اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• التغيير .. ماذا سيتغيّر؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

              التغيير .. ماذا سيتغيّر؟

كلمة التغيير هي أكثر الكلمات تداولا في الحملات الانتخابية. ولو كان في العراق قانون يحمي حقوق الملكية الفكرية، لتمكن من أطلقها في الميدان السياسي، بعد تسجيلها، من جني مبالغ طائلة من مردود استخدامها، فخزائن الدول الإقليمية لم تبخل في تقديم الدعم المالي، إلى جانب كل إشكال الدعم الأخرى، لبعض زعماء القوائم المتنفذة. ويبدو ان وهج الكلمة استجاب لرغبة هذه الكتل، في استخدامها ولأن لها رنة خاصة في مسامع الناخبين. فالمواطنة، والتنمية، والبناء، والإعمار، هي كلمات طالما ترددت على ألسن رؤساء الائتلافات الانتخابية، ومنهم، من تولى مسؤوليات عالية في الدولة، وتمتع بصلاحيات واسعة، لو كان قد استخدمها، فعلاً، في خدمة الناس، لوفر علينا اليوم سماع خبر يصعب تصديقه بان هناك أربعة ملايين أمي في العراق الجديد منهم مليونان في العاصمة وحدها!

 لم يلتفت الناس ولو قليلا إلى الوعود السابقة للزعماء المتنفذين، فرنين الكلمات البراقة التي تضمنتها خطاباتهم شوهت البصيرة، بعد ان "نجحت" في تجميل البرامج وأضفت على الوعود التي أطلقوها قناعة زائفة. ويبدو ان رهان الزعماء المتنفذين على وهن ذاكرة الناس المتعبة المبتلية بهموم طلب الأمان وتخطي مسافة اليوم الواحد بسلامة، الى جانب البحث عن القوت اليومي، وتدبير المعيشة، والوقوف طوابير بانتظار فحص الطبيب المقيم. ان الرهان على استغلال العوز والحاجة بهدف نيل الصوت عبر طرق غير سليمة في الالتفاف على معاناة الشعب التي طالت، يبدو انه "نجح" وفعل فعله كالمورفين، مرة أخرى، حيث خدر المواطن المرهق الغارق في لجة الأزمات الحياتية والمعيشية.

 لقد غفل بعض الناس في زحمة صراع المتنافسين على السلطة والنفوذ الذي هو ابعد ما يكون عن تبني مصالح المواطنين الحقيقية المتمثلة في الدفاع عن الحق بالعمل للجميع والتعليم المجاني والمعالجة المجانية - فالهم اليومي قد أعياهم- غفلوا عن الانتباه الى حسن الاختيار والاتعاظ بتجربة السنوات السبع الماضية، التي تعاقب فيها على الحكم ثلاثة زعماء لقوائم وفرت لهم المحاصصة فرصة تولي مسؤولية رئاسة الوزراء.

 ستتغير بعض الوجوه في البرلمان الجديد، وسيدخل عليه من حصل على ألف صوت فقط، بينما يحرم من التمثيل من حصل على عشرة آلاف صوت، بحكم قانون القوى المتنفذة، وستتشكل الوزارة بعد شد وجذب، وسيرافق ذلك كله أزمات مرهقة، قد تستغرق وقتا وجهدا كبيرين، وسيسوّق لنا تشكيلها كانجاز وطني كبير، وكأنه ثمرة نادرة، وستضم التشكيلة بعض الوجوه الجديدة الى جانب الوجوه القديمة، فسحر المحاصصة من ثوابتهم التي لا تتغير. ولن تتغير أيضا القبضة المتحكمة في اللعبة ذاتها.

 الثابت الذي لا يتغير، هو المتحكم بالقرار السياسي، فالتغيير لا يشمل القادة الذين رسموا حدود اللعبة، هم وحدهم من يحركها، ويساهم معهم في تحريك القرارات الكبيرة، قوى أخرى، نفوذها يأتي من خلف حدود بلدنا المفتوحة.

 هي نفس القوى التي مولت حملاتهم بسخاء، أيادي الجيران الذين أنفقوا على الحملات الانتخابية، واتخذوا من بعض القوائم ممرا نحو خيرات العراق وأمنه وسلامته. فتمويل الحملات الانتخابية ، لم ولن يكون عملا خيريا، او حبا بسواد عيون الذين ارتضوا لأنفسهم مثل هذا الدور، وإنما هو استثمار للحصول على المزيد من الهيمنة على مقدرات العراق.

 التغيير كلمة تعني في قاموس "هؤلاء" ربط العراق بمصالح لا ينتفع منها أهل العراق.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.