اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خلية أزمة؟؟// د. يوسف شيت

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. يوسف شيت

 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

خلية أزمة؟؟

د. يوسف شيت

 

اعتاد الحكّام، وفي أي بلد من بلدان العالم، إنهاء مطالب الناس المحتجّين بمختلف الوسائل من وحشية مفرطة إلى دبلوماسية، والمهم بالنسبة للحاكم هو امتصاص النقمة، ويعود السبب، إمّا إلى عدم رغبة هذا الحاكم بتنفيذ المطالب أو عجزه عن ذلك. للجماهير العراقية تاريخ حافل في طريقة الإعلان عن مطالبها وحقوقها المشروعة، بدءا من وثبة كانون 1948 وحتى 30 تمّوز 2015. وهذه المطالب والحقوق تأتي إمّا بسبب السياسات الاقتصادية للنظام الحاكم بخلق فروقات طبقية شاسعة داخل المجتمع ووقوع الثروات بأيدي غير أمينة وتأمينها في دول أخرى إمّا في البنوك أو إقامة مشاريع فيها أو شراء عقارات،  والسبب الآخر هو تعرّض الاستقلال الوطني إلى الخطر.

 

ما يخصّ الاستقلال الوطني، كما يقول المثل "حدّث ولا حرج"، وهناك من يستهزيء به ويعتبره مصطلح ولّى زمانه. لكن ماذا نسمي بناء أمريكا لأكبر سفارة في العالم في بغداد وتخصيص قطعة أرض من قبل حكومة الإقليم لبناء أكبر قنصلية لها في العالم ووجود قواعد عسكرية لها، وجود ميليشيات ممولة من إيران تعبث في ارض العراق فسادا، وجود قواعد تركية في العراق وقصف طيرانها لقرى كردية بحجة محاربة الإرهاب الكردي وتحت أنظار حكومة الإقليم، تمويل الإرهابيين والمنظمات التي لا تعترف بالعملية السياسية في العراق ومؤتمرات "قادة السنّة" من قبل دول الخليج؟

 

مأساة الشعب العراقي لا تنتهي، واليوم تعكسها انتفاضة مدن الجنوب وبغداد وديالى، وهناك احتمال وصولها إلى المحافظات الأخرى. لم تستثن حكومة العبادي استخدام القوة للقضاء على الانتفاضة إلى جانب تدخل الميليشيات التي تقوم باعتقال المواطنين وتعذيبهم. وقد استشهد الكثير من المنتفضين المسالمين بسبب استخدام العنف المفرط في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة.

 

لامتصاص النقمة الشعبية دعا العبادي إلى "تنفيذ مطالب المنتفضين" !!! ثمّ توصّل إلى حلّ بتشكيل خلية أزمة! وقد مرّ العراقيون بكثير من هذه الخلايا واللجان التي يسترزق منها أعوان النظام بدون أن تقدّم أي حلّ. والإبداع في حلّ مشاكل الناس في، هذه المرّة، هو تشكيل خلية أزمة في كلّ وزارة، وبغضّ النظر عن الأعداد الهائلة التي ستسترزق من هذه الخلايا، نسأل السيد العبادي: أية حلول سحرية ستقدّمها هذه الخلايا "الوزارية" إذا كانت الوزارة متهمة بالفساد من وزيرها حتى أصغر موظف فيها. ألم يعرف السيد العبادي ومن سبقوه من قادة أحزاب السلطة شيعية وسنية وقومية ما هي مأساة الناس؟ في مقدّمة هذه الأسباب هو وجودهم في السلطة وحفاظهم ودفاعهم المستميت عن نظام المحاصصة وفسادهم الذي يزكي الأنوف واستقواءهم بالدول التي تنهش العراق 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.