اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا أكره السلام ولكن!// علاء الخطيب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء الخطيب

 

عرض صفحة الكاتب 

لا أكره السلام ولكن!

علاء الخطيب

 

لا أحد يريد الحرب وليس هناك من يعادي اسرائيل ترفاً. الذين انتقدوا التطبيع الاماراتي مع اسرائيل ليسوا ضد السلام, ولا يشجعون الحرب او يرغبون بها, وأعتقد الشعوب العربية والاسلامية كبقية شعوب الارض تحب السلام والامن والاعمار G, ولكنها تريد السلام مقابل السلام... والسلام مقابل الحل العادل والشامل كما كان يرددها الرئيس حافظ الاسد, أو السلام مقابل الارض وحل الدولتين كما اقتترح الملك عبد الله بن عبد العزيز وليس سلام دون مقابل أو مقابل الوهم.

او سلام أضعف الايمان كما يراه الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق ذو المواقف المعروفة والشهيرة بالنسبة للعلاقة مع اسرائيل, فيحدد نوع السلام وشكله يقول: ان السلام لابد ان يقوم على اسس واضحة حتى يكون التطبيع دائماً ومستمراً ومقنعاً للشعوب.

 

للاسف بعض الاعلام العربي يسوق مغالطة منطقية, ويريد ان يكرسها في عقل الانسان العربي أن المقاومين لاسرائيل هم اعداء السلام, وضد الامن والاستقرار في المنطقة , بينما الامر عكس ذلك تماماً.

فلو طرحنا بعض الاسئلة سنجد ان هناك تظليل اعلامي كبير يكتنف الحقيقة, وان التطبيع الذي تقوم به بعض الدول العربية ليس فعل يترتب عليه مرحلة قادمة من الاستقرار والامن, ولكنه رد فعل وتخندق في محور يضر بالمنطقة والعرب, والمشكلة التي تقلق شعوب المنطقة أن اسرائيل تحصل على كل شيء ولا تمنح شيء, وهذا ما يجعل الشعوب العربية في الضد من اي عملية تطبيع أوتقارب غير مجدي , يُبقي المشكلة  قائمة على ما هي عليه.

 

الشعب العربي يريد ان تكون المواقف العربية موحدة قوية وليست مواقف مجتزئة تجعل اسرائيل تستفرد بالعرب.

فلا زال الشارع العربي يردد قول الشاعر العربي :

تأبى العصي اذا اجتمعن تكسراً

واذا افترقن تكسرت آحادا

 

البعض يقول ان السلام ضروري وحاجة ماسة لشعوب الشرق الأوسط التي عانت ولازالت تعاني من الحروب وويلاتها. وهذا قول صحيح وعقلاني ولا يختلف عليه عاقلان. ولكن الخلاف ليس على مضمون السلام بل على شكل السلام. فأي سلام يبحث عنه الخليجيون؟

فهل تبحث دول الخليج عن السلام والامن والاستقرار؟ وهل هي فعلا تختار السلام بمحض ارادتها دون ضغوط؟ وهل هي في حالة حرب مع اسرائيل كي توقع معاهدة سلام معها؟

 

هذه الاسئلة الجوهرية هي التي ستفتح لنا الطريق امام فهم عملية التطبيع مع السرائيل. فلوكانت الدول الخليجية تبحث عن السلام والامن والاستقرار, لمدت جسورها مع ايران البلد المجاور والذي يقع في الضفة الاخرى المواجهة من الخليج  والذي يقلقها بتصرفاته وسلوكه, بينما اسرائيل بعيدة عنهم ولا تهدد الامن في الخليج, كما ان دول الخليج العربية ليست دول مواجهة، كي تخشى الحرب معها, كما انها تمتلك علاقات جيدة مع الجانب الاسرائيلي، لكن ربما تتعرض لضغوط كبيرة من جانب الولايات المتحدة  لتوقيع مثل هذه الاتقاقيات ليحقق الرئيس ترامب نصراً وهمياً ربما يضمن له ولاية ثانية، التي باتت بعيده عنه، لذا لابد من السؤال التالي:

ما الذي تستفيده دول الخليج من التطبيع مع اسرائيل؟

 

اوافق تماماً وجهة النظر الاماراتية والعربية والعالمية التي تقول ان الاتفاق بين الامارات واسرائيل يدعم عملية السلام فأي تفاهم بين دولتين في المنطقة ينعكس بشكل او بآخر على كل دولها, ولكن لا يمكن النظر للسلام بعين واحدة, فالباحث عن السلام والاستقرار عليه  ان ينظر الى المشكلة برمتها وليست الى جزء منها, فلا يمكن ان اعمل سلام من جانب واستعدي جانب اخر, ولا يمكن ان اعمل سلام واتغاضى عن المشكلة الرئيسية التي اشعلت المنطقة, وهي حقوق الشعب الفلسطيني.

 

إذاً من المستفيد من التطبيع

 بالتأكيد المستفيد الاول في هذه الاتفقيات هي اسرائيل كي تصل الى المياه الدافئة وتحقق حلمها من النيل الى الفرات.

وهذا ما يقلق شعوب المنطقة

فلسنا نكره السلام ولكننا نبحث عن السلام العادل .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.