اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الميزانية بين الاقتصاد والرياضيات, مجرّد ألتفاتة// د. يوسف شيت

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

 

 

اقرأ ايضا للكاتب

الميزانية بين الاقتصاد والرياضيات, مجرّد ألتفاتة

د. يوسف شيت

 

عندما نتحدّث عن الاقتصاد، يعني تقديم حسابات، والحسابات في كثير من الأحيان تتجّه إلى القوانين الرياضية، وخاصة في تحديد ميزانية الدولة التي هي شريان الحياة للمجتمع، هذا الشريان الذي قطع لسنة كاملة في 2014 بعد أن تلوّث بسبب الجروح على يدّ أناس شربوا، وربّما لم يشبعوا، من دمه. والعملية لازالت مستمرّة، نأمل بنجاحها.

لست اقتصاديا، ولكن البحث الذي نلت شهادتي من خلاله قبل 35 عاما والذي يبحث في هندسة منجم فوسفات عكّاشات في محافظة الأنبار دعاني إلى كتابة هذه الالتفاتة إلى من يهمّه أمر العراق من المسؤولين في الدولة قبل المسؤولين عن اقتصاد العراق. وبشكل خاص إلى السادة الأكاديميين : رئيس مجلس  الوزراء د. حيدر العبادي، الدكتورة السيدة ماجدة التميمي، د. مظهر محمد صالح، د. مهدي الحافظ وغيرهم.

ليس هناك من عجب في العلاقة بين الهندسة والاقتصاد، وخاصة أنّ الاثنين يعتمدان على الحسابات، وأحيانا على نفس النهج الرياضي. سابقا، والكثير منهم حاليا،من مصممي المشاريع، يعتمدون في تحديد إنتاجية المعدّات sauوالمعامل والمصانع والمناجم على العوامل الثابتة، مثل الإحصاء الرياضي، ويهملون العوامل المتغيّرة التي ظهر فيما بعد بأنّها اللاعب الأساسي في تحديد الانتاجية. لهذا، تغيّر النهج الرياضي في تحديد الانتاجية وأصبح الإحصاء الرياضي عاملا مساعدا بعد أن كان أساسيا.

لما كانت ميزانية الدولة تعتمد بالدرجة الأساسية على واردات النفط (94%)، يعني بأنّ عوامل متغيّرة (متقلّبة) تتحكّم بها، مثل أسعار النفط والكميّات المصدّرة منه. ومن الخطأ هنا اعتبار هذين العاملين الأساسيين ثابتين، وخاصة الكميّات المصدّرة من النفط بسبب الظروف الأمنية والصراع بين الأحزاب داخل البرلمان والحكومة. أمّا العوامل الثابتة في عملية الإنتاج عامة هي، الأجور، معدّات الاستخراج، والنقل (أنابيب، سيارات وغيرها)، الورشات، والبنايات، مع احتساب الإدامة والإندثار، بالإضافة إلى مصروفات غير متوقعة لا تدخل فيها مصروفات شخصية، والإبتعاد عن وضع أبواب صرف الغاية منها الإثراء الشخصي.

من هنا تبرز قضية مهمّة وهي الطبيعة الاحتمالية للموازنة، أي أنّه يمكن التوصّل إلى رقم محدد للميزانية السنوية بعد استخدام نظرية الاحتمالات ونظرية المباريات ( أحيانا تسمّى نظرية اللعب) التي يلجأ إليها الاقتصاديون والإحصاء الرياضي. والاحتمال يعني ميزانية تتراوح من 0- 100%  وبين هذين الاحتمالين يمكن أن نضع، مثلا 100 أو 1000 أو مليون وأكثر من الاحتمالات إذا توفّر لدينا برنامج حاسوبي. أو بالطريقة اليدوية التي تأخذ وقتا طويلا وحسب عدد الاحتمالات، وهنا يمكن أخذ ،مثلا، 1000 احتمال. إلاّ أنّه في الحالة الراهنة نضع سعر البرميل بين 30- 70 دولارا، لأنّ الاحتمالات تتحدّث عن ارتفاع وانخفاض سعر البرميل خلال السنة الحالية الذي تفرضه شركات النفط الرأسمالية تماشيا مع سياسات الدول الكبيرة، وكذلك الإنتاج اليومي المصدّر مثلا، بين 2,5- 4,5 مليون برميل. لما كانت واردات النفط عبارة عن حاصل ضرب الكميّة المصدّرة في سعر البرميل، يظهر السؤال التالي : أي سعر محتمل للبرميل بين 30 و70 دولارا يتطابق مع الكميّة المحتملة المصدرّة خلال السنة بين 2,5 و4,5 مليون برميل لنحصل على واردات أقرب إلى الواقع. عند استخدام نظرية الاحتمالات يظهر لدينا في كلّ حالة زوج من السعر الممكن  والسعر المخطط، وكذلك بالنسبة للكمية المصدّرة. وهنا تظهر حالة واحدة من الحالات يتطابق السعر الممكن مع المخطط، وكذلك بالنسبة للكمية المصدّرة. عند وضع الخط البياني للعلاقة بين الكمية المصدرة والسعر مع الخط البياني للخطورة في الإنتاج نحصل على نقطة تلاقي بين الكمية المنتجة على المحور السيني (س) وبين الخطورة والكمية المصدرة على المحور الصادي(ص). إلاّ أنّ نسبة الخطورة في الإنتاج حسب أوضاع العراق يمكن تخفيضها قليلا، أي أنّ الواردات تقلّ قليلا أيضا.

من هذا يمكن أن نستنتج، بأنّ ميزانية الدولة يجب أن توضع من قبل اختصاصيين في الاقتصاد والمحاسبة وعلوم الحاسبات، ثمّ تطرح إلى مجلس الوزراء ليتمّ شرحها وتعديل الأبواب التي لا علاقة لها بما تمّ التوصّل إليه من سعر وكمية المصدّر من النفط، لتطرح أخيرا أمام مجلس النوّاب لمناقشتها بعيدا عن التجاذبات السياسية.

 

متى تفكّرون في إفساح المجال لأكاديميكم، خاصة من الشباب منهم، أن يأخذوا أماكنهم المناسبة وتتخلّون عن التفكير بالأرباح والمنافع الشخصيّة والفخفخة؟؟؟

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.