اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ديمقراطية الايام ...ام دكتاتورية القرون...من سيغلب؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
 
احمد حسن الصائغ

ديمقراطية الايام ...ام دكتاتورية القرون...من سيغلب؟

 

سنوات طويلة مرت على ارض النهرين شهدت خلالها اصنافا كثيرة من البشر ...موجات بشرية تستوطن , وموجات اخرى تهاجر ...الهة تعلو واخرى تهبط ... سلالات ملكية تقضي واخرى تظهر . والموحد لشعب ما بين النهرين عبر الزمان كان على الدوام شخص الحاكم الاوحد . الدكتاتور المطلق , الحاكم القوي ,الذي يوزع ظلمه على الناس بكل عدالة.فما كان لدولة اكد ان تكون لولا ظهور سرجون   وما كان لدولة اشور ان تسود لولا وجود  بانيبال بينهم . وبابل العظيمة , هل  كان لذكرها المخلد ان يكون لولا حمورابي ومن بعده نبو خذ نصر (ملك الجهات الاربع)... واغلب الظن ان جينات القدامى  من مستوطني الارض قد انتقلت عبر العصور الى الجيل الحالي ..فهذه صبغة العراقيين الجامعة لهم بجميع اطيافهم (الم تر الى اعناقهم كيف تشرأب الى القائد الموحد المنتظر الذي يجتمع عليه الناس ) وكلما ظهر زعيم مدعوما باذرع واصوات قومه, سارع الاخرون لاسقاطه لانه ليس من دينهم او من قوميتهم او عرقهم او حتى لانه ليس من مذهبهم ومدام هذا حالهم ..فلن يجتمعوا بالضرورة الا بما اجتمع عليه الاقدمون (رضي من رضى وسخط من سخط) ...لعل نغمتي اليوم تكون نشازا في ظل اصوات الديمقراطية العالية ...ولكن لما الاستغراب ,ان كانت ثقافة الديكتاتورية هي  السائدة في دول منطقة جوار العراق جمعيا باستثناء تركيا التي استطاعت ان تكسر ذلك في اطار سيرها نحو اوربا ...فالاردن وسوريا والسعودية والكويت هي جميعا ديكتاتوريات مطلقة تستمد وجودها من نفس القيم المجتمعية المسيطرة على المنطقة . اما ايران وكجزء من عقيدة التقية التي تؤمن بها فانهاقد ابتدعت نظاما ظاهره الديمقراطية وباطنه الديكتاتورية . وما المشاكل التي اعقبت ثتبيت نجاد على كرسيه الا دليل على فردانية خامنئي وسلطته المطلقة في حكم ايران ولمدى الحياة...الامام الحاكمم بأمره, شاغل كرسي المرشد الاعلى ..المعصوم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه ...

 

اذن هي ثقافة عامة يخضع لها الجميع .. ومع دخول الديمقراطية الغربية  محمولة على دبابات الابرامز الامريكية  الى العراق.. بدأ الجميع يكرزون بأسمها ويبشرون  بمستقبلها المشرق الذي سيجعل من ارض العراق تفيض لبنا وعسلا . وفعلا صدق اغلب العراقيين هذه الاكذوبة لاسيما عند سماعهم لعرابي الديقراطية الذين امتطوا صهوتها ليهاجموا الدكتاتورية . حتى ان المشاهد لهم على شاشات الفضائيات  كان يتوقع في كل لحظة انبات اجنحة الملائكة على ظهور اولئك الحواريين المبشرين بفردوس الديمقراطية. كيف لا وهالات القداسة تحيط بهم فوق الرؤوس. ولكن البعض الاخر من العراقيين انتبه بوقت مبكر للخطر المحدق بالعراق حيث ستستخدم الديمقراطية معبرا لتثبيث حكم اعتى الديكتاتوريات ...كان ذلك منذ ان اتجه حديث الاكثرية والاقلية نحو العرقية والعنصرية والطائفة الاكثر والطائفة الاقل .. ومرت الايام وسبح شعب العراق في شلالات من الدم المتدفق الذي لم يتوقف منذ 8 سنوات ...ومع كل انتخابات" ديمقراطية " يقنع العراقيين او يقنعون (مبني للمجهول) بمقالة هذا اوذاك من السياسين بانه سيفعل كذا وكذا ان استلم السلطة وانه سيغدر الحكم طوعا وبشكل سلمي بمجرد انتهاء ايام ولاياته الدستورية ...الان وبعد ان وضعت الانتخابات اوزارها توقع البعض ان يقوم السياسي الخاسر بتسليم السلطة الى الفائز وكما وعد. ولكن انا للخاسر المتغطرس ان يعترف بالهزيمة, وانى له ان يقفز على حقائق التاريخ والبيولوجيا الخلقية التي جذرت الديكتاتورية في اعمق خلاياه ...وانا له وهو المتحدر من البيئة العشائرية التي تدين بالولاء للشيخ فوق اي ولاء اخر اي يعطي ما ملك   .. وهل يستطيع رجل ان يعطي السلطة في العراق لاخر؟ وقد سبق القول منه انه (ما ينطيها) هكذا قالها في حفل حضره اعوانه ومناصروه من الذين امتلاءت جيوبهم بمال العراقيين المستباح , ليررددوها  بطريقة هستيرية تدحض كل مزاعمهم التي ادعوها بالديمقراطية ... فالعراق لمن يملك اسباب القوة ف.  وليذهب الفائز عبر بوابة الديمقراطية الى الجحيم .

 

وما دامت ثقافة المشيخة هي السائدة في العراق (الدينية والعشائرية) فلن يكون للديمقراطية مكان في هذا البلد ..

 

 فلتزل الهة العشائر اولا ولتزل قدسية رجال الدين الذين لا ياتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من  خلفهم .. . قبل ان ينادي احد بالديقراطية ..ولتزل ثقافة المرجعيات التي اصبح السياسي لا يقطع امرا دونها لان المرجع معصوم فهو ظل الله في الارض(حسب زعمهم)

 

 والا فالعراق باق على حاله غارق في اوحال التخلف والمرض والجوع والعوز ما دام الشيخ وابناؤه منعمون بخيرات هذا البلد الذي لا يحلو لهم ان ينفقوها الا في اوربا او امريكا....

 

وليسقط العراق ما دام شيخه الاكبر قد امسك بزمام الامور وضمن بقاءه على الكرسي عبر تحالفات ما بعد الانتخابات التي لم تسمع الديمقراطية لها مثيل في العالم . ولاشك ان دكتاتورنا الاعظم يردد الان في سره عاشت الديكتاتورية ان ضمنت لي السلطة ..وان كان في الديمقراطية زوال الملك فالتذهب الديمقراطية الى الجحيم

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.