الكيلاني، حيث تشير الى ذلك إحدى الرسائل الألكترونية التي بعثها لي الأستاذ شلغم والذي نصها: "بروفسور.. حضرتك كنت الغائب الحاضر في محافل المثقفين والأساتذة الليبيين. كنت معنا في كثير من النقاشات، واذكر أنك كنت مرة نقطة في حديث طويل بيني وبين صديقي محمد الصحاف .. تحياتي وتقديري الكبير لك أخي العظيم".

 

وصلت القاعة الساعة الرابعة وعشر دقائق وتأخرت قليلاً حتى وجدت مكاناً لوقوف سيارتي حيث كان شارع عمر المختار مليئاً بالسيارات. دخلت القاعة فوجدت الحاضرين بحدود 200 شخص جالسين على الكراسي وجميعهم من القيادات الشعبية في المدينة، ومقابل جلوسهم يوجد صالون يواجه الجمهور يضم الحاج حسين القمودي عن منظمات المجتمع المدني ويليه السيد كشيم معاون المحافظ ويليه الأستاذ الصحاف ثم سعادة السفير محمد فرحات سفير ليبيا في الامارات والذي رافقه في الزيارة.

سلمت على الحضور، بعدها توجهت وقدمت نفسي للأستاذ الصحاف وسلمته هديتي وهي عبارة عن خمسة كتب من تأليفي. عندما سمع باسمي ضمني الى صدره بحرارة وهو يرحب بيَّ ترحيباً حماسياً يوحي للناظر بأنه ذو معرفة معي من قبل، بعد ذلك نادى على وزجته وقال لها: هذا دكتور جعفر، فنهضت من مكانها، في جزء من القاعة جلست فيه النساء، وتوجهت نحو صدر المجلس وسلمت عليَّ سلاماً عراقياً موقراً. حاولت أن أنزل من المكان الشبيه بالمنصة لأجلس على كرسي مع الجمهور في القاعة، فحرك الصحاف يده وبشكل يوحي الى رغبته في بقائي الى جنبه، وإذا بالأستاذ حسين القمودي قد منعني من النزول وقادني من يدي وأجلسني بمكان ما بين سعادة السفير فرحات والأستاذ الصحاف على الصالون المواجه للجمهور.

ظل السيد الصحاف واقفاً يقلب بنسخ الكتب المهداة إليه، ومسك بيده اليمنى كتاب (الصرب الأرثدوكس) وطلب لاقط الصوت وخاطب الجمهور قائلاً: هذا الكتاب اشتريناه من معرض بيروت العالمي للكتاب عام 1997، وعندما قرأته انبهرت للمعلموات القيمة الواردة فيه والمنهجية العلمية المتبعة في التحليل. بعدها أعطيته للرئيس صدام حسين وبقي عنده أربعة أيام، وعندما أرجعه لي، دار بين الرئيس وبيني الحوار التالي:

صدام حسين: محمد هل قرأت هذا الكتاب؟

محمد الصحاف:  نعم سيادة الرئيس قرأته.

صدام حسين: عليك أن تقرأه مرة أخرى لأني قرأته مرتين.

وألتفت السيد الصحاف للجمهور قائلاً: هذه شهادة للدكتور جعفر.

 

حينما أذكر هذه الواقعة ضمن سياق هذا الحديث فلا تهمني الجوانب الأخرى في شخصية صدام حسين كدكتاتور أو أي صفة أخرى ينعت بها، ولكن الذي يهمني هنا أنه قاريء ومنطيق. فلا يوجد إطلاقاً أي وجه مقارنة بين أسلوب صدام الخطابي وبين كل أساليب ملوك وأمراء ومشايخ الخليج؟ فأننا سنجدهم جميعاً أمام صدام حسين بمستوى أقل من مرحلة رياض الأطفال.

عندما انتهى لقاء الصحاف وأثناء الخروج من القاعة ربت على كتفي أحد المسؤولين وقال لي: دكتور نحن قد عممنا على الجميع بأن التصوير ممنوع وأنت كما يبدو لم تبلغ ومجيئك كان متأخراً فعندما أخرجت آلة التصوير وبدأت تلتقط الصور، تركناك تقديراً لك ومن غير اللائق منعك أمام الجمهور، ولكن يا دكتور بالمقابل عندنا طلب وهو أن هذا الاستوديو أمام القاعة أطبع الفلم كما تشاء من النسخ وتعطينا نسختين من كل صورة. وبالفعل صورت في الحال ثلاث نسخ اعطيته إثنين منها، أخذها وودعني بحرارة.

 

أما حكايتي مع معمر القذافي:  بطلها أحد طلابي في الدراسات العليا، تم تعييني مشرفاً عليه في مرحلة الماجستير. الطالب هو خالد محمد الترهوني المعروف بخالد الضاوي. وهو صديقي أكثر من أي اعتبار آخر، خريج قسم الفلسفة، وذو عقل مخيال ذكي بامتياز.

كان يتابع خطابات القذافي ويشخص النصوص التي يستلها القذافي من كتبي ويضمنها في خطبه.

وفي مرات عديدة يأتي خالد الى الكلية ويكلمني بصوت عال "د. جعفر هل شاهدت صاحبنا أمس وهو قد ذكر نصاً من كتابك كذا ص كذا ؟ ".  فيجعلني في موقف خطير فيما إذا وشى فينا أحد، وتفسر القضية على أنها انتقاص من قدرة "القائد". وقد كرر خالد الموضوع مرات عديدة خلافاً لتحذيري المستمر له. وذات مرة صحت بوجهه " يا خالد أترك هذا الكلام.... هل تريد أن أذهب بستين داهية".

 

رغم أن كلام خالد صحيح ويذكره بحسن نية ولكن لايمكن البوح به في مكان عام. فتأكيد القذافي، في خطاب له، على أن الأرثدوكس هو المذهب المسيحي الأقرب للإسلام. وهذا هو عنوان فرعي موجود في الفصل الأول من كتابي (الصرب الأرثدوكس الطائفة المفترى عليها) وقد نشرته سابقاً في زاويتي على الصفحة الرئيسية الأخيرة لصحيفة الجماهيرية. وفي خطاب آخر ذكر المعارك بين الأطراف البوسنية المسلمة في فليكا كلادوشا في جمهورية غرب البوسنة. ولا أعتقد بأن غيري من العرب قد كتب فيها. وهي جزئية في غاية الأهمية لفهم طبيعة الصراع القائم في البوسنة. فقد سلطنا الضوء على معارك دارت بين أطراف مسلمة، بين جيشين مسلمين، (جماعة فكرت عبديتش وجماعة عليا عزت بيغوفيتش) للبرهنة على أن الحرب ليست دينية.

وتكررت حالات الرجوع الى مؤلفاتي، وقد زال الاستغراب عندما علمت بعد عشر سنوات بأن صديقنا الدكتور  صاحب دار النشر الذي طبع ونشر أول خمسة كتب لي، كان مسؤلاً عن مكتبة القذافي البيتية.

 

لا أريد من الرجل أن يذكر المصادر في خطبه لأنه ليس في صدد صياغة بحث مكتوب، ولكن صياغاته للعبارات في خطاباته تعطي انطباعاً للسامع بأن الحديث حديثه ومن بنات أفكاره، على سبيل المثال، كنت ذات مرة في حديث مع أساتذة زملاء في العمل، والحديث يدور حول الأدب المسرحي عند شكسبير، وفي سياق الحديث ذكرت عبارة ( شيخ زبير) فرد عليَّ الدكاترة الليبيون بأن هذا القول للقذافي، فقلت لهم ربما! ولكن أنا متأكد أن القول للدكتور العراقي صفاء خلوصي أستاذ الأدب المقارن في جامعة أوكسفورد العريقة، قاله في نهاية عام 1950 في بحث علمي له حول السحنة السمراء (الشرق أوسطية) البارزة على شخوص مسرحية  شكسبير. أريد أن أثبت من خلال ضربي لهذا المثال بأن القذافي لا ينسب أقوال غير لنفسه علناً بل يتكلم بطريقة تجعل السامع يعتقد بأن الكلام يعود له أي للقذافي.

 

ملحق رقم (3)

من مذكراتي الليبية الجميلة:

كادت مقابلة الرئيس الكرواتي أن تسبب طردي من ليبيا

في أغسطس عام 2003 دعاني الدكتور صالح ابراهيم، رئيس أكاديمية الدراسات العليا في طرابلس، للحضور الى مقر الأكاديمية حيث سيحل الرئيس الكرواتي الدكتور ستيبان ميسيتش ضيفاً عليها. ويتضمن البرنامج محاضرة للرئيس الكرواتي وحفل عشاء يقام على شرفه في مقر الأكاديمية الواقع بمنطقة جنزور.

 

تربطني مع الدكتور صالح ابراهيم علاقة عمل طيبة، وهو خريج يوغسلافيا، وكنت متعاوناً مع كلية الأقتصاد بجامعة طرابلس "الفاتح سابقاً" يوم كان هو عميدها من أوائل التسعينيات، وبعدها تعاونت مع أكاديمية الدراسات العليا في طرابلس التي يرأسها الدكتور صالح، حيث درّست وأشرفت وناقشت رسائل علمية فيها.

 

وفي قاعة المسرح في الأكاديمية التي كانت تغص بالأساتذة الجامعيين وكبار المسؤولين الليبيين ألقى الرئيس ميسيتش محاضرة كرسها للحديث عن العلاقات " التاريخية " بين جمهورية كرواتيا والجماهيرية الليبية.!

 

لقد استفزتني عبارة "العلاقات التاريخية"...عن أي "تاريخية" يجري الحديث وكرواتيا تأسست عام 1991، وأوضح الرئيس عبارته بالقول بأنها تاريخية نظراً لأن الرئيس تيتو كان كرواتياً.

 

ومعلوماتي الشخصية، التي لمستها ميدانياً، عن هذا الرجل، الذي يطلق عليه اليوغسلاف تسمية هادم يوغيلافيا ومدمرها، هو الذي أعترض معظم السياسيين اليوغسلاف في 16/5/1990على ترشيحة لرئاسة يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية، وذلك عندما وصل الدور لكرواتيا في رئاسة الدولة، لقناعتهم أن الرجل لديه مواقف انفصالية معروفة ضد نظام الرئيس تيتو.، وكان من العناصر المعادية المكشوفة والمتوجة بفكرة منظمة الأوستاش الكاثوليكية العنصرية. بقيت يوغسلافيا من دون رئيس دولة لمدة أسبوعين فكانت نكتة الشارع اليوغسلافي "نريد السيد ياسرعرفات رئيساً لنا، فهو رئيس بلا دولة ونحن دولة بلا رئيس". وحلاً للأزمة، في حينها، ضغطت وتوسطت الترويكا الأوروبية في قبول ترشيحه على أن يؤدي اليمين الدستوري، وبذلك أنه سيقسم في الحفاظ على وحدة وسلامة جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية. في 1/6/1991 وبعد أن أدى القسم الدستوري أصبح ميسيتش رئيساً ليوغسلافيا ، وأثبتت الأحداث اللاحقة أن مسيستش قد حنث اليمين ونفذ ما يريد منه الألمان والأمريكان، إذ أنه أجهز على ذبح الدولة الاتحادية ليقف علنا أما البرلمان الكرواتي ويصيح بأعلى صوته:"أيها السادة أيها السادة لقد أنهيت واجبي ولم تعد هناك دولة أسمها جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية".

 

الآن نعود لسيناريو الأكاديمية:

وحال انتهاء كلمة الرئيس فتح باب الاستفسار والنقاش لجمهور الحضور، فكانت معظم الأسئلة مجاملاتية تقليدية تدور حول أفق التعاون الليبي الكرواتي ومستقبل العلاقات العربية الكرواتية. رفعت يدي للمساهمة في الحديث، فأستلمت لاقط الصوت، واستأذنت من الحاضرين بأن أتحدث مع سيادة الرئيس باللغة الكرواتية فقلت له: فخامة الرئيس ذكرت في كلمتكم العلاقات التاريخية بين كرواتيا وليبيا، بأنها ترجع الى عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو، في حين كنتم شخصياً من معارضي نظام تيتو واشتركتم في المظاهرات ضده عام 1971 والتي أطلق عليها تسمية الربيع الكرواتي، وحسب معلوماتي مثلتم أمام القضاء اليوغسلافي وحكم عليكم بالسجن لمدة سنة واحدة. قاطعني الرئيس قائلاً: شكراً لكم تفضل بالجلوس لنلتقي بعد الانتهاء من بقية الأسئلة. وفي النهاية وعند الخروج من القاعة توجه الرئيس نحوي وضمني إليه وهو قد أمسك بي من خاصرتي (كما واضح في الصورة) وخرجنا نتبادل الحديث في حديقة الأكاديمية الواسعة.

الرئيس ميسيتش: دكتور جعفر، أين أنهيت دراستك العليا ومتى؟

أجبته: أنهيت الماجستير والدكتوراه في كلية الحقوق – جامعة بلغراد من بداية عام 1981 الى نهاية عام 1990.

الرئيس ميسيتش (مازحاً): حضرة البروفسور تحتاج عشر سنوات غسيل مخ لكي تعرف الحقائق كما هي.

قلت له: سيادة الرئيس هل ترغب أن نتكلم بصراحة أم كلام مجاملات؟

الرئيس ميسيتش: لا لا ، أريد أن تتكلم معي بصراحة، لا بصفتي رئيس دولة بل بصفتنا كأصدقاء.

قلت: سيادة الرئيس أثناء أحداث عام 1991 أطلق عليك اليوغسلاف تسمية (مدمر يوغسلافيا)...

الرئيس ميسيتش (مقاطعاً): ميلوشيفيتش هو مدمر يوغسلافيا.

واصلت حديثي قائلاً: ولكننا نسمع ونرى مع وجود أدلة مادية ملموسه تثبت بأن جمهورية كرواتيا الحالية هي امتداد لدولة كرواتيا المستقلة ( NDH ) التي أقيمت تحت حرابه المحتل النازي عام 1941.

الرئيس ميسيتس: ما هو الدليل المادي والملموس حول العلاقة بين جمهورية كرواتيا الحالية ودولة كرواتيا المستقلة التي أقيمت عام 1941؟

أجبت: العلم (رقعة الشطرنج) نفسه علم دولة آنته بافليتش، النشيد الوطني (يا وطني الجميل)، وشعار النبالة. أليست هذه أدلة مادية كافية؟

الرئيس ميسيتش: لا أنتم على خطأ لعدم علمكم الحقائق فتلك كلها من تراث الشعب استخدمها الشعب الكرواتي قبل 2000 سنة.

سألته: وهل كانت كرواتيا دولة قبل ألفي عام؟

الرئيس ميسيتش: نعم سترى ذلك بعينك؟

 

كان رئيس الأكاديمية الدكتور صالح ابراهيم يتخطى خلفنا (واضح في الصورة المرفقة)، ومسؤولون كبار ليبيون ينتظرون توجه الرئيس الى الحديقة الشرقية للأكاديمية حيث خصص المكان لتناول العشاء وإقامة حفل موسيقي غنائي أعد إعداداً ممتازاً يتضمن تقديم موسيقى وأغاني شعبية كرواتية من قبل طلاب موهوبين ليبيين أنهوا دراستهم في جامعات كرواتية.

وأثناء التجوال والحديث مع الرئيس وصلت لي شخصياً اشارة من الدكتور صالح ابراهيم واشارة أخرى مماثلة من السيد مدير المراسم بالخارجية الليبية يطلبان مني أن أنهي الحديث والتوجه الى ساحة الحفل، فأجبتهم بالإشارة أيضا بما يفيد أن قرار إنهاء الحديث ليس بيدي.

استغرق الحديث مع الرئيس أكثر من نصف ساعة بعدها توجه الى ساحة الاحتفال فكنت أسير برفقته الى أن وصلنا قرب مكان الحفل سارع رئيس التشريفات لمسايرته، فودعت الرئيس وانسحبت وأخذت مكاني على طاولة بعيدة نسبياًعن خشبة المسرح.

بعد يومين من هذا اللقاء تم استدعائي الى مبنى وزارة الخارجية لغرض المثول أمام لجنة تحقيقية! ذهبت وأنا أضرب أخماساً باسداس، تحقيق حول أي شيء؟ وصلت في الموعد المحدد الى مبنى الوزارة فقادني موظف الاستعلامات الى غرفة في الطابق الأرضي فيها ثلاثة أشخاص من ضمنهم مدير المراسم ولم يكن متصدراً للجلسة في حين كان رجل ضخم القامة يرتدي نظارات سوداء يجلس خلف الطاولة أوحى لي مظهره بأنه ضابط كبير في الأمن الخارجي (المخابرات) والذي بدأ الحديث معي قائلاُ:

دكتور نحن نكن لك كامل التقدير والاحترام كرجل عربي أكاديمي وكعراقي بوجه خاص، تعمل في الجماهيرية العظمى، كيف سمحت لنفسك بتوجيه عبارات مهينة الى ضيف هو رئيس دولة صديقة حل ضيفاً على قائد الثورة والشعب الليبي؟

قلت له: أستاذنا الكريم أنا استغرب مما ذكرت، لقد سألت وحاورت فخامة الرئيس الكرواتي بأدب جم وكان سعيداً بما طرحته عليه، وهو الذي طلبني بعد انتهاء محاضرته وقادني على انفراد الى حديقة الأكاديمية وأطال الحديث معي وليس العكس.

 

تدخل رئيس دائرة المراسم وتكلم كلاماً لطيفاً بحقي، وكذلك تحدث الشخص الثالث كلاماً جميلاً مماثلاً ( ربما التعاطف معي بسبب أوضاع بلادي التي تعرضت للغزو في تلك السنة). وعاد رجل المخابرات الى الحديث حيث قال بأنهم وقعوا في شك حول حصول تجاوز وخرق للقواعد البروتوكولية مع ضيفنا الكبير. وأستفسرت منهم فيما إذا كانت هناك شكوى ضدي من السيد سفير جمهورية كرواتيا في طرابلس أو أي جهة أخرى؟ فقالوا لا توجد أي شكوى ولكننا استدعيناك للاستطلاع فقط .

تم تقديم الشكر لي على حضوري ولكن أردف رجل المخابرات قائلاً: الى الآن الحمد لله لا توجد مشكلة ولربما نستدعيك مرة أخرى في غضون الأسبوعين القادمين. ودعت الحضور وغادرت مبنى الوزارة.

وأنا أقود سيارتي عائداً الى مستقري بمدينة الزاوية شعرت بأن رأسي منفوخ بمشكلة ليست بسيطة ولربما تؤدي الى إلغاء عقد عملي وعقد عمل الدكتورة زوجتي والطرد من ليبيا.

 

بعد أسبوع من اللقاء أي في أوائل سبتمبر أتصل معي هاتفياً سعادة سفير جمهورية كرواتيا السيد بيتر ليوبيتشيتش وأخبرني بوصول طرد كبير بعثه لي فخامة الرئيس ميسيتش. قلت له سأكون بعد الظهر عندكم لاستلام الطرد.

يا لها من فرحة عظيمة أزالت عني هماً وقلقاً جسيماً، وحال غلقي الهاتف شرعت بكتابة مقالي الأسبوعي على الصفحة الرئيسية (الغلاف الثاني) في صحيفة الجماهيرية وتحت زاويتي (على سياج السياسة) حيث صغت المقال بأسلوب مبين يوضح رضا وسرور الرئيس بطروحاتي أثناء لقائي معه قبل أسبوع متوجاً ذلك بوصول هديته لي.

 

ذهبت لمقر السفارة الكرواتية الواقع في برج رقم 2 من أبراج ذات العماد وأستلمت الطرد وهو عبارة عن كارتونة كبيرة تضم 15 كتاباً ضخماً كلها تتحدث عن تاريخ الشعب الكرواتي. ورجعت الى البيت وعدلت المقال على ضوء الموجودات التي ضمها الطرد (الهدية) ولم أرسل للجريدة ما كتبته كعادتي بالبريد الألكتروني وإنما ذهبت شخصياً الى مقر الصحيفة في طرابلس (وكان يوم أحد) وسلمته باليد الى رئيس التحرير الأستاذ القدير عبد الرزاق الداهش، الرجل الفاضل والخلوق الذي يعجز اللسان عن وصف طيبته ودماثة أخلاقه، وهو صحفي مقتدر وصاحب قلم ذهبي مميز. تكلمت مع الأستاذ الداهش بشأن المصيبة التي حصلت معي، وبكل تفاصيلها وبشكل مكشوف، وطلبت منه ضرورة أن ينشر المقال بعد غد الثلاثاء ويقدمه على بقية مقالاتي (غالباً ما كنت أسلم للصحيفة بضع مقالات مقدماً تكون رصيداً يحفظ عند سكرتارية التحرير)، وجرى لي ما طلبت حيث نشر المقال في الموعد المطلوب في زاويتي (زاوية على سياج السياسة التي تظهر كل يوم ثلاثاء) وكان المقال السبب في غلق الموضوع نهائياً.

فرجت الأزمة ولم يتصل بي أحد بعد نشر المقال.

 

لابد لي من أن أذكر بأن هدية الرئيس (الطرد) قد أنقذني من الموقف المحرج الذي كنت فيه ولكن من جهة أخرى أعتبر موجودات الطرد تأكيداً لجزء من أفكاري التي واجهت بها الرئيس. فالمراجع التي وصلتني جميعاً تم تأليفها حديثاً وبعد الانفصال، بعد عام 1991 وكلها تتحدث عن تاريخ الشعب الكرواتي ولا يوجد كتاب واحد عن تاريخ كرواتيا (كدولة). وبأعتباري باحثاً أكاديمياً متخصصاً في شؤون منطقة البلقان فالفرق عندي كبير جداً بين (تاريخ كرواتيا) وبين (تاريخ الشعب الكرواتي) . وعلى سبيل المثال للتوضيح أقول: من الممكن أن أكتب كتاباً عن تاريخ الشعب الكردي العريق و لكن من الوهم أن أكتب كتاباً حول تاريخ الدولة الكردية التي لم تولد قط مع احترامي لجمهورية مهاباد التي ولدت ميته بسبب مواقف جوزيف ستالين والتوازنات الدولية التي سادت خلال الحرب العالمية الثانية.

 

ملحق رقم (4)

فيصل القاسم- إبراهيم صكح- جمعة بلخير

في مايس 1999 أتصل هاتفياً  د. فيصل القاسم لأخذ موافقتي بالاشتراك ببرنامج الاتجاه المعاكس، وأخبرني القاسم بأن آرائي المنفردة والمميزة الواردة في كتاب (الصرب الأرثدوكس الطائفة المفترى عليها)  وكتاب (مشكلة كوسوفو) هي الدافع في الدعوة للاشتراك بالبرنامج. أخبرت القاسم بموافقتي الاشتراك بالاتجاه المعاكس بشرط أن يقوم هو بأخذ موافقة الجهات الليبية المختصة بالنقل المباشر من طرابلس لصعوبة توجهي الى الدوحة لأسباب تتعلق بظروف عملي. فرد عليَّ القاسم بأنه أتصل بمدير التلفزيون الليبي الأستاذ إبراهيم صكح، وقد أخذ موافقته مقدماً، قبل أن يتصل بيَّ.

قبل خمسة أيام من موعد الحلقة المرجوة، أخذت فضائية الجزيرة تبث الدعاية لحلقة البرنامج والتي تحتوي على فقرات مطولة مستلة من من كتابيَّ المذكورين أعلاه.

انتهت الأيام الخمسة ووصلنا الى ظهر يوم الثلاثاء وهو يوم بث البرنامج على الهواء مباشرة، لم يتصل بيَّ أحد من التلفزيزن الليبي. ( ولنتصور وضعي النفسي في هذه الحالة المزرية، فبدلاً من الراحة وترتيب الأفكار، أصبحت حائراً، ماذا أعمل؟). اتصلت هاتفياً بأدارة الإعلام في طرابلس فكان معي على الخط شخص يدعى جمعة بلخير، ذو أسلوب متعجرف متغطرس يخلو من الدبلوماسية تماماً، قال لي بالحرف الواحد: " يا دكتور، أنت أخونا عراقي، ولكن بكل الأحوال تحسب أنت براني (أي أجنبي)، فكيف تتكلم من ليبيا عن أزمة عالمية وحربها دائرة الآن ومستمرة، وبالأخير فأن أي خلل سوف يحسب على بلادنا". ودار بيني وبين جمعة بلخير الحوار التالي:

بلخير: المفروض يختاروا دكتور ليبي يحل محلك.

أجبته: لم يتم اختياري لأني عراقي فالعراقيون كثر، بل القضية تتعلق بالإختصاص. وأن مشاركتي في البرنامج أطرح فيها اجتهادي الشخصي حول الأزمة في البلقان. وهذا لا يعني أني أمثّل وجه نظر ليبيا أو أتكلم باسم ليبيا.علماً بأنالدكتور فيصل القاسم أخذ موافقة مدير عام التلفزيزن قبل أن يتصل بيَّ.

بلخير: مدير التلفزيون واجبه يركب خيط وينحي خيط ( أي عمله يحط واير ويشلع واير) أما الموافقة فيجب أن تخرج من مكتبي أنا.

أجبته: شكراً مع السلامة.

 

وصلت الى قناعة، بأن مشاركتي في البرنامج مستحيلة، ولم يفصلنا عن موعد البرنامج سوى سويعات معدودة. فأتصلت بالدوحة وأخبرت الدكتور فيصل بما جرى. وبعد أقل من خمس دقائق أخبرني القاسم بأن الأستاذ إبراهيم صكح، مدير التلفزيزن سيتصل بيَّ. وبالفعل أتصل الأستاذ صكح وطلب مني التوجه فوراً من الزاوية الى منطقة الفرناج في طرابلس حيث مكتبه في دائرة الاستشعار عن بعد.

وصلت مكتب الأستاذ صكح الساعة السادسة والنصف مساءً ولم يتبق أمامنا من الوقت سوى ساعة ونصف تقريباً.

 

رحب بيَّ الرجل على عجالة وواصل شجاره بالهاتف مع جمعة بلخير (مايك الهاتف الأرضي مفتوح فسمعت كامل الملاسنة الحادة بين الطرفين) . وبعد أن أغلق السماعة بثوان معدودة رن جرس الهاتف فعلمت أن المتصل الأستاذ ميلاد الفقهي (مسؤول التوجيه السياسي العسكري على مستوى الدولة) كان أسلوب الرجل هادئاً وهو يبحث عن حل يرضي جميع الأطراف.

 

رن الهاتف وكان على الخط د. فيصل القاسم وهو يخاطب مدير التلفزيون بأسلوب المعاتب المستنكر، وبصوت يحشرج، أبحته صورة الموقف المحرج قائلاً: "بهذلتوني وخربتوا بيتي"، منذ أسبوع ونحن نعرض دعاية للحلقة، ماذا أقول للناس، بصراحة، لو يتعذر حضور المشارك الثاني فيمكن لي أن أجد المئات بديلاً له من داخل الدوحة ولكن الدكتور الذي عندكم لا يمكن أن أجد الآن له بديلاً إطلاقاً.

 

بعدها اتصلت سيدة اسمها فوزية شلابي، علمت فيما بعد انها مسؤولة بارزة في الإعلام، وطلبت من الأستاذ إبراهيم أن تتكلم معي مباشرة، وبعد كلمات الترحيب السريع، قالت لي: دكتور جعفر أريد منك أن تكتب لي فوراً صفحة واحدة فقط تتضمن مجمل أفكارك وأنا أنتظر على الفاكس يا دكتور.

في أقل من خمس دقائق، سبكت أفكاري بأقل من نصف صفحة، فبعثها لها الأستاذ ابراهيم بالفاكس.

بعد ربع ساعة اتصلت السيدة فوزية وهي تقول العبارة الوحيدة التالية: ( تتم مشاركة الدكتور جعفر نقطة رأس سطر...ومع السلامة).

تأكدت من قولها عبارة " نقطة رأس سطر" أن الموافقة تمت من رأس النظام السياسي في البلاد.

أتصل جمعة بلخير وهو يطلب من الأستاذ صكح أن يحضر الدكتور جعفر الى مبنى التلفزيزن الكائن في شارع الشط.

 

 واجهه الأستاذ صكح بلهجة خشنة وبتشفي، وقال: بعد نصف ساعة وقت البرنامج والدكتور جعفر يتكلم من هنا، من مكتبي، فانصبوا (الليك) على برج بريد الفرناج ومع السلامة.

 

وتم كل شيء بسلام، وظهرت على شاشة الجزيرة مبتسماً ابتسامة "مجبر عليها" لأني كنت في حرب ضروس أبطالها أصحاب أكتاف سمان، حارب بعضهم بعضا بسببي، وأنا صاحب الكتف النحيف (الغريب) بينهم. وكنت واثقاً، لو كان جمعة بلخير منتصراً ولم يتحقق البرنامج، لدارت الدوائر على رأسي.

وقبل بدأ البرنامج أتصل الدكتور فيصل القاسم وهو يستطلع الموقف بخصوص وضعي النفسي لأنه كان قد تابع ما حصل بشكل تفصيلي. وتأكد من عدم فقداني لإتزاني، فقال لي: دكتور جعفر، شد حيلك فالبرنامج يتابعه أكثر من 150 مليون مشاهد وأكثر من 17 رئيس وملك عربي.

 

 وبالرغم من الجو المشحون ووضعي النفسي التعيس وارهاقي، ظهرت، وبكل رباطة جأش، بابتسامة عريضة على شاشة الجزيرة (يوم كان عدد جميع الفضائيات العربية لا يتجاوز عدد أصابع اليدين). وأخذت أصول وأجول في كلامي المشبع بالوثائق والأرقام والأدلة المادية الملموسة التي ألجمت فيها خصمي وهو دكتور مصري من منظمة المؤتمر الإسلامي الممولة من النظام الوهابي المتخلف. وقد كسبت مؤازرة الجمهور بشكل واضح ( يومذاك، كان نظام البرنامج يسمح بمساهمة الجمهور في الحديث وإبداء الرأي وهناك توقف أقل من عشرة دقائق لموجز الأنباء).

 

ويبدو أن الأستاذ مدير التلفزيزن، ومن خلال ظهوري في الجزء الأول من الحلقة قد لاحظ على وجهي الارهاق والتعب والجوع، فالساعة تقترب من التاسعة مساءً ومازلت على فطور الصباح، ففي فترة الاستراحة قدمت لي وجبة طعام مجزية (هامبورغر حجم كبير) مع علبة سبرايت والتي طلبت استبدالها بعلبة ميرندا.

بعد العشاء شعرت حقاً أن الدم يجري في عروق رأسي، فأكملت مشوار البرنامج بتفوق واقتدار واضح، مع التأكيد بأن من واجبنا الأخلاقي والإنساني أن ندعم كافة مسلمي العالم ولكن علينا بنفس الوقت فضح مواقف الأحزاب والحركات السياسية التي تتخذ الدين كوسيلة من وسائل الصراع على السلطة.

عندما انتهت حلقة البرنامج، هجم علي المدير وكافة موظفي الدائرة يقبلوني مع التهنئة بنجاح المشاركة لأني ( بيضت وجوههم ) كما قالوا.

 

ملحق رقم 5

مقابلتي الدكتور حارس سيلايجيتش في سراييفو 1990

في سبتمبر 1990 كلفتني وكالة الأنباء العراقية، بصفتي مراسلاً محلياً للوكالة في يوغسلافيا السابقة، بزيارة حزب العمل الديمقراطي (حزب المسلمين) لمعرفة فيما إذا سيشارك حزبهم في المؤتمر الخاص بالأحزاب والقوى الإسلامية الذي دعت له السعودية حول احتلال العراق للكويت.

وصلت سراييفو في 6/9/1990، وتوجهت وبموعد، الى مقر الحزب شارع سافا كوفاكوفيتش Sava Kovačovič 2 حيث استقبلني د. حارس سيلايجيتش، يومها كان مسؤولاً للعلاقات الخارجية لحزب  بيغوفيتش (أصبح فيما بعد رئيسا لجمهورية البوسنة والهيرسك). سألته السؤال الذي أوفدت من أجله:

دكتور حارس هل ستشاركون في المؤتمر الذي دعتكم إليه السعودية؟

د. حارس: في الخليج العربي نظم سياسية متخلفة من طراز أنظمة القرون الوسطى، صنابير المياه في بيوتهم من ذهب والبانيوات في حماماتهم من ذهب، ونحن هنا، بعد بضعة أشهر، سنخوض أول انتخابات لنظام تعدد الحزبية، ونحن بحاجة الى ثمن صنبور ذهبي واحد كي لا نخسر الانتخابات مع الصليبيين.

قلت له: أنا لست مخولاً في الحديث عن هذا الموضوع بل مكلف بنقل إجابتكم عن السؤال الذي سألته لحضرتك. ولكني أود أن أوضح لكم بأن قراراً لمجلس الأمن الدولي قد صدر بخصوص تجميد جميع أرصدة العراق في الخارج، وحسب تقديري الشخصي يتعذر في الوقت الراهن أسعاف طلبكم.

د. حارس: إذاً هل يمكن للعراق أن يمنح زمالات دراسية لطلابنا المسلمين للدراسة في بلادكم؟

قلت له:  أستطيع القول 90%  سوف يقبل طلبكم هذا.

وسألته سؤالاً يتعلق باهتماماتي البحثية: هل يمكن لحزبكم أن يضم كل مسلم من مواطني البوسنة والهيرسك؟ ( هذا السؤال يعني، في جمهورية البوسنة هناك بوسنيون من أصل تركي وجميعهم مسلمون، وبوسنيون غجر مسلمون وبوسنيون من أصل ألباني وهم مسلمون.  هل حزبكم يقبل عضويتهم؟)

دكتور حارث: حزبنا حزب المسلمين وليس حزباً إسلامياً.

ومعنى قوله،  أن حزبهم هو حزب "القومية" المسلمة في البوسنة وليس حزباً يضم أي مسلم العقيدة في البوسنة. فكلمة مسلم، فقط في يوغسلافيا السابقة، تسخدم استخداماً شاذاً، فهي تعني بدلالتها القومية وليست الدينية. وهنا يجري اللعب في الألفاظ من قبل الإعلام العالمي لكي يثير عواطف المسلمين بالعالم من جهة ويبتز حكام الخليج مادياً من جهة أخرى، على أساس أن نظام آل سعود هو راعي المسلمين في العالم ومن واجبه تمويل الحروب التي يشنها الغرب والتي تحمي المسلمين في أي بقعة من الكوكب.

 

رجعت الى مكتبي في بلغراد وأخبرت مدير الوكالة حول نتائج الزيارة. بعدها تلقيت مكالمة هاتفية من رئيس اتحاد الطلبة الأستاذ أنور مولود ذيبان، وهو يستفسر عن كيفية طرح المطلب فأخبرته بما ورد في الحوار أعلاه. فقال: أخبرهم ليس بنسبة 90% بل طلبهم مقبول بنسبة 100%.

اتصلت بالدكتور حارس على هاتف مسكنه فكانت زوجته على الخط فأخبرتها بتبليغ الدكتور بموافقة العراق على منح الزمالات ونحن بانتظار وصول قائمة الأسماء والاختصاصات المطلوبة.

عندما لاحت للأفق حتمية حصول غزو أمريكي للعراق انقلب موقف (حزب المسلمين) على عقبيه وتوجه صوب السعودية وأصبح بوقاً من أبواقها.

 

تقييمي الشخصي للموقف: قبل أن يبدأ د. سيلايجيتش الحديث معي في مقر الحزب، قام بغلق النوافذ وتغطيتها بالستائر وأمر الفراش بعدم السماح لأي شخص المجيء للغرفة. ومن خلال حديثه شعرت بأنه ليس مناضلاً من أجل عقيدة بل  طالب مال مقابل إسلامه، فقال لي بالحرف الواحد: أنتم جلبتم الإسلام ونحن تورطنا به. فرددت عليه: الإسلام عقيدة تجري في العروق يا دكتور وليس بورطة يحمل كاهلها أحد.

إنه يصوغ عباراته باحتيال ومكر تام وتدليس مبطن مثل قوله " ستجري الانتخابات التعددية بعد بضعة أشهر وربما يفوز علينا الصليبيون...".  ويقصد بالصليبيين الصرب تحديداً. ونحن نعلم أن الصليبيين هم حلفاؤه الكروات وليس الصرب الذين يكرهون الصليبية على مدى التاريخ.

لاحظت أنه طالب مال من أي جهة كانت، فقد تقرب من العراق عندما كان يبدو قوياً، وأدار ظهره عنه عندما رأى بأنه سيندحر. وبعد ذلك ارتمى بأحضان نظم " خنازير الجزيرة ". ورأيت كيف كان يتحدث معي حول المال وعندما أخبرته عن استحالة تحقيق طلبه، شعرت بأنه أصبح كالهر عندما يواجه عدواً، فإذا لم يستطع العض بأسنانه فأنه يخدش بأظافره. هكذا لا يرغب بالخروج من المولود من بلا حمص، ذلك عندما طلب الزمالات لشباب حزبه.

 

تحليلي لشخصية هذا الرجل بأنه من تجار الدين، وأنه ثعلب ماكر وهمه الأول كسب المال، فقد انشق على حزب سيده عليا عزت بيغوفيتش وأسس حزباً جديداً (حزب من أجل البوسنة)، وتدرج في المناصب الرسمية فأصبح وزيراً للخارجية بعد انفصال البوسنة عن الجسد اليوغسلافي، ثم أصبح رئيساً للوزراء ثم عضواً في مجلس رئاسة جمهورية البوسنة. وقد وجهت له عدة اتهامات تتعلق باختلاسه المال العام. . أما اليوم فهو من الرأسماليين المقيمين في اسطنبول. وساعده لسانه، على تسويق بضاعته الكلامية وإغواء مشايخ الخليج، فهو ينطق العربية بطلاقة وإجادة تامة (أكمل دراسته الجامعية في جامعة بنغازي الليبية).

 

الفهرس

الإهداء                                                        2     

استهلال                                                       3

الجزء الأول

الإسلام السياسي هو الشر بعينه

الإسلام هو الحل شعار خبثاء                                 6            

بين الواقع والدعاية الإعلامية الكاذبة                          6

دايتون رأس البلاء                                            8

الدعوة الأمريكية للجهاد في البوسنة كانت فخاً                 8

توني بلير يقرأ القرآن                                       10

التحريض على هدم الكعبة                                  10

استشرافنا تدعمه الوقائع                                    11

جاهزية التيار الديني المغفل                                12

التطبيق العلني لنظرية عش الدبابير                        12

 

الجزء الثاني

العرب والبلقان

من خريف بغداد الى شتاء سيدي بوزيد

الربيع العربي تشبهاً بالربيعات الأوروبية                   13

ربيع بودابست، ربيع براغ                                 14

الربيع الكرواتي                                           15

لماذا لم يطلق لفظ الربيع على الثورات العربية             15

الثورات في الغرب أليست ربيعاً؟                          16

العرب والبلقان من العاطفة نحو التمحيص                 16

العرب والمسلمون في فخ الإعلام الكاذب                  17

حرب بين طرفين مسلمين في البوسنة                     17

CNN العضو 16 في مجلس الأمن الدولي               19

الدين هو الدين والسياسة هي السياسة                     19

جمهورية مقدونيا استقلت دون قتال                        20

تصفية حسابات قديمة مع صربيا                          20

التحليل الجزئي العودة للتاريخ                              21

صربيا ضحت من أجل استقلال أشقائها                    22

بيان كرف 1917                                         23

ظهور التسمية الجديدة، المملكة اليوغسلافية                25

اغتيال الملك ألكسندر                                     25

بيتر الثاني يعتلي العرش                                  25

يوغسلافيا استمرت 10 سنوات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 27

ستيبان ميسيتش مدمر يوغسلافيا                           28

في تحديد المفاهيم                                         29

الكذبة الأولى                                              29

الكذبة الثانية                                              30

الأرثدوكس الأقرب للإسلام                                 30

مفردة مسلم باللغة اليوغسلافية                              31

لننتبه الى هذا اللغز                                        34

العرب والبلقان                                             34

أين ذهبت الأموال العربية في البوسنة                       35

سبب دعم إسرائيل لمسلمي البوسنة                          37

إسرائيل على الخط في كوسوفو أيضاً                       38

وضع ألبان كوسوفو في ظل يوغسلافيا السابقة              39

الشخصيات الألبانية والمناصب الرفيعة                     40

الدين تجارة سياسية في كوسوفو كما في البوسنة           40

 

الجزء الثالث

مقاربات دايتون

هل كان الرئيس ميلوشيفيتش مجرم حرب فعلاً؟               43

ماذا جرى في دايتون؟                                       43

كاراجيتش يربط ضباط الناتو كالخرفان                       44

خطورة دايتون                                               45

دايتون جعلت البوسنة منقوصة السيادة                       47

استشراف على نار هادئة                                    47

هل كان الناتو ظهيراً للعرب؟                                49

أمريكا وراء تأسيس تنظيم القاعدة                           50

دول الخليج على الدور                                     50   

               

الملاحق:

ملحق رقم (1) مقال حول جرائم الصرب المزعومة          52

ملحق رقم (2) صدام حسين ومعمر القذافي                 56

ملحق رقم (3) لقائي مع الرئس الكرواتي ستيبا ميسنش      60

ملحق رقم (4) فيصل القاسم- إبراهيم صكح-جمعة بلخير    64

ملحق رقم (5) مقابة د. حارس سيلايجيتش،ثعلب سراييفو    67

 

سيرة ذاتية أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب

أ. د. جعفر عبد المهدي صاحب من مواليد النجف6/9/1953.

- متزوج من د. وسن عبد الرزاق السعيد، وله منها أربعة أبناء، ثلاث بنات وولد واحد.

- منذ عام 2011 يقيم هو وعائلته في العاصمة النرويجية أوسلو.

- يجيد العربية " لغات " جمهوريات يوغسلافيا السابقة، وهي (في حقيقتها لهجات جعلها الأمريكان لغات في دايتون... الصربية، الكرواتية, البوسنية,المقدونية، لهجة الجبل الأسود) بالاضافة للإنجليزية.

- خريج قسم العلوم السياسية- كلية القانون والسياسة - جامعة بغداد 1978.

-غادر العراق الى يوغسلافيا مطلع عام 1981 لمواصلة الدراسات العليا على نفقته الخاصة.

- حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية من -كلية الحقوق - جامعة بلغراد – يوغسلافيا السابقة -عام 1986.

-نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية الحقوق - جامعة بلغراد – يوغسلافيا السابقة- عام 1990.

- عمل مراسلاً محلياً لوكالة الأنباء العراقية في يوغسلافيا.

- في الأسبوع الأخير من عام 1990 غادر يوغسلافيا، وبصحبته عائلته ( زوجته وطفلته الوحيدة انذاك رغد)، ولعدم وجود منفذ حدودي للدخول الى العراق بسبب الهجوم المترقب على البلاد من قبل قوات التحالف، فقد توجه الى ليبيا لغرض العمل والاقامة.

- عمل أستاذاً جامعياً بجامعة الزاوية الليبية لمدة 21 عاماً متواصلة (1991-2011).

-أصبح رئيساً لقسم الفلسفة بجامعة الزاوية.

-نال لقب الاستاذية عام 2004.

-عام 2000منحته كلية الحقوق بجامعة بلغراد لقب أستاذ زائر وذلك نتيجة لبحوثه الاكاديمية وكتبه المنشورة في الشأن البلقاني، والتي أصبح بموجبها باحثاً اكاديمياً مختصاً بمنطقة البلقان.

وخلال خدمته الأكاديمية أشرف على 41 رسالة ماجستير واطروحة دكتوراه. وعضو لجان مناقشة لاكثر من 120أطروحة ورسالة .

- عام 2011منحه اتحاد الكتاب بجمهورية صربيا،العضوية الشرفية، بموجب قرار بالإجماع اتخذه الاتحاد المذكور وذلك تثميناً لجهوده البحثية في شؤون منطقة البلقان.

- في فبراير شباط 2013 أصدر رئيس جمهورية صربيا تومسلاف نيكوليتش مرسوماً جمهورياً بمنحه وسام الجدارة الفضي مع كوكبة من الأكاديميين الأساتذة الجامعيين، عددهم تسعة، وجميعهم من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا، ماعدا  الدكتور جعفر، العربي الوحيد بينهم، وذلك لدورهم الفاعل في نشر الثقافة وخدمة الإنسانية حسبما جاء في الأسباب الموجبة لاصدار المرسوم؟ وتم تقليده الوسام في ديوان الرئاسة بتاريخ 28/5/2013.

عام 2015 كان وسيطاً دولياً بتكليف من وزارة الخارجية لجمهورية صربيا بشأن معرفة مصير دبلوماسيين اثنين رهينتين لدى دواعش ليبيا في مدينة صبراتة.

 

من مؤلفاته (كتبه المنشورة):

-الصرب الارثدوكس الطائفة المفترى عليها، دار النخلة طرابلس 1997.

- مشكلة كوسوفو، دار النخلة طرابلس 1998.

- مشكلة راشكا,سنجق، دار النخلة طرابلس 2000.

- ألبان مقدونيا، دار النخلة طرابلس 2005.

-اتفاقية دايتون، دراسة تحليلية قانونية سياسية، دار شموع الثقافة الزاوية-ليبيا 2002.

- الرئيس السجين سلوبودان ميلوشيفيتش، دار شموع الثقافة الزاوية-ليبيا 2003.

-صراع حضارات ام تفجير للازمات في البلقان، دار شموع الثقافة الزاوية،-ليبيا 2003.

-الإيكولوجيا آيديولوجية أنصار البيئة، المركز العالمي للدراسات والأبحاث، طرابلس 2008.

- في الفلسفة السياسية من العصور القديمة حتى الثورة الفرنسية،دار النخلة، طرابلس 1998.

- الافكار والمعتقدات الدينية في الشرق القديم، دار النخلة طرابلس  1998

-مدينة الزاوية الليبية كما عرفتها، دار المواهب، النجف الأشرف 2007.

- خطاب العرش لامبراطور جزيرة الطراطير، قصة اطفال للكبار، دار شموع الثقافة الزاوية-ليبيا 2002.

ترجم من اللغة  الصربية الى اللغة العربية كتاباً ضخماً -كوسوفو فلسطين, نطام الازمات - للدكتور دايان ميروفيتش، مطبعة الميزان، النجف الأشرف 2013.

اتفاقية دايتون وأخلاق العولمة، مطبعة الميزان، النجف الأشرف 2013.

الربيع العربي الملغوم من دايتون حتى الاعتداء على الكعبة، الديوانية، دار نيبور 2013.

 

وله تحت الطبع:

- فصل من كتاب الربيع العربي الملغوم.

 - موجز تاريخ البوسنة والهرسك.

- موجز تاريخ صربيا.

- موجز تاريخ الشعب الكرواتي.

- موجز تاريخ الجبل الاسود.

-موجز تاريخ مقدونيا.