اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حزب الله وحزب الدعوة وداعش// زكي رضا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حزب الله وحزب الدعوة وداعش

زكي رضا

الدنمارك

3/9/2017

 

لقد فتح الإتفاق الأخير بين حزب الله اللبناني والحكومة السورية مع تنظيم داعش الإرهابي لمغادرة التنظيم مواقعه من الحدود اللبنانية السورية الى الحدود العراقية السورية أي من غرب سوريا الى شرقها والذي لم يجري دون علم إيران وروسيا، الباب واسعا أمام تكهنات عديدة حول أهداف الصفقة ومدى تأثيرها على الوضع الأمني غير المستقر أساسا غرب العراق. ولكن وقبل تناول أهداف الصفقة بين الطرفين علينا إعطاء حزب الله وحلفائه الحق الكامل في البحث عن مصالحهم وإبعاد مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي عن حدود لبنان أولا ومنح حليفته الحكومة السورية فرصة بسط نفوذها على غرب بلادها كي يكون بإستطاعتها إعادة تمركز قواتها للقتال في جبهات ضيقة ومحددة خصوصا بعد إبرامها إتفاقات سابقة مع الإرهابيين لإخلاء مناطق واسعة من محيط العاصمة وريفها.

 

حزب الله، حزب له ثقله على الساحة اللبنانية وشريك فاعل بالسلطة وعلى عاتقه تقع إلتزامات سياسية وعسكرية عليه القيام بها على المستوى المحلي، لذا فأن إستقرار الحدود اللبنانية السورية وبعد تدخله المباشر في القتال الى جانب الحكومة السورية وإحتلال إرهابيي داعش لمساحات واسعة من أراضي الأخيرة والمتاخمة للحدود اللبنانية كان مطلبا شعبيا لبنانيا قبل كونه مطلبا رسميا. لأن إستمرار تواجد داعش على الحدود السورية اللبنانية وخطفه وقتله لعناصر الجيش اللبناني وتأزيمه للوضع اللبناني الداخلي عن طريق أنصاره من لبنانيين وفلسطينيين داخل المخيمات، وضع حزب الله أمام تساؤلات عديدة للشارع اللبناني خصوصا بعد تصريحات ساسة وعسكريين لبنانيين عن محاولات الإرهابيين نقل المعارك من الاراضي السورية الى داخل الاراضي اللبنانية. وعليه فأن حزب الله يكون بهذه الصفقة قد حقق أول أهدافه أي إستعادة الأمن على جانبي حدود بلاده مع سوريا ونقل المعركة بعيدا عنها.

 

ولأن حزب الله كما بقية الأحزاب والميليشيات الشيعية بالعراق وغيره من البلدان يعتبر بيدقا إيرانيا وهذا ما لا يكذّبه الحزب بل إفتخر به مرارا عن لسان زعيمه السيد "حسن نصر الله" الذي أكّد لمرّات ولا يزال من أنه جندي عند ولي الفقيه "الخامنئي"، فأنّه لم ولن يبرم أي إتفاق ولن يدخل أية معركة الا بأوامر إيرانية صرفة وبما يخدم مصالح إيران وحلفائها بالمنطقة. ومصلحة إيران اليوم في سوريا هي الحفاظ ليس على النظام السوري فقط بل يتعداه الى وحدة الأراضي السورية وإنهاء أية محاولة لتجربة كوردية كما تجربة كوردستان العراق. إضافة الى إبقاء الوضع بالعراق على حاله من عدم الإستقرار وخصوصا في المناطق السنّية، كتصفية حسابات مع أبناء هذه المناطق الذين يعتبرون بنظر إيران العمود الفقري لنظام البعث الذي دخل وإياهم في حرب إمتدت ثمان سنوات من جهة، ولتدمير المدن والبلدات السنّية الطابع والهوية عن طريق فسح المجال لعصابات داعش بالتسلل لهذه المدن والبلدات وتدميرها من خلال معارك إحتلالها وتحريرها تلك التي تجري بين الجيش العراقي والبيشمركة والمتطوعين والميليشيات الشيعية التي تعمل بإمرة إيران من جهة وعصابات داعش من جهة ثانية، لإستمرار الشحن الطائفي ما يؤدي الى إستمرار نظام المحاصصة الطائفية وهيمنة الأحزاب الشيعية على السلطة خدمة للمشروع الإيراني.

 

خلال الإتفاق الأخير بين حزب الله وداعش لنقل عناصره من منطقة الجرود اللبنانية والسورية الى البوكمال على الحدود العراقية السورية أي شرقها إرتكب حزب الله وحلفائه جريمة بشعة بحق شعبنا ووطننا، تضاف الى جرائم سوريا بإحتضانها للإرهابيين وفتح معسكرات تدريب لهم وتوفيرها كل المساعدات اللوجيستية لضرب السلم الأهلي والمجتمعي ببلدنا، قبل أن تتذوق سوريا نفسها نفس السم ومن نفس المطبخ. ويبدو أنّ سوريا وهي تتلقى دعما روسيا وإيرانيا على الصعد السياسية والعسكرية والإقتصادية ودعما بشريا من حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، لازالت تتعامل مع الملف العراقي بإستخفاف حالها حال حزب الله وإيران، ولا يهمّها مطلقا أن يظل العراق يدفع ثمن جرائم داعش من دماء أبنائه ودمار مدنه. ولحد الآن نرى أنّها على حق كونها تبحث عن مصالح شعبها ووطنها، لا كما ساستنا الشيعة وهم يبحثون عن مصالح سوريا وإيران وحزب الله بعيداً عن مصالح شعبنا ووطننا، لذا نرى أصوات نكرة تبرر الإتفاق المشين والإجرامي بين حزب الله وداعش لتقارنه بين تسليم عناصر داعش أنفسهم لعناصر البيشمركة في تلعفر في تبرير صبياني لا يأخذ بالحسبان خطر هذه العصابات وهي تتواجد على حدود العراق الغربية والرخوة عسكريا لوجود حواضن لهذا التنظيم الإرهابي.

 

هل يشكل إنتقال الدواعش الى شرق سوريا خطرا على بلدنا، وما هو موقف حسن نصر من الأمر؟ كي نجيب على السؤال علينا أن نعود الى خطاب له القاه بمناسبة العاشر من محرم العام الماضي أي في شهر أكتوبر سنة 2016، حينها نرى أنّ نصر الله ليس سوى عدّو لبلدنا وشعبنا ويجب الوقوف بوجهه وفضحه ورعاته وأنصاره من رجال دين وساسة عراقيين وزعماء ميليشيات مسلّحة. قال "حسن نصر الله" في خطابه العام الماضي والعراقيون كانوا يتجهون لحسم المعركة المصيرية وتحرير الموصل من براثن التنظيم الإرهابي، وبعد أن تحرّكت قوافل من داعش نحو الحدود العراقية السورية دون أن تتعرض لقصف الطيران الأمريكي قال (اليوم الأميركيون يريدون، كما قلت بالأمس، تكديس داعش في المنطقة الشرقية من سوريا، أقول للعراقيين، للإخوة العراقيين، ليس فقط من أجل سوريا، بل من أجل العراق، من أجل العراقيين، من أجل الشعب العراقي، تكديس داعش في سوريا بعد هزيمتها من العراق إلى ماذا سيؤدي؟ وقد أجاب السيد "نصر الله" على السؤال الذي طرحه بنفسه بنقطتين هما:

 

أولاً، ستستغل تواجدها العسكري والأمني في المنطقة الشرقية يعني على الحدود الغربية للعراق لتنفيذ عمليات أمنية وإرهابية وانتحارية حيث تصل أيديها في داخل العراق، وستجدون أنفسكم لتوقفوا هذه العمليات الانتحارية والتكفيرية مجبرين أن تدخلوا إلى المنطقة الشرقية من سوريا.

 

وثانياً، سوف تحشد داعش لتعود من جديد إلى العراق، أساساً قبل سنوات عندما كانت الأنبار وصلاح الدين ومحافظة نينوى الموصل كانت في يد الحكومة العراقية، من أين دخلتها داعش؟ دخلتها من الرقة، من دير الزور، من المنطقة الشرقية في سوريا.

 

هنا علينا محاورة السيد "نصر الله" ومن خلاله المالكي الذي برّر إتفاقه وحزبه والعصابات الإسلامية "الميليشيا" بالإستنتاجين اللذين توصّل أليهما في خطابه ذلك، لنرى هل حقّا أنّ نصر الله حريص على الدم العراقي والأرض العراقية؟

 

أن عصابات داعش ووفق الأتفاق الأخير مع حزب الله ستستقر في المنطقة الشرقية من سوريا، أي غرب العراق. وهذا يعني وفق إستنتاج "نصر الله" وهو إستنتاج صحيح جدا، من أنّ داعش ستستغل تواجدها العسكري شرق سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية وإنتحارية داخل العراق. وسوف تحشّد قواتها وخلاياها النائمة في مدن وبلدات غرب العراق لتعود الى المدن والبلدات والقصبات التي تركتها مؤخرا نتيجة خسارتها لمعاركها في مواجهة الجيش العراقي والبيشمركة والتشكيلات شبه العسكرية التي تقاتل معهما من جديد. وهنا نود أن نقول له ومن تساؤله نفسه نعم أي السيد نصر الله، أنّ داعش دخلت أراضينا من الرقّة، من دير الزور، من المنطقة الشرقية لسوريا، وأنت اليوم بإتفاقك هذا جئت لنا بالدواعش من جديد الى نفس المنطقة التي حذّرتنا من عدم تكديس الدواعش فيها حفاظا على أرضنا وشعبنا!!!

 

يبدو أنّ السيد نصر الله أصيب كما الساسة العراقيين بمرض فقدان الذاكرة وهو يقول (إذاً، هذا الخداع الأميركي سيضيع انتصاركم في الموصل، الانتصار العراقي الحقيقي هو أن تضرب داعش وأن يعتقل قادتها ومقاتلوها ويزج بهم في السجون ويحاكموا محاكمة عادلة، لا أن يفتح لهم الطريق إلى سوريا، لأن وجودهم في سوريا سيشكل خطراً كبيراً على العراق قبل كل شيء) . أيها السيد نصر الله، أنك هنا تدين نفسك وتقرّ من أنّ هدفك هو إبقاء الوضع بالعراق غير مستقر وغير آمن، وليبقى العراق حائط صدّ أمام أية عمليات إرهابية ضد دولة ولي الفقيه التي تدين لها وزعماء شيعة العراق بالولاء التام. والّا كيف تفسّر لنا طلبك بإعتقال قادة ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وزجهم في السجون ومحاكمتهم وعدم فتح الطريق أمامهم الى سوريا، ولا تعتقلهم أنت وتزجّهم في السجون وتفتح الطريق أمامهم لمهاجمة العراق، أليس هذا كيل بمكيالين!!!؟

 

إن كان نقل الدواعش من غرب سوريا الى شرقها شأن داخلي سوري كما أكّده نصر الله في بيان له حينما صرّح قائلا "اطلعت اليوم على تصريحات عدد من الأخوة المسؤولين العراقيين حول مجريات التفاوض الأخير الذي جرى في منطقة القلمون السورية، وكذلك قرأت بعض التعليقات لشخصيات وجهات عراقية مختلفة حول الموضوع نفسه"، لافتا إلى أن "الاتفاق قضى بنقل عدد من مسلحي داعش وعائلاتهم من أرض سورية إلى أرض سورية وليس من أرض لبنانية إلى أرض عراقية حيث أن غالبية مقاتلي القلمون الغربي السوري من السوريين ولم يكن قد بقي منهم في الأرض اللبنانية إلا أفراداً قليلين جداً". وهنا نريد أن نسأل السيد نصر الله من جديد إن كان والزعماء الشيعة ومن خلفهم إيران يقبلون بأن نتفاوض كعراقيين معهم كما تفاوض هو مع عصابات داعش وننقلهم وعوائلهم بباصات مكيّفة الى حدودنا الشرقية أي تلك التي مع إيران، على أن نتعهد لنصر الله وإيران من أننا سننقل مقاتلي التنظيم من العراقيين فقط، وتبقى عملية نقلهم داخل الأراضي العراقية حصرا وهذا ما لا يستطيع نصر الله الإعتراض عليه!!!!؟؟؟

 

أن صمت الميليشيات الشيعية ورجال الدين الشيعة مع الدفاع المستميت للمالكي وحزبه وبقية الأحزاب والتنظيمات الشيعية والرد الرسمي العراقي الخجول من هذه الجريمة تدل على إستخفاف هؤلاء ببلدنا وشعبنا من جهة، وتنكرهم لتراب وطننا وتطلعات شعبنا للعيش بأمان وإستقرار من جهة ثانية. ولا أظن من اننا بحاجة الى الف عين لنرى خيانتهم هذه بحق العراق أرضا وشعبا، فنصف عين كافية لنرى هول ما فعلوه خلال تجربتهم السياسية الفاشلة منذ أن وصلوا الى السلطة بالقطار الامريكي لليوم.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.