اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الذكرى 65 للإنتصار على الفاشية .. بطولات ، تضحيات ودروس -2 –

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  يوسف شيت

الذكرى 65 للإنتصار على الفاشية ..

                      بطولات ، تضحيات ودروس -2 –

 

كانت نتائج الحرب العالمية الأولى كارثية لما خلفته من ملايين القتلى وتدمير إقتصاد عشرات البلدان وإعادة إحتلال بلدان بكاملها من قبل الإمبرياليين . وكان لصعود هتلر الى دست الحكم في ألمانيا من نتائج تلك الحرب والذي أشعل،كما أسلفنا سابقا، نيران الحرب العالمية الثانية التي فاق فيها الدمّار عشرات المرات مما دمّرته الحرب الأولى .    ه 

 

 تمّ الإتفاق بين القيادة السوفييتية وبقية قادة الحلفاء بأن يقوم الإتحاد السوفييتي بدعم الجبهة الشرقية (حرب المحيط الهادي) وفتح جبهة لمحاربة القوات اليابانية،حينها كانت رحى المعارك تدور بين قوّات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة وقوات المحور بقيادة اليابان . إلتزمت القيادة السوفييتية بوعدها وشرعت بإرسال قوّاتها الى الحدود مع مقاطعة منشوريا التي تحتلها اليابان بعد الإعلان عن يوم النصر في 9 أيار 1954 . ألقت الولايات المتحدة قنبلتها النووية الأولى على هيروشيما يوم 6 آب،أي قبل بدا الهجوم السوفييتي بيومين،يوم 8 آب،ثمّ ألحقتها بقنبلة أخرى على ناكازاغي يوم 9 آب،اي بعد الهجوم بيوم واحد . إدّعت الولايات المتحدة بأنّ السبب الرئيسي هو إنهاء الحرب بأسرع ما يمكن وتقليل خسائرها والبدأ بالإعمار . كان هذا أحد الأسباب،ولكنه ليس الرئيسي . السبب الرئيسي هو توجيه رسالة الى الإتحاد السوفييتي قبل البدأ بمفاضات الحلفاء المنتصرين بأنّ الولايات المتحدة تملك سلاحا يفوق تلك التي إستخدمها الإتحاد السوفييتي في الحرب ولا حدود إخلاقية في إستخدامه .   وكان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق يدعو الى القضاء على الإتحاد السوفييتي والتخلّص من خطر الشيوعية،لكن أفكاره لم تحضى بالقبول من جانب حلفاءه لأنّ الحرب الفعلية قد تؤدّي الى خسارة ما حققوه في الحرب الثانية،وكون الإتحاد السوفييتي حاز على مكان دولية مرموقة تؤهله لردّ إي عدوان آخر . ولكن كان للغرب خططا أخرى بدأ بتنفيذها،ومنها ،إقامة أحلاف عسكرية وتطويق الإتحاد السوفييتي بمئات القواعد العسكرية وتشويه نتائج الحرب الثانية وعدم تقديم أية مساعدة مادية الى دول أوروبا الشرقية التي دمرّت فيها الحرب مدنها وصناعتها وثرواتها الزراعية والحيوانية،بعكس دول أوروبا الغربية التي لم تتضرر إلاّ قليلا وقدمت لها مساعدات مادية وفق "مشروع مارشال" الذي إقترحته الولايات المتحدة . هكذا بدأ الغرب ،ما سمي بالحرب الباردة،حتى سقوط التجربة الإشتراكية عام 1991 تحت وطئة تراكم أخطاء قيادات الدولة وخطط الرأسمالية .    ا

 

لقد قيّم زعماء الولايات التحدة وبريطانيا وفرنسا آنذاك بطولات الجيش الأحمر بشكل عال وكانت له اليد الطولى في القضاء على الفاشية . أما من جهة أخرى،وهذا حال المنافقين، يدّعي الإعلام الغربي أنّ البرد ألقارص والثلوج وتهور هتلر وإجبار المواطنين السوفييت وزجّهم في الحرب كانت وراء إنتصار الجيش الأحمر . هذه مجرّد إدّعاءات،لأن المناخ في الإتحاد السوفييتي فيه الفصول الأربعة،والصيف حار في المناطق التي دارت فيها المعارك،مثل بقية الدول الأوربية ،ولم يسمع أحد بأنّ المعارك بين الجيش الأحمر والجيش الألماني كانت موسمية . فمعركة " قوس كورسك " ،وهي من أكبر معارك الدروع، حدثت في تمّوز وآب 1943،ومعركة برلين  "أعتقد " حدثت في مناخ ألمانيا وليس ضمن مناخ روسيا . أمّا هتلر كان متهورا دائما،حتى عندما إحتلى أوروبا،ثمّ فرنسا خلال أسبوعين . إنّ إنتصار الشعب السوفييتي على الدولة النازية يعزى أولا وقبل كل شيئ الى الروح الوطنية للمواطنين السوفييت التي أعطت للقيادة السوفييتية إمكانية العمل بجدية عالية ثمّ إمكامية العلماء والمهندسين السوفييت في تطوير مختلف أنواع الأسلحة،بما فيا الصاروخية،وكذلك الدعم المعنوي من قبل شعوب العالم وحركات التحرر آنذاك . وليس بعيدا عنّا أن نرى بأن الرأسمالية وحلفاءها في الدول النامية تلجأ الى تغييب الهوية الوطنية والسيطرة على عقول الناس عن طريق الترويج للمشاعر القومية والطائفية والدينية والعشائرية والإقليمية وغيرها من التي تفرّق بين أبناء الشعب الواحد . ولا يستغرب أحدا بأنّ السوفييت أطلقوا على تلك الحرب ب الحرب الوطنية العظمى

 

لقد مرّت 65 عاما على ذلك الإنتصار الكبير،ولكن ليس الإحتفال مجرد تذكير الحدث،بل العبرة هي في تقييم الحدث وما حققته الشعوب،وخاصة شعوب الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط خلال هذه الأعوام . منذ سقوط الإتحاد السوفببتي،وكما قلنا نتجة تراكم أخطاء قياداته وخطط الدول الرأسالية والتي كانت مدعومة من قبل الكثير من زعماء العرب،ولحد الآن حدثت مجازر سواء عن طريق التحريض لحرب أهلية أو بين الدول أو إحتلال دول ذات سيادة ،مثل العراق وأفغانستان بشتى الحجج وتهديد دول أخرى بشتى الوسائل مثل سوريا وكوريا الشمالية وايران،إضافة الى التدخّل بشؤون دول أخرى،مثل لبنان وغيرها . هذا هو منطق الرأسمالية العالمية . هل لنا من خطط مستقبلية لتأمين حياة حرّة كريمة لشعوبنا،أم أنّ نازيات وطائفيات جديدة في إنتظارنا ؟   

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.